طلاب هندسة المطرية جامعة حلوان يبتكرون جهاز ذكي متعدد الوظائف للكرسي المتحرك

طلاب هندسة المطرية جامعة حلوان يبتكرون جهاز ذكي متعدد الوظائف
طلاب هندسة المطرية جامعة حلوان يبتكرون جهاز ذكي متعدد الوظائف

في ظل تشجيع الدولة للباحثين والمفكرين على الابتكار ودعم أفكارهم، استلهم فريق من طلاب هندسة المطرية جامعة حلوان تحت رعاية  الدكتور ممدوح مهدي القائم بعمل رئيس الجامعة، إشراف دكتور ياسر شعبان الدكتور المساعد بكلية الهندسة بالمطرية جامعة حلوان فكرة المشروع الخاص بهم من خلال احساسهم بالمسئولية كمهندسين مصريين يهمهم أمر بلادهم وشعبهم لمساعدة الناس، حيث أنها الركيزة الأساسية لأي مهندس.

لذلك قرروا أن يقدموا المساعدة لأصحاب الاعاقات وذوي الهمم لمساعدتهم على ممارسة حياتهم اليومية بشكل أقرب للطبيعي وبدون الحاجة إلى المساعدة بشكل دائم من شخص أخر. 

اقرأأيضا|جامعة حلوان تطلق عددا من المبادرات والندوات والمؤتمرات التوعوية

ويعد ذوي الاحتياجات الخاصة أ و ذوي الإعاقة هم أشخاص مصابون بمرض ما مما يتسبب في شعورهم بصعوبة في القيام ببعض الأمور التي يفعلها الاخرين بشكل عادي وروتيني كل يوم مثل السير على الاقدام مثلا وهم بحاجة إلى رعاية خاصة، وعلى الرغم من أن مصطلح الإعاقة هو مصطلح يشمل الإعاقة الجسدية أو العقلية إلا أننا سوف نتحدث عن أصحاب الإعاقات الجسدية، الإعاقة الجسدية هي التي تظهر لسبب مادى وبالتالي توثر على النشاطات البدنية مثل التنقل وتكون سببها إما وراثية أو بسبب أثر بيئي يسبب شلل نصفي أو شلل كلي ضمور في العضلات او التهاب في مفاصل الظهر والتشوهات.

وعلي الرغم من جهود الكثيرين لتوفير الراحة وممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي لدى ذوي الإعاقات الجسدية مثل الكرسي المتحرك المتنقل بأنواعه الكثيرة والمتعددة ليناسب جميع الأفراد غير أنه لا يشمل مساعدة إلا أصحاب الإعاقة الجسدية في القدم فقط، ولكن من الصعب على أصحاب الضعف في اليدين استعمال ذلك وأيضًا يمثل العديد من المشاكل مثل عدم قدرته على صعود المنحدرات بدون بذل الكثير من الطاقة.

 لذلك تم حل هذه المشكلة عن طريق تصميم كرسي متحرك يعمل بالكهرباء ليساعد المستخدم على التنقل دون الحاجة لبذل جهد ولكن يواجه هذا التصميم العديد من المشاكل منها أنه غالي الثمن ولا يستطيع الكثيرون شراءه و أيضًا يلزم التمرن عليه لفترة طويلة حتى يعتاد المستخدم على كيفية استخدامه وأيضا صعب الحمل والتنقل به من مكان لأخر والجدير بالذكر ان جميع تلك الأمثلة لم تقم بحل مشكلة الصعود او النزول من علي السلم. 

وبالتالي يواجه مستخدمو الكراسي المتحركة العديد من التحديات والصعوبات في حياتهم اليومية حيث أنه ليست كل الأماكن مجهزة ليستطيعوا التحرك بها بحرية فيحتاج دائما إلى المساعدة لتخطي بعض السلالم مثلا، لذلك قام الطلاب بصنع جهاز يتم تثبيته على الكرسي المتحرك التقليدي ليحوله الى كرسي متحرك يعمل بالكهرباء ولديه القدرة على صعود ونزول السلم بالإضافة إلى العديد من المميزات الأخرى لتسهل الحياة اليومية لمستخدمي الكراسي المتحركة.

 لذلك استلهم الطلاب من هذه المشاكل فكرة الجهاز الخاص بهم ليتم حل أغلب هذه المشاكل التي تم ذكرها حيث أن الجهاز مزود بماتورين للحركة بأسفل الجهاز ويتم التحكم بهم عن طريق يد تحكم مرفقة مع الجهاز، يستطيع الجهاز صعود ونزول السلم عن طريق سيور توجد في خلف الجهاز وتتحرك عن طريق موتور منفصل يتم التحكم به عن طريق أزرار تحكم خلفية مخصصة للمرافق ليسهل عليه التحكم في الجهاز عند صعود السلم أو النزول.

بالإضافة إلى ميزة الفرامل الذاتية والتي تمنع الجهاز من الانزلاق في حالة توقف الجهاز على السلالم، وصمم هذا الجزء ليراعي راحة المرافق فلا يتحمل الكثير من الوزن، ولكن يوجه الجهاز أثناء صعود ونزول السلم فقط.

كما أن الكراسي المتحركة الكهربية يمكن استخدمها عن طريق حالات معينه فقط حيث أن أصحاب الشلل الكامل لا يمكنهم استخدامه مثلا، لذلك قام الطلاب بإنشاء تطبيق للهاتف الذكي يسمح لمرافق أن يتحكم في الجهاز عن بعد في حالة أن المستخدم لا يمكنه استخدام الجهاز بشكل طبيعي.

وحيث أن أصحاب الأمراض التي تحتاج حالتهم للمتابعة بشكل دائم يضطرون إلى عدم مغادرة المنزل أو المشفى خوفاً على حالتهم الصحية، لذلك قام الطلاب بإضافة مستشعرات لمتابعة ضربات القلب لدى المستخدم وفي حالة عدم انتظام ضربات القلب يتم إرسال رسالة استغاثة نصية لشخص يتم تحديده من قبل المستخدم في تطبيق الهاتف تتضمن الرسالة حالة المستخدم ومكان تواجده عن طريق نظام تحديد المواقع GPS، ويوجد أيضا زر في يد التحكم يقوم بإرسال الرسالة فورًا في حالة شعور المستخدم بالخطر، وقاموا أيضا بإضافة نظام توقف تلقائي والذي بدوره يقوم بإيقاف الكرسي تلقائياً إذا واجه المستخدم أشخاص أو عقبات أمامه ولم يكن منتبه، وبذلك يوفر الجاهز عوامل الأمان والسلامة لدى المستخدم.

ومن مزايا هذا الجهاز أنه تم تصميمه على أسس علمية واقتصادية لذلك يمتاز بأنه سهل الاستخدام والتثبيت فيمكن تثبيته على أي كرسي متحرك تقليدي ويحوله إلى كرسي متحرك يعمل بالكهرباء، بالإضافة إلى إمكانية السير لـ6 ساعات متواصلين لكل عمليه شحن، كما يمتاز أيضا بخفة الوزن فالجهاز يزن ما يقارب من 25 كج، بالإضافة إلى الوزن المستخدم الذى قد يصل إلى 120 كج، فالجهاز مصمم لاستيعاب مثل تلك الأوزان، ويملك من السرعة العالية حيث تصل سرعته إلى ما يقارب من 8 كم/ساعة غير أنه قابل للطي داخل السيارة فهو خفيف الوزن وبسيط الاستخدام ويسهل نقله وتخزينه في مساحات صغيرة. 

كذلك قام الطلاب بصنع جهاز أغلب مكوناته مصرية بأيدي وخبرة طلبة مصريين تتغلب على المنتج المستورد من حيث السعر والامكانيات المتوفرة، فهذا الجهاز قد حل أغلب المشاكل التي تواجه مستخدمي الكراسي المتحركة التقليدية منها والكهربية، فقد جمع مميزات الكراسي الكهربائية وأضاف إليها صعود ونزول السلالم، نظام مراقبة للحالة الصحية للمستخدم مرفق بتطبيق هاتف للتحكم في الجهاز، كما تمت إضافة العديد من المميزات لتسهيل الحياة اليومية على المستخدم مما يجعله يشعر بالأمان عند استخدامه وكل هذا بسعر تنافسي.

هذا ويتوافر في الأسواق المصرية العديد من الكراسي الكهربائية المستوردة التي لا توفر مميزات أكثر من كونها تعطى القدرة على التحرك بسرعات مختلفة بمتوسط سعر 15000 ج.م، أما الكراسي التي تسمح بصعود ونزول السلالم بمتوسط سعر 28000 ج.م وهنا تأتي واحدة من أهم مميزات هذا الجهاز كونه مصري الصنع وأضاف العديد من المميزات غير المتوفرة بالسوق بسعر منافس.

 ويأمل الطلاب إيصال الجهاز لكل شخص يحتاجه في شتى أنحاء مصر بمساعدة رجال الأعمال وداعمي المشروعات عن طريق إنشاء شركة تهدف إلى مساعدة ذوي الهمم والتخفيف عنهم.

يذكر أن الطلاب المشاركين في المشروع هم أحمد حمدى محمود عبد الفتاح، أحمد عصام أحمد شاكر، أحمد عمر عبد الحكيم فهيم، حسن محمد عيد برهام الفداوى، حسن محمد محمد علوان، حسين جوهر عبد العاطى على، عمر أحمد جابر نوبى حسين، مصطفى عاطف عبد الفتاح ابراهيم، مصطفى محمد سعد صالح، مصطفى محمد محمد أحمد.