أصل الحكاية

الشباب لا يدرك تعب والديه

شكرى رشدى
شكرى رشدى

شاب كان متقدما للعمل فى شركة كبيرة وحين انتهى من الاختبار اﻷول ذهب للقاء المدير للمقابلة النهائية.

المدير رأى سيرته الذاتية وكانت ممتازة، حينها سأله المدير؛ هل أنت تتلقى أى منحة للدراسة.

قال الشاب: والدى يتكفل بكل مصاريف دراستى

سأله المدير: أين يعمل والدك؟

قال الشاب: أبى لديه ورشة صغيرة لتصليح اﻷقفال..

سأله المدير: هل سبق أن ساعدت والدك فى عمله؟

أبداً: والدى أراد أن أذاكر فقط وأواصل التعليم.

طلب المدير من الشاب طلبا غريبا وهو عندما يعود إلى البيت أن يقوم بغسل يدى والده ويعود غدا لرؤيته صباحا

استغرب الشاب كثيرا من طلب المدير!!

عندما عاد الشاب إلى منزله طلب من والده أن يتركه ليغسل يديه..

أحس الوالد بشعور يمتزجه السعادة والرضا ولكنه التمس من ابنه أن يترفق فى تنظيف يديه.

بدأ الشاب وكأنه يرى ﻷول مرة يدى والده المتجعدة والمصابة بالكثير من الندبات والكدمات والجروح

أدرك الشاب أن هاتين اليدين تحملتا الكثير ودفعتا الثمن باهظا ﻷجله.. 

فهو على حساب تعب متواصل من قبل أبيه.

انفجر اﻻبن باكيا وأخذ يقبل يدى والده شاكرا له جهده وتعبه.

وعند الصباح مر على ورشة أبيه ونظر إلى الأدوات الحادة والقاسية وكيف أن والده تعامل معها على مدى سنين طويلة فقام بتنظيم وإعادة كل شيء إلى مكانه وأزال ما كان عالقا بها من دهان وأوساخ وخرج لمقابلة المدير.

وحين التقى به وجد الشاب ليس كيوم أمس فمسحة الحزن فى عينيه وكذلك نظر إلى يديه فوجد بعضا من آثار السخام ... 
حينها قال المدير له:

كنت أريد منك أن تدرك قيمة مساعدة والدك ونكران ذاته ﻷجلك.. فهى فرصة أن تعيد له شيئا قليلا من معاناته ﻷجل توفير المال.