الأمم المتحدة: الحد من أنشطتنا البشرية فرصة عادلة للحفاظ على البيئة

موضوعية
موضوعية

في مناقشة في الجمعية العامة شجّع كبار مسؤولي الأمم المتحدة الناس في جميع أنحاء العالم على تغيير علاقتهم مع الطبيعة، لأن الأرض مهددة بأزمة مناخ وتلوث التنوع البيولوجي وفقدانه.

وفي افتتاح المناقشة المواضيعية رفيعة المستوى بعنوان "لحظة من أجل الطبيعة"، قال رئيس الجمعية العامة، عبد الله شاهد: "نحن نعلم أن الوضع مريع. لقد رأيت هذا في بلدي، جزر الملديف. في الآونة الأخيرة، تضرر أكثر من ثلث الجزر المأهولة بأمواج البحر – وهو أمر غير متوقع في مثل هذا الوقت من العام – مما أثر على الحياة وسبل العيش والزراعة والتربة والمنازل."

تأتي المناقشة بهدف الحفاظ على إبقاء هدف 1.5 درجة مئوية حيّا وتسريع تنفيذ أهـداف التنمية المستدامة من أجل التعافي المستدام والمرن من كـوفيد-19.

وقال  رئيس الجمعية العامة، أن لدينا 89 شهرا فقط – 89 شهرا فقط لخفض الانبعاثات العالمية إلى النصف

ودعا شاهد الحضور إلى تخيُّل الأمر عندما يندفع البحر فوق اليابسة، دون سابق إنذار، ولا مكان يلجأ الناس إليه، لافتا إلى أننا نعلم أننا محاصرون بسبب تهوّرنا. نحن نعلم أن هذا سيزداد سوءا وبسرعة مع استمرارنا في إرجاء اتخاذ الإجراءات الضرورية.

 وأشار إلى أن لدينا 89 شهرا فقط – 89 شهرا فقط لخفض الانبعاثات العالمية إلى النصف. 89 شهرا فقط لتجنب تغيّر المناخ الكارثي. 89 شهرا فقط لفعل كل ما في وسعنا للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية."

وشدد رئيس الجمعية العامة على أن الوقت ضيّق، فبالنسبة لبلد مثل الملديف، "الفارق بين 1.5 درجة مئوية ودرجتين هو حكم بالإعدام."

وأشار إلى أن الجمعية العامة تقوم بدور حاسم في رفع الوعي وتعزيز التوافق السياسي وحفز الزخم وتوفير التوجيه الاستراتيجي لمنظومة الأمم المتحدة في هذا الصدد.

وفي افتتاح الحدث في نيويورك، أشار الملحن الهندي والمدافع عن البيئة، ريكي كيج، إلى وجود عبارة سنسكريتية قديمة "Vasudhaiva Kutumbakam" والتي تعني أن العالم عبارة عن أسرة واحدة. 

وقال إنه "في الوقت الحاضر، عندما نفكر في كلمة تعايش، فإن الشيء الوحيد الذي يتبادر إلى الذهن هو العيش في سلام بين أجزاء مختلفة من الجنس البشري" مثل الثقافات والأعراق وألوان البشرة والبلدان.

اقرأ أيضا|أمين عام الأمم المتحدة عن نيلسون مانديلا: بوصلة أخلاقية ومرجعاً لنا جميعاً

بالنسبة لكيج، وهو أيضا سفير اليونسكو للعطف، وسفير الأراضي لاتفاقية مكافحة التصحر، حدث ذلك لأنه "في مكان ما خلال الرحلة البشرية، نسينا تماما أننا لسنا النوع الوحيد على هذا الكوكب."

قائلا: "نحن مجرد (نوع) واحد من بين ملايين وملايين الأنواع على هذا الكوكب."

إنذار بالكارثة
سلّط الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الضوء على بعض المعالم البارزة التي تنتظرنا في عام 2022.

وأشار إلى مؤتمر المناخ COP27 الذي سيُعقد في مصر نهاية العام، قائلا إن العالم بحاجة إلى التزامات من شأنها أن تؤدي إلى خفض الانبعاثات بنسبة 45 % بحلول عام 2030.

وتشير الالتزامات الوطنية الحالية إلى زيادة بنسبة 14 % تقريبا هذا العقد.

اقرأ أيضا|جوتيريش يحدد 4 توصيات للحفاظ على المحيطات

وقال غوتيريش، هذا ينذر بكارثة، لذا يجب علينا توجيه البشرية إلى طريق العيش في وئام مع الكوكب.

بالنسبة لمؤتمر الأطراف COP15 للتنوع البيولوجي الذي عُقد في مونتريال في ديسمبر، طلب غوتيريش بلورة "اتفاقية عالمية جريئة تعالج العوامل الرئيسية لفقدان التنوع البيولوجي."

ووفقا له، يحتاج المجتمع الدولي أيضا إلى سدّ فجوة تمويل التنوع البيولوجي - التي تبلغ حوالي 700 مليار دولار سنويا - بحلول عام 2030 و"إلغاء 500 مليار دولار سنويا من الإعانات الضارّة وإعادة توجيهها نحو تحفيز الأنشطة الإيجابية للتنوع البيولوجي."

اقرأ أيضا|جوتيريش يحدد 4 توصيات للحفاظ على المحيطات

كما قال الأمين العام إن العالم بحاجة إلى "التوفيق بين الالتزامات والإجراءات الموثوقة والتي يمكن التحقق منها والتمويل من أجل التنفيذ."

واختتم قائلا: "معا، يمكننا – ويجب علينا – توجيه البشرية إلى طريق العيش في وئام مع الكوكب، دعونا نغتنم هذه اللحظة لكي تفعل الطبيعة ذلك."

رابط وثيق بين صحة الكوكب وصحة الإنسان
قالت نائبة الأمين العام، أمينة محمد، أن الطريقة التي تتعرض فيها النظم الإيكولوجية للخطر والآثار المدمرة لتغيّر المناخ، لافته إلى أنه تتطلب هذه الحالة الطارئة عقلية جديدة.

وتابعت: ترتبط صحة كوكبنا ارتباطا مباشرا بصحة الإنسان وازدهاره.

وطالبت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن"باهتمام سياسي كبير بالطبيعة." 

وقالت إن هذا "الإطار يجب أن يأتي مع حزمة طموحة من الأهداف والغايات التي تحرّك العمل من أجل الطبيعة أبعد من الفقاعة البيئية."

اقرأ أيضا|الأمم المتحدة: مؤتمر المحيط يمثل لحظة وحدة بين جميع الدول الأعضاء

وأوضحت أنه فقط من خلال إشراك كل قطاع وكل شركة وكل مستثمر، وكل فرد يؤثر على الطبيعة أو يعتمد عليها، "سنقوم بمعالجة الدوافع الرئيسية لفقدان الطبيعة."

من جانبه، اعتبر رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة (ECOSOC)، كولين كيلابيلي، أنه من الضروري "بذل كل ما في وسعنا لتغيير أنماط استهلاكنا وإنتاجنا" فالبديل عن ذلك "تعمّق أكبر في هاوية المصائب المستمرة، حتى ندمّر البشرية جمعاء."

وأشار إلى الحاجة للخروج من النفق وتلبية الاحتياجات المتزايدة للشعوب على نحو مستدام، مع الحفاظ على الطبيعة والبيئة، لافتاً إلى أنه إذا استعدنا التوازن مع الطبيعة، وقمنا بالحد من أنشطتنا البشرية، فلدينا فرصة عادلة. نحن مدينون بذلك لأنفسنا والأهم من ذلك لأجيال المستقبل.