من الأعماق

أخيرا..بايدن فى الشرق الأوسط!!

جمال حسين
جمال حسين

ها هو الرئيس الأمريكى جو بايدن يحضر بنفسه لزيارة المملكة فى زيارة هى الأولى من نوعها له منذ وصوله للبيت الأبيض عام 2021.

بايدن أدرك أن السعودية دولة لا يمكن تجاهلها وأن عهد الأمن مقابل الخنوع انتهى وأنه لا يمكن أن يعبر منصب ولى العهد او يتجاهله.. البيت الأبيض اعترف بأن اهمال منطقة الشرق الأوسط كان خطأً كبيرًا ولا بد من إضعاف الموقف الروسى المتصاعد عربيا فجاء بايدن لتصحيح المسار. 

تأكدت أمريكا مدى حاجتها للسعودية ولدول الخليج والدول العربية لدرجة ان جريدة وول ستريت جورنال الأمريكية هاجمت الرئيس الأمريكى وقالت: كان من المفترض أن يكون بايدن أكثر واقعية منذ اليوم الأول إلا أنه انحنى لازدراء اليسار للرياض دون تقدير لأهميتها والحاجة الاستراتيجية للحلفاء العرب فى الخليج.

رفضت السعودية مناشدات بايدن لضخ المزيد من النفط، ورفض ولى العهد الرد على مكالمته الهاتفية فتراجع بايدن عن مواقفه ووعيده وبدأ يغازل المملكة معلنا اعتزامه زيارتها.

سعدت وأنا أستمع لسؤال الصحفية الأمريكية التى أحرجت بايدن خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده فى حضور الوفدين السعودى والأمريكى حيث صاحت المراسلة متسائلة: «الرئيس بايدن، هل السعودية لا تزال منبوذة؟»، فى إشارة إلى تصريحات سابقة للرئيس الأمريكى بايدن..

لم يجب بايدن عن سؤال الصحفية بينما ارتسمت ابتسامة ذات معنى ومغزى على وجوه أعضاء الوفد السعودى..

بايدن جاء للمنطقة لدعم حليفته الاستراتيجية إسرائيل ومن أجل جمع العرب على مائدة واحدة لتطوير منظومة دفاعية مشتركة ضد إيران.

وجاءه الرد ليلة وصوله من فلسطين بإطلاق حزمة صواريخ من غزة باتجاه عسقلان وكأنهم يقولون له: لا تتفاءل كثيرا..

الرد جاءه من المملكة باستقبال فاتر لا يقارن باستقبال سابقه ترامب الذى كان استقباله أشد حفاوة وترحيبا.

والسؤال: لماذا غيّر الرئيس الأمريكى رأيه بشأن جعل السعودية «دولة منبوذة»؟

اجابت صحيفة الإندبندنت عن هذا السؤال وقالت ان واشنطن هى من تريد الرياض وليس العكس.. وان العالم العربى اصبح اكثر نضجا واستقلالا من قبل عن النفوذ الامريكى.. وان موارد الطاقة سواء فى روسيا أو فى الخليج ربما ستلعب دورا فاصلا فى نهاية كلمة الوصاية الامريكية لتحل محلها كلمة «التأثير الأمريكى».

شكرًا للسعودية التى انتصرت للعزة والكرامة العربية رغم الضغوط الرهيبة التى مورست ضد المملكة وضد الأمير الشاب محمد بن سلمان ولى العهد..
شكرًا للمملكة التى لعبت مباراة سياسية كبرى وصفتها جريدة النيويورك تايمز بأنها معركة لقنت فيها السعودية بايدن درسًا لن ينساه.