أضواء

ثورة ٢٣ يوليو المجيدة

عبدالله حسن
عبدالله حسن

فى مثل هذا اليوم منذ ٧٠ عاما قام مجموعة من الضباط الشبان فى الجيش المصرى بحركة ضد الملك فاروق لإقالته والقضاء على مظاهر الفساد والمحسوبية التى انتشرت فى البلاد وطرد المحتل البريطانى وعودة مصر إلى أبنائها ، وأعد الضباط -الذين كونوا مجموعة سرية أطلقوا عليها إسم الضباط الأحرار - بيانا لإذاعته على الشعب المصرى والعالم من خلال إذاعة القاهرة فى استوديوهاتها فى ٤ شارع الشريفين بالقاهرة للتعريف بالثورة وأهدافها ، وقام بإذاعة هذا البيان الأول فى الساعات الأولى من صباح ذلك اليوم المجيد فى تاريخ مصر أحد الضباط الأحرار وهو الضابط أنور السادات الذى أعلن فيه الأهداف الستة التى تحركوا من أجلها وهى : القضاء على الاستعمار والإقطاع والرأسمالية وفساد السلطة وتأسيس جيش وطنى قوى وإقامة عدالة إجتماعية وحياة ديمقراطية سليمة ، وبمجرد إذاعة هذا البيان خرج آلاف المصريين فى أنحاء البلاد يعلنون تأييدهم للضباط الذين قاموا بهذه الثورة دون أن يعلموا حتى أسماءهم أو رتبهم العسكرية  إلا أنهم شعروا بالأمل فى التحرر والتخلص من الظلم والطغيان وأنه فى هذا اليوم أشرقت شمس الحرية التى طالما حلموا بها وانتظروها طويلا وكانت بالفعل ثورة قام بها الجيش وساندها الشعب ، وفى مساء نفس اليوم اجتمع مجلس قيادة الثورة برئاسة اللواء محمد نجيب فى مقر المجلس بميدان التحرير وتناقلت الصحف المصرية والعالمية ووكالات الأنباء أول صور للضباط الثوار  وفى مقدمتهم البكباشى جمال عبدالناصر الذى انتخب فيما بعد رئيسا لمصر ليكون أول رئيس مصرى يتولى حكم مصر. 

وكان من الطبيعى أن تواجه مصر الكثير من التحديات بعد أن أصبحت الثورة المصرية نموذجا يحتذى به أمام كل الدول خاصة التى تعانى من الاحتلال البغيض وقاد الرئيس جمال عبد الناصر مسيرة الإصلاح والتنمية داخل مصر وفى نفس الوقت قاد مسيرة لدعم حركات التحرر ضد الاستعمار فى العديد من الدول العربية والإفريقية.

وفى ٣٠ يونيو عام ٢٠١٣ وبعد ٦١عاما من ثورة ٢٣ يوليو المجيدة شهدت مصر ثورة شعبية كبرى أيدها الجيش الوطنى حين خرجت الملايين فى أنحاء البلاد من أقصاها إلى أقصاها تطالب بالتخلص من جماعة الإخوان التى استولت على حكم مصر وتطالب الفريق أول عبدالفتاح السيسى بقيادة البلاد لإنقاذها من المخطط الذى كان يستهدف مصر وشعبها وتاريخها ومستقبلها ، واستجاب الفريق أول السيسى للملايين من أبناء مصر الذين انتخبوه رئيسا لمصر ويقود مسيرة التنمية والتقدم فى مصر لتستعيد مصر الكنانة مكانتها اللائقة بها فى عالم اليوم .