عمار يا إسكندرية| مبدعون أنجبتهم عروس المتوسط.. تعرف عليهم

إسكندرية
إسكندرية

كتبت: ندى محسن

وعمار يا إسكندرية .. يا جميلة يا ماريا .. عروس البحر المتوسط التي أنجبت عددا كبيرا من المبدعين اللذين أثروا الفن المصري، ووثقوا أعمالهم وخلدوها مثل يوسف شاهين في رباعياته الإسكندرانية، وأسامة أنور عكاشة في زيزينيا، وغيرهم عديد من نجوم السينما والتليفزيون والغناء..  أخبار النجوم تلقي الضوء على عدد من مبدعي مصر الذين تأثروا بسحر مدينة الإسكندرية بحكم ولادتهم ونشأتهم فيها.

عمر الشريف

عمر الشريف، أحد أبرز نجوم السينما المصرية والعالمية، وُلد وعاش بمدينة الإسكندرية لأسرة ثرية ذات أصول سورية لبنانية، وكانت تلك النشأة لها بالغ الأثر على تكوين شخصيته، فقد عاش مع عائلته حياة هانئة، سعيدة، مليئة بالرفاهية، مؤكداً أن أبويه لم يحرمانه من شئ مهما بهظ ثمنه، كما كان يتردد على الأندية الكُبرى التي كان لا يدخلها سوى الأثرياء، وقال عن ذلك: “شعرت دائماً إني أسبح في بحرين، بحر الاسكندرية الأزرق الصافي، وبحر الحب الأعمق”، لكن على الرغم من الحب والدعم الكبير الذي حصل عليه من أبويه إلا أنهما كانا حريصين على أن يُنشأ شخصاً مُستقلاً وقوياً ليس مُدللاً وأنانياً أو إتكالياً، وهو ما انعكس أثره على مشواره الفني الملئ بالنجاحات داخل وخارج مصر.

روى الشريف عن عشقه للإسكندرية في العديد من لقاءاته التليفزيونية قائلاً: “رأيت النور في مدينة الإسكندرية تلك المدينة الساحرة التي خلفت المزيد من الذكريات الحلوة للذين عبروا على أرضها، والتي طالما غمرت العالم بضوء المعرفة بواسطة مكتبتها القديمة التي كانت تضم أكثر من 6 آلاف مليون من المخطوطات القيمة على لفات ورق البردي”، واختار أن يُدفن في مصر بعد سنوات طويلة قضاها بعيداً عنها.

شغفه بالتمثيل والفن -منذ طفولته- دفعه للسفر إلى لندن لدراسة التمثيل في الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية، وبعد عودته إلى مصر قدم العديد من تجارب الأداء، كما شارك في عروض مسرحية على خشبة مسرح كلية فيكتوريا التي كان يدرس بها، وهناك إلتقى بالمخرج يوسف شاهين الذي رأى فيه مواصفات الفنان التي كان يبحث عنها لشخصية “أحمد” بفيلم “صراع في الوادي” الذي قام ببطولته أمام الفنانة فاتن حمامة، لينطلق بعد النجاح الكبير الذي حققه هذا الفيلم في سماء الشهرة والنجومية بتقديمه لعدد كبير من الأعمال السينمائية المصرية الخالدة قبل أن يلتقي بالمخرج العالمي دافيد لين في أوائل السيتينات ليلمع اسمه وسط نجوم السينما العالمية في 58 فيلماً، و17 مسلسلاً عالمياً.

يوسف شاهين

حدوتة إخراجية مخلدة في وثائق السينما المصرية، رحلته السينمائية مُمتدة لـ 57 عاماً قدم خلالهم 40 فيلماً وصل بأغلبها إلى العالمية، وعُرف بأعماله المثيرة للجدل، وانفرد برباعيته السينمائية الشهيرة التي تناولت سيرته الذاتية وهم “اسكندرية ليه؟ ، حدوتة مصرية ، اسكندرية كمان وكمان و اسكندرية نيويورك”. 

حصل على عديد من الجوائز العالمية أبرزها الدب الفضي بمهرجان برلين السينمائى عن فيلم “اسكندرية ليه”، ومن مهرجان أميان السينمائي الدولي عن فيلم “المصير”، وجائزة “الإنجاز العام” من مهرجان “كان” السينمائي عن فيلم “المصير”، فرنسوا كالية من مهرجان “كان” السينمائي عن فيلم “الآخر”، كما حصد جائزة اليوبيل الذهبي لمهرجان “كان” عام 1997 عن مجمل أعماله، وأخيراً جائزة اليونسكو عام ٢٠٠٣ عن فيلمه ١١/٩/٢٠٠١ .

توفى شاهين في ٢٧ يوليو عام ٢٠٠٨ عن عمر يناهز ٨٢ عاما إثر نزيف متكرر في المخ، ودُفن في مدينة الإسكندرية التي عشقها وذكرها في معظم أفلامه، ونعاه الرئيس الفرنسي وقتها نيكولا ساركوزى ووصفه بالمدافع عن الحريات.

محمود عبد العزيز

هل يمكن أن تنس رأفت الهجان؟ أو “ساحر السينما المصرية” كما لقبه الجمهور .. من الصعب الإجابة بالنفى عن هذا السؤال؛ فشخصية رأفت الهجان بطل خلدته الشاشة المصرية من خلال نافذة النجم محمود عبد العزيز الذي قدمه لنا ببصمة خلدته في أذهان الجماهير حتى الآن، لم تكن هذه المحطة الأهم في مسيرة محمود عبد العزيز السينمائية، فلا يمكن أيضاً أن ننسى “الشيخ حسني” في فيلم “الكيت كات”، وأيضا “مزاجنجي” في فيلم “الكيف”، مروراً بالعديد من الأدوار والبطولات التي قدمها لعدد كبير من الأفلام مثل “إعدام ميت” ، “البريء” ، “الساحر” ، “النمس” و”ابراهيم الأبيض” ، وفي عام ٢٠٠٤ قدم محمود عبد العزيز للشاشة الصغيرة المسلسل التلفزيوني “محمود المصري” والذي جسد فيه شخصية أحد كبار رجال الأعمال الذين بدأوا رحلتهم مع النجاح من الاسكندرية.  

عادل أدهم

ابن حى الجمرك بالإسكندرية، ولد في عام ١٩٢٨، من أهم شخصيات السينما المصرية حيث لمع في تقديم أدوار الشر، وبرع أيضاً في تقديم مختلف الشخصيات والأدوار في بداية مشواره الفني، لكنه كان يتمتع بموهبة وبصمة أداء لها طابع خاص تميزه عن غيره من فناني جيله لاسيما في أدوار الشر، فنرى “الشبلي” في “الشيطان يعظ” عام 1981، “صابر الغطاس” في “الراية الحمرا” عام 1994، “زكي قدرة” في “حكمتك يا رب” عام 1976، “عزيز” في “حافية على جسر الذهب” في نفس العام، أما الأشهر على الاطلاق هو دوره في فيلم “المجهول” مع الفنانة سناء جميل، جميعها شخصيات تصنيفها المباشر هي الشر أو البطل المضاد الذي يحارب البطل الطيب المثالي ويستمر طوال الأحداث في المحاولة لتدميره أو الإيقاع به .. وهي “التيمة” التي لم يستطع أحد منافسته فيها لذلك لُقب بـ “برنس السينما المصرية”.

سمية الخشاب

“اسكندرية بلدي اللي بعتز جداً بيها، عشت وتربيت، وقضيت أجمل أيام حياتي فيها”.. هكذا عبرت الفنانة سمية الخشاب عن عشقها لمسقط رأسها التي خرجت منها حاملة معها ذكريات طفولتها ومراهقتها وأحلامها الفنية لتعود إليها وهي في وهج نجوميتها.

كانت سمية تتردد على مدينة الاسكندرية لإحياء عدد من الحفلات الغنائية أبرزها على المسرح الروماني بمشاركة زوجها السابق أحمد سعد، كما أُختيرت للمشاركة كعضو لجنة تحكيم الأفلام الروائية ضمن فعاليات مهرجان الاسكندرية السينمائي في دورته الـ 30.

والمُلفت أنها على الرغم من انتقالها للعيش بالقاهرة منذ بداية مشوارها الفني إلا أنها ظلت مُتمسكة باللهجة السكندرانية، وتتحدث بها في أغلب لقاءاتها التليفزيونية، ومازالت تتردد عليها من فترة لأخرى لزيارة عائلتها وأقاربها، والاستمتاع بأجواء إسكندرية المُميزة واستعادة ذكرياتها معها، كما تحرص سنوياً على قضاء عطلة عيد الفطر بها مُتنقلة بين شواطئها مؤكدة أن للبحر مكانة خاصة لديها لما يمنحها من شعور بالراحة النفسية وصفاء الروح.