تامر فرج: نزفت على المسرح.. وتعلمت الإلتزام

الممثل تامر فرج
الممثل تامر فرج

حوار: محمد بركات

في أول وقوف له على خشبة المسرح، حصل تامر فرج على فرصة الوقوف مباشرة على خشبة المسرح القومي، أعرق وأهم المسارح المصرية، ليس هذا فقط، لكن أيضا في مسرحية الحفيد للكاتب عبد الحميد السحار، والتي تعرض حاليا، ويشاركه بطولتها لوسي، وعلى الرغم من قيام تامر بإجراء عملية جراحية في العمود الفقري، إلا أنه كان حريصا على المشاركة في العرض، معتبراً وقوفه على خشبة القومي شرف كبير، واعتبر العرض تجربة مهمة اعادت له مشاعر وأحاسيس أفتقدها منذ سنوات.. أخبار النجوم التقت تامر فرج الذي كشف عن سبب عودته للمسرح من خلال مشاركته في عرض الحفيد، وكيف كانت ردود الفعل حول المسرحية والدور الذي يجسده.

كيف تم ترشيحك لمسرحية الحفيد؟ وما الذي جذبك للدور؟

عرضت المسرحية على بعد عدة شهور من إجراء البروفات، وبعد إعتذار أحد الزملاء عن الدور لظروف صحية، وتلقيت اتصال من الفنان جورج أشرف، الذي شاركني بطولة مسلسل “سوشيال”، وسألني إذا كان لا مانع لدي من المشاركة في عمل مسرحي، ورحبت جداً دون أن أعرف طبيعة العمل المسرحي، أو المشاركين فيه، لأني أفتقد الوقوف على خشبة المسرح بعد غياب سنوات طويلة، لأن آخر مرة وقفت فيها على خشبة المسرح كانت من خلال العروض المسرحية التي قدمتها على مسرح الجامعة، لاحقا عرفت أن العرض هو “الحفيد”، وهي رواية ناجحة للأديب الكبير عبد الحميد السحار، والتي تربينها عليها، تم عمل إعداد ومزج رائع من المخرج يوسف المنصور، فكنت شاهدت له مسرحية “أفراح القبة” للأديب نجيب محفوظ، وأعلم أنه مخرج شاطر حصل على العديد من الجوائز، أيضاً وجود الفنانة لوسي ووقوفي أمامها كان من ضمن أسباب مشاركتي في العرض، هذا إلى جانب السبب الأكبر والأهم هو وقوفي على خشبة “القومي” لأول مرة، وهذا بالنسبة لي شرف كبير، كل هذه الأسباب جعلتني أوافق دون تردد، بل وأعتبر العرض منحة من الله.

هل واجهت صعوبات في تقديم الكوميديا على المسرح؟ 

إطلاقاً، على الرغم من غيابي عن المسرح لسنوات طويلة، إلا أنني لم أواجه أي صعوبات، سوى على المستوى الصحي والمجهود البدني الذي أبذله على المسرح يوميا لمدة ساعتين ونصف أو أكثر، رغم أنني أجريت مؤخرا عملية جراحية في  العمود الفقري بعد إصابتي بإنزلاق غضروفي في مسلسل “الآنسة فرح” قبل أسبوعين من انطلاق عرض المسرحية، وكان يحتم علي الحصول على قسط كافٍ من الراحة، لكن لم أستطع في ظل وجود بروفات العرض والإلتزام بموعد افتتاح المسرحية، وبسبب المجهود الذي أبذله يوميا لم يلتئم الجرح بشكل كامل، وحدث لي  نزيف، والآن قبل الصعود للمسرح أقوم بتخديرالجرح حتى أستطيع التمثيل، والمشكلة زادت بعد أن أجريت عملية جراحية أخرى لإزالة كيس دهني في ظهري.

لماذا لم تعتذر عن العرض بسبب ظروفك الصحية؟

الإلتزام بالعمل المسرحي يجُب أي شيء آخر، خاصة إذا كان العمل على “القومي”، الذي يعتبر أكبر وأعرق المسارح المصرية والعربية، من ناحية أخرى مسرحية “الحفيد” تجربة فريدة ومختلفة وجديدة ستعيد المسرح الذي تربينا عليه، لذلك تحملت “وجيت على نفسي” حتى تخرج المسرحية في الموعد المحدد، والحمد لله ردود الفعل كانت جيدة. 

ماذا عن ردود الفعل حول أدائك؟ 

ردود الفعل لم أتوقعها على أداء دور”حسين” حمستنى جداً وطمنتنى ، وأكثر رد فعل ابهرنى أن البعض قال لى أن أدائى وتمثيلى مختلف على خشبة المسرح، هذا لان المسرح له هيبه كبيرة ويجب على الممثل ان يمتلك ادواته كلها، ردود فعل العمل على المسرح أفضل بكثير من ردود فعل العمل في السينما والدراما لان ما يميز “أبو الفنون” أن ردود الفعل يتلقاها الممثل بشكل مباشر من الجمهور.

كيف كانت كواليس العمل؟

ممتعة جداً ورائعة، لأول مرة اعمل مع المخرج الشاب يوسف المنصور، وهو مخرج رائع ومجتهد، واستطاع أن يعمل دمج لـفيلمي “الحفيد” و”أم العروسة”، ولديه قدرة على مناقشة مواضيع مهمة وحيوية، كما دمج أفكار من فترة الثمانينات مع مشكلات وموضوعات نعيشها الآن، دون أن يشعر الجمهور أننا أمام درس أو نصيحة مباشرة، أيضا العمل مع لوسي رائع، فهي شخصية بسيطة وعفوية، وهذا سبب نجاحها في أداء دور الأم، والجمهور شاهد لوسي وأثنى على دورها كفنانة وأم، وفي النهاية أنا سعيد بالتجربة.

كيف كان شعورك مع الوقوف لأول مرة على خشبة المسرح القومي؟ 

رغم أنني دخلت “القومي” وأنا في كامل قوتي، لكن يبقى مكان له هيبة ورهبة، والسبب أنه شهد وقوف كبار النجوم، ويحمل اي فنان مسئولية عدم الخروج على النص بشكل يعرض الآداب العامة للضرر، لأنه مسرح مصر الرسمي، لذلك لا يمكن مقارنته بأي عرض كوميدي يقدم على المسارح الخاصة، وشرف لأي فنان العمل في قاعة تحمل اسم “سيدة المسرح العربي” سميحة أيوب،  لذلك أعتبر نفسي أنني حصلت على تقييم نجمة إضافية في مسيرتي الفنية مع هذا العمل. 

ماذا عن مشاركتك في مسلسل روز وليلى؟ 

أجسد شخصية رجل أرستقراطي، يلجأ إليه كلا من “روز” و”ليلى” لمساعدتهما في مغامراتهما، وأنا سعيد بالعمل مع يسرا ونيللي كريم معا، والمسلسل تدور أحداثه في إطار كوميدي، لكنها كوميديا سوداء، وضمن سياقٍ مليء بالأكشن والتشويق والمغامرة، إذ تدور الأحداث حول محققتين مستقلّتين يتمّ التعاقد معهما لكشف عملية احتيال مصرفي كبرى يجري التخطيط والإعداد لها في مصر، وخلال سير الأحداث، تجد المحققتان اللتان تفتقران إلى الكفاءة المهنية المطلوبة أنفسهما في قلب مواجهات مع شخصيات غامضة تُعرض حياتهما للخطر، قبل أن تعود الخيوط لاحقا لتتشابك مُقربة “روز” و”ليلى” خطوة بعد أخرى نحو حل اللغز وكشف ملابسات القضية، ومن المقرر أن يُعرض المسلسل في الربع الأخير من العام الجاري على “شاهد VIP”، ويتكون العمل من 12 حلقة، ومن تأليف السيناريست البريطاني كريس كول، وإخراج البريطاني أدريان شيرجولد.

ما أحب أعمالك إلى قلبك؟ 

كلها، وكما يقال “كلهم ولادي”، لكن أكثر الأدوار التي تعلق بها الجمهور وتركت بصمة كبيرة، شخصية “بكير الحلواني” التي قدمتها في مسلسل “طلعت روحي”، و”القبطان ماجد” التي قدمتها في مسلسل “الأنسة فرح”.

هل تأخذ رأي زوجتك في الأعمال التي تعرض عليك قبل الموافقة عليها؟ 

رانيا مديرة أعمالي، وكل دور يعرض علي تقوم هي وابنتي نادين بقراءته، ثم يقولون رأيهم فيه، وبناءً على هذا الرأي أقوم ببناء رأي على الدور، ورانيا مؤشر مهم جداً في حياتي، فهي تقوم بمساعدتي بكل مراحل العمل الفني، بداية من الموافقة على المشاركة، ثم التصوير والمكياج، ولديها رؤية في الكتابة والتأليف، لذلك أعتمد عليها بشكل كبير.

هل تعاني من السوشيال ميديا في حياتك الشخصية؟ 

جداً، سواء في التواصل معها بشكل يومي لأنني لا أجيد التعامل معها، وأنا من أنصار المدارس القديمة في الحياة، وأعاني منها لأنها أصبحت تتدخل في الحياة الشخصية للفنان بشكل صعب لا يليق مع عاداتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها، ودائما اتجاهل أي إهانه اتعرض لها، وفي النهاية السوشيال ميديا “مؤلمة” وتسبب ألم نفسي كبير بالنسبة لي، حتى إذا تجاهلت الإساءة.

هل ترى أنها تسهم في نجاح الأعمال الفنية بعد أن أصبحت وسيلة للدعاية والتسويق؟ 

للآسف أصبحت هكذا بالفعل، لكن أن يصبح عند بعض الأشخاص وبعض المنتجين والقائمين على العملية الإنتاجية “عدد الفلورز” هو الذي يحدد الممثل الجيد من السيء، فهذه “مصيبة كبيرة”.

هل تغضبك الشائعات؟ 

اتعرض لأذى نفسي عندما يقال علي ما ليس بي، لذلك اتجاهل كل شخص يسيء إلي، ونادرا ما أرد على هذه الشائعات.