محمود صالح
القتل لأتفه الأسباب؛ بلا شك جريمة تكررت كثيرًا في السنوات الأخيرة، جريمة تستحق أن تثير التساؤل بحثًا عن الأسباب فشيء لا يصدقه عقل أن نجد شخصا يقتل آخر من أجل بضعة جنيهات قليلة، دم يُسال على الأرض بعدها يجلس الجاني نادمًا يسأل ما الذي فعلته كي يزج بي داخل السجن اقضي خلف أسواره أحلى سنوات العمر والسبب هو مبلغ مالي لا يتجاوز عدة جنيهات قليلة؛ هذا ما حدث في إحدى المحافظات الساحلية بصدق وبلا مبالغة، ففي السطور التالية تفاصيل واقعة شهدت أحداثها محافظة السويس.. الجاني فيها سائق "تاكسي" دهس مواطنًا بعد أن نزل من سيارته لخلاف على سعر الأجر، وإلى التفاصيل المثيرة.
من منطقة السلام بالسويس ركب "حسن رشوان" سيارة "تاكسي" ذاهبًا إلى منطقة الأربعين، أول شيء فعله طلب من السائق أن يكون العداد "شغال"، لكن السائق أجابه بأن العداد به عطل وأنه لن يختلف معه على الأجرة، ولأن "حسن" على عجلة من أمره استقل السيارة.
وهناك، في منطقة الأربعين سأله عن الأجرة، فأجابه الرجل بأنها 40 جنيها، عم حسن رأى أن هذا المبلغ مبالغ فيه على "مواصلة" مسافتها أقل من ربع ساعة، لذلك رفض وأعطاه 30 جنيها فقط ونزل من السيارة دون أن يعبأ برد فعل السائق حتى لم يشغل باله بما سوف يتفوه به ولكن.. هل يصمت السائق وينتهى الأمر، الإجابة لا، بعد نزوله من السيارة سار السائق خلفه بالسيارة وبكل جنون دهسه وسط استغراب كل الناس الذين شهدوا الحادث، لكن التفاصيل عند هذا الحد.
كسور وكدمات
كان المبلغ الذي عليه خلاف هو 10 جنيهات، وهذا المبلغ البسيط كان السبب في أن يدخل شاب المستشفى ويمكث فيها قرابة الـ 20 يومًا ليجرى أكثر من عملية في قدمه، بعد أن أصيب بكسور فيها، ولكي تلتئم هذه الكسور يحتاج عم حسن إلى تركيب شرائح ومسامير.
حجم الإصابات الناتجة عن حادث كهذا يؤكد أنه جراء حادث كبير، وأن الشاب قد نجا منه بأعجوبة، ولكن من المضحكات المبكيات حقًا أن تكون كل هذا الإصابات بسبب خلاف بين سائق وراكب على مبلغ 10 جنيهات!
تلك الواقعة التي شهدتها محافظة السويس تُعد غريبة في كل شيء، والأغرب فيها هو أنه ليس هناك سبب يجعل شخص عاقل يرتكب مثل هذه الجريمة، وأن يصل به الأمر إلى هذه النتيجة البشعة التي لا مبرر لها على الإطلاق.
كل الحكاية أن "حسن" - صاحب الـ ٣٤ عامًا - كان في طريق عودته من عمله، لم ينتظر أن يأخذ مواصلة عامة وإنما لأنه يريد أن يصل بيته بعد يوم عمل شاق، قرر أن يستقل سيارة أجرة، ولكن بدلا من أن يصل إلى بيته سالمًا حملته سيارة الاسعاف إلى المستشفى وبه كم من هذه الإصابات الكبيرة.
دهس
في حديثه لـ "أخبار الحوادث" قال "حسن": "الموضوع كله أنا مش مصدقه من البداية، ولو حصل اللي حصل ده قدامي يمكن أنا مكنتش هصدقه برضه، لكنه حصل معايا وبشكل غريب".
وأضاف: "أنا ركبت مع سواق التاكسي وقلتله رايح الأربعين، وسألته عن العداد وقالي مش شغال، لكن أركب يا باشا مش هنختلف في الأجرة، الموضوع بسيط يعني، وفعلا ركبت معاه ووصلت، قبل ما انزل بقوله كام ياسطي وانا فاكر الأجرة 15 جنيه أو 20 جنيه زي الطبيعي يعني، فجأة قال لي 40، قلت له ليه يا أسطى دي مش مكملة 5 كيلو يعني وكل الناس بتدفعها بالكتير 20".
واستكمل: "فجأة لقيته اتحول، واتعصب كده وقالي بقولك أي، هتدفع 40 يعني هتدفع الـ 40، ساعتها شديت معاه، وتقريبا شبه اتخانقنا، وعشان أنا مستعجل وعايز أروح ومش فاضي لكل ده قلتله خد يا اسطى ٣٠ جنيه أهم وسبته ونزلت".
وأضاف: "طبعا قعد يشتم ويغلط فيا لكن أنا قلت أنا مش هدخل في خناقة مع راجل زي ده وخليني في طريقي، وفعلا مشيت، ويدوب اتحركت من هناك ولقيته دخل فيا بالعربية دخلة موت، وقعت على الأرض ورجلي بقت بتجيب دم من كل حته، أنا قلت مثلا عربية خبطتني تانية ولا حاجة، ولما ببص على العربية لقيته التاكسي، والسواق راح مطلع دماغه من الشباك وبيقولى عشان تبقى تدفع بعد كده وبيضحك، وبعدها جري بالعربية، أديني كسرتك بـ 10 جنيه الباقيه نبقى خالصين"!
واختتم: "أنا مكنتش قادر اتحرك من مكاني وقتها، ورجلي بتجيب دم ومش قادر حتى اقف عليها من الوجع، والحمد لله ربنا سخر لي ناس في الشارع شالوني وودوني أقرب مستشفى وهناك عرفت إني مصاب بكسرين ومحتاج شرائح ومسامير.. طبعا بعد ما أهلي عرفوا حضروا المستشفى وبعدين راحوا حرروا محضرا بالواقعة في قسم شرطة عتاقة، والحمد لله إن الواقعة اتصورت والناس بقت تشيرها على الفيس كتير لحد ما بقت الواقعة تريند. طبعا انا اتفاجئت بده كله بعديها بس الحمد لله عرفت إنهم قبضوا عليه وجابوه ودلوقتي بيحققوا معاه في القسم.
تحقيق
هذا وقد كشفت أجهزة الأمن عن ملابسات ما تداول على إحدى الصفحات عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بشأن مقطع فيديو يظهر خلاله اصطدام قائد إحدى سيارات الأجرة "تاكسي" بأحد المواطنين عقب نزوله من السيارة بمحافظة السويس. وبالفحص تبين ورود بلاغ لقسم شرطة عتاقة بمديرية أمن السويس، من مواطن -مقيم بدائرة قسم شرطة الأربعين- قال إنه أثناء استقلاله سيارة أجرة "تاكسي"، وعقب وصوله حدث خلاف بينه وقائدها على قيمة الأجرة، فاصطدم الأخير به عمدًا مما أسفر عن إصابته بسحجات.
وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبط السيارة ومالكها، وبسؤاله قرر أن السيارة كانت بحوزة شخص -مقيم بمحافظة السويس- ويعمل عليها كسائق، وألقت القبض عليه. وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة لذات السبب، واتخذت الإجراءات القانونية، للعرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
