مشوار

تسريبات قتل الأسرى.. لماذا الآن؟

خالد رزق
خالد رزق

فجأة ووسط حديث كثير تعيشه المنطقة عن توسعة نطاق ما يسمى بالتطبيع بين العدو الصهيونى و دول عربية كمكرمة للرئيس الأمريكى جو بايدن الذى زار المنطقة، خرج موقعا صحيفتا يديعوت أحرونوت و جيروساليم بوست وهما الأكبر بين  الصحف العبرانية بتقارير تزامنت مع تغريدات على موقع تويتر للصحفى الإسرائيلى يوسى ميلمان وكلها تفيد بأن جيش العدو «أحرق» إبان حرب يونيو عام 1967 جنوداً مصريين أحياء وذلك بعدما وقعوا قيد الأسر فى منطقة اللطرون قرب القدس.  وأكدت التقارير أن الجنود المصريين و هم من عناصر كتيبتين من الصاعقة كانوا قد التحقوا بالجبهة الأردنية إثر توقيع إتفاقية للدفاع المشترك ما بين مصر و الأردن دفنوا بمقبرة جماعية لاتحمل شواهد للقبور بعدما سلبت متعلقاتهم .


ومباشرة تحركت الخارجية المصرية و طلبت من الجانب الإسرائيلى إجراء تحقيق عاجل للوصول إلى الحقيقة وراء ما نشر كبداية ، فيما اتخذت الدولة المصرية خطوات أخرى للضغط  على الحكومة الإسرائيلية لإجلاء الحقيقة الكاملة تمهيداً لاسترداد رفات الجنود الشهداء إن صدقت الواقعة التى لا تصنف بغير جريمة حرب .


والحق أنى وأزعم بأنى أعرف طبيعة هذا العدو الوحشى الجبان معرفة جيدة لم أستغرب أن يقدم عساكره المخنثون على اقتراف جريمة كتلك التى تحدثت عنها التقارير ضد أسرى حرب ، فلا الواقعة هى الأولى المسجلة بحقهم و الأكيد أنها لن تكون الأخيرة وسواء كان المستهدفون عسكريين أسرى أو مدنيين عزل بالأراضى المحتلة و غيرها .
لكن الذى أثار فضولى هو توقيت الاعتراف بالجرم فهل صحى من وراء المواقع الإخبارية الصهيونية وقد استيقظت ضمائرهم فقرروا إرشاد الجانب المصرى على جريمة مجهولة وقد دفنها الزمن، واسقط الحديث عن مثيلاتها من الجرائم اتفاقيات للسلام وقعت بين الطرفين المتحاربين بعد انتصار أكتوبر 1973.. الأكيد لا فلا شيء عند الصهاينة يمكن أن يكون باعثه صحوة الضمير و لا شيء عندهم اسمه حرية الرأى و النشر فيما يتصل بأمن الكيان و علاقاته، فما الذى وراء تسريبات الموساد التى نشرتها المواقع وغرد بها الصحفى الصهيونى؟.