أنت تسأل و العلماء يجيبون

أنت تسأل و العلماء يجيبون

       أنت تسأل و العلماء يجيبون
أنت تسأل و العلماء يجيبون

إعداد - عبدالعزيز عبدالحليم

الزواح بمن رضعت من أمه رضعتين مع أخته الأصغر

> شابٌّ يريد الزواج من فتاةٍ رضعَت من والدته مع أخته الأصغر منه رضعتين مشبعتين. ويسأل: هل يجوز الزواج، أم لا؟».

 المقرر شرعًا أنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب متى كان الرضاع فى مدته وهى سنتان قمريتان على الْمُفْتَى به، إلا أن الفقهاء قد اختلفوا فى مقدار الرضاع الذى يثبت به التحريم فعند الحنفية والمالكية وإحدى الروايات عن الإمام أحمد أن قليل الرضاع وكثيره فى التحريم سواء ما دام فى مدة الرضاع، وعند الشافعية وأظهر الروايات عن الإمام أحمد أن الرضاع المحرِّم ما كان خمس رضعاتٍ متفرقاتٍ مشبعاتٍ متيقناتٍ فأكثر فى مدة الرضاع.

 وبناءً على ذلك، فلا يحل لهذا الشاب أن يتزوج من هذه الفتاة على مذهب الحنفية ومن وافقهم؛ لأن قليل الرضاع وكثيره سواء فى التحريم عندهم، ويحل له التزوج بها على مذهب الشافعية والأظهر من مذهب الإمام أحمد؛ لأن الرضاع مرتان لا يثبث به التحريم عندهم، وهوما نختاره للفتوى؛ لعموم البلوى.

المنتحر وتكفينه والصلاة عليه ودفنه فى مقابر المسلمين

> ما حكم المنتحر؟ وهل هوكافر؟ وهل يكفن ويصلى عليه ويدفن فى مقابر المسملين؟

-الانتحار حرامٌ شرعًا؛ لما ثبت فى كتاب الله، وسنة النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وإجماع المسلمين. قال الله تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا» النساء: 29، وعن ثابت بن الضحاك رضى الله عنه قال: قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ عُذِّبَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه.

فالمنتحر واقع فى كبيرة من عظائم الذنوب، إلا أنه لا يخرج بذلك عن الملَّة، بل يظل على إسلامه، ويصلَّى عليه ويغسَّل ويكفَّن ويدفن فى مقابر المسلمين، حيث قال شمس الدين الرملى فى «نهاية المحتاج» (وغسله) أى الميت (وتكفينه والصلاة عليه) وحمله (ودفنه فروض كفاية) إجماعًا؛ للأمر به فى الأخبار الصحيحة، سواء فى ذلك قاتلُ نفسِهِ وغيرُه].

حكم ترك عمل العقيقة مع القدرة عليها

>ما حكم ترك عمل العقيقة عن الأولاد لمن يقدر على فعلها؟ وهل يأثم بذلك؟

-العقيقة من السنن المؤكدة التى ينبغى للمسلم أن يحرص على فعلها وإن كان معسرًا، فإن كان مستطيعًا موسرًا فالسنة فى حقه آكد؛ فإن فعل فقد أصاب سنة النبى صلى الله عليه وآله وسلم واتبع هَدْيَهُ، وسار على نهجه واقتفى أثره، ونال محبته وشُمِلَ بشفاعته؛ فاستحق بذلك الأجر العظيم والثواب الجزيل، وكان ذلك سببًا من أسباب سعة رزقه، وأخلف الله عليه فى ماله ومآله.

فعن أَنس بن مالِكٍ رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَحْيَا سُنَّتِى فَقَدْ أَحَبَّنِى، وَمَنْ أَحَبَّنِى كَانَ مَعِى فِى الْجَنَّةِ» أخرجه الترمذى فى «جامعه» وحسنه قال الإمام ابن قدامة فى «المغني» [قال -أى الإمام أحمد-: إذا لم يكن عنده ما يعق، فاستقرض؛ رجوت أن يخلف الله عليه إحياء سنة.

 قال ابن المنذر: صدق أحمد؛ إحياء السنن واتباعها أفضل، وقد ورد فيها من التأكيد فى الأخبار التى رويناها ما لم يرد فى غيرها، ولأنها ذبيحةٌ أمر النبى صلى الله عليه وآله وسلم بها؛ فكانت أولى، كالوليمة والأضحية]. وإن لم يفعلها وهومستطيعٌ موسرٌ لا يكون آثمًا، ولكن يكون قد فوَّت على نفسه ثوابها وعظيم أجرها.

وبناءً على ذلك: فالعقيقة سنة مؤكدة؛ فعلها النبى صلى الله عليه وآله وسلم وحث عليها، يثاب فاعلها، ولا يأثم بتركها دون عذر، لكن يكون قد فوَّت على نفسه ثوابها وعظيم أجرها.