عمره 1600 سنة.. دير الأنبا باخوميوس تاريخ يفترسه الإهمال

دير الأنبا باخوميوس يفترسه الإهمال
دير الأنبا باخوميوس يفترسه الإهمال

هنا في قرية فاو قبلي بمركز دشنا، شمالي محافظة قنا،  تقع أطلال دير الأنبا باخوميوس، والمعروف بشق الحجارة، عمره قرابة 1600 سنة، تاريخ أثري كبير، يقع في وسط سوق شعبي، يرفسه الإهمال،  والحيوانات الضالة، وأصبح مرعى لهم.

لم يعلم كثيرون بالقرية، بأهمية الدير الأثري، يمر البعض عليه ، وكأنه مكان مهجور لقضاء الحاجة، أو سوق شعبي، للبيع والشراء نهارا،  به حمير وحيوانات، ترفس التاريخ ، وتدل على إهمال شديد للأثر، الذي سيحيي المنطقة سياحيا، حال الاهتمام به.

دير الأنبا باخوميوس كان من أهم المزارات السياحية بمدينة دشنا حتى عام 2010 وذلك لقدسية المكان والذى قد شيده الأنبا باخوميوس في الأربعينات فى القرن الرابع الميلادي، الذي ولد بقرية قصر الصياد 292 ميلادية وتتلمذ على يد الأنبا بلامون السائح، وكان أحد المجندين بالجيش واعتنق المسيحية وترك الوثنية على يد الأنبا سرابيون أسقف دندره كما أسس الأديرة الباخومية في كل أنحاء مصر منها دير فاو قبلي وعرف بابي الشركة.

جاءت إليه العديد من البعثات والتي أكدت وجود دير بالمنطقة من خلال إحدى البعثات الأمريكية بالتعاون مع معهد الدراسات القبطية، كذلك وجود العديد من الأساسات القديمة والتي أظهرت إلى حد ما تخطيط الدير كما أسفرت الحفائر عن وجود كنيسة لها تخطيط بازيلكى ولها ثلاثة أبواب في جدارها الغربي الأوسط منهما هو الباب الرئيسي. 

وقال أشرف أنور رئيس مدينة دشنا،  إنه تم التوجيه بسرعة نظافته وإزالة جميع تراكمات القمامة والتعديات بالمنطقة، وإعادة إحيائه ليكون مزار سياحي رائج كسابق عصره.

وأوضح أنور أنه تعد تلك البقعة ثروة قومية وقبطية لما تحتويه من تراث قبطي كبير، ممثل في أعمدة الدير، والتى جرى تكليف رئيس القرية بنظافة المكان، ومنع إقامة أي أسواق فوقها، كذلك يجرى التنسيق مع مديرية السياحة والآثار بقنا لإعادة إحياء المزار، وجلب السياح لزيارته كما كان بسابق عهده، لافتاً إلى أن اللواء أشرف الداودي محافظ قنا شديد الحرص على المزارات السياحية فرعونية أو قبطية وكذلك الإسلامية بكل مدن وقرى المحافظة .


والأنبا باخوم (باخميوس) وهى كلمة يونانية تعنى النسر ولقب الأنبا باخميوس بأبى الشركة لأنه أول من ابتدأ بالمعيشة المشتركة فى الأديرة تحت قانون واحد ورئيس تعيش الرهبان تحت طاعته.

ولد بطيبة (الأقصر) سنة 292م وتجند فى الجيش الروماني وحارب فى بلاد الحبشة تحت قيادة والد قسطنطين ولما أطلق سراح الجند بعد انتهاء الحرب اعتنق المسيحية وتم تعميده سنة 314م على يد الأنبا سرابيون أسقف دندرة وهو فى الرابعة والعشرين من عمرة .

ثم تتلمذ الأنبا باخميوس على يدى الأنبا بلامون السائح فى شنسيت (قصر الصياد) حيث قضى فى رعاية الأنبا بلامون سبع سنوات ، ثم أسس أول التجمعات الرهبانية فى ديره الأول فى تبنيسى (قرية الدابة) سنة 320م وهو يعتبر أول دير مسيحى فى العالم ، وحضر إليه أخيه البكر يوحنا وأقام معه بدير الدابة خمسة عشر سنة ثم مات به.

 وتوفى الأنبا باخميوس فى 14 بشنس سنة 222ش /9 مايو سنة 346م ، وأثناء رحلة الأنبا اثناسيوس الرسولى سنة 329م إلى أسوان نزل إلى دير تبانيسى (قرية الدابة) ورسم باخميوس كاهنا على الدير واستمر الأنبا باخميوس بدير الدابة حوالى 14عاما نما فيها الدير حتى وصل عدد رهبانه إلى 1400 راهب ثم شرع فى بناء دير فاو قبلى وجعله مركز الرئاسة العمومية لجميع الأديرة الباخومية.

 ولقد أمر الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمى بهدم وحرق كثير من الكنائس والأديرة والتى كانت فيها صور مزوقة لها طقوس كنسية فى كثير من ربوع مصر وكان من بينها دير الأنبا باخميوس بفاو قبلى ودير قرية الدابة (قرية الرحمانية حاليا) .

كما انشأ الأنبا باخميوس عدد من الأديرة فى مختلف البلدان امتدت من اخميم شمالا وحتى إسنا جنوبا بلغت حوالى عشرة أديره للرجال وديران للنساء تسير كلها على نظام واحد اجتمع فيها ما يزيد عن السبعة آلاف راهب ، فقد قام الأنبا باخميوس ببناء دير طبانسين أو تبانيسى (الرحمانية قبلى أو الدابة ) بمساعدة الأنبا بلامون السائح سنة 320م وهو أول دير قام بإنشائه الأنبا باخميوس ، ليضم شمل تلاميذه وانشأ به كنيسة ثم استن لهم القوانين لأول مرة فى التاريخ.

 كما قام ببناء أديرة فى فاو بعس(فاو قبلى) وتوموشنيس (بخانس ) وشنسيت (دير الأنبا بلامون السائح بقصر الصياد) والذى أصبح بعد زمن قليل من أشهر أديرة الأنبا باخميوس وأعظمها شأنا وأكثرها رهبانا ، وكانت هذه الأديرة تقوم بمساعدة الضالين من الرحالة أو المسافرين من متاعب الأسفار وأخطار الطريق ، كما انطوت تحت قانونه أديرة أخرى اتبعت نفس نظامه .

ولقد أنشئ الأنبا باخميوس دير العذارى للراهبات النساء بمساعدة أخته مريم سنة 340م بقرية بخانس وعين لهن مرشدا من كبار رهبانه يدعى بطرس وكان يقوم بفلاحة الدير بعض الرهبان من دير تبانيسى ويعودون إلى ديرهم فى المساء ولا يسمح لهم بتناول الطعام عند الراهبات  ثم أنشئ دير أخر بالأقصر سمى بدير البنات ، 
وقد وضع الأنبا باخميوس شروطا صارمة لمن يريد أن الالتحاق بالدير مثل أن يقضى ثلاث سنوات تحت الاختبار والإلمام بالقراءة والكتابة كما وضع نظاما دقيقا لأديرته متأثرا فى ذلك بالنظم العسكرية التى عاشها فى الجيش الرومانى.
 

اقرأ أيضاً: قصر الشناوي بالمنصورة.. «بيت أمة» تحول لجراج سيارات | فيديو وصور