تجربة فريدة فى تصميم الأزياء أبطالها طلاب جامعيون l «الذوق».. طلع من بنها!

كلية الفنون التطبيقية بجامعة بنها
كلية الفنون التطبيقية بجامعة بنها

هانئ مباشر

الذوق ماخرجش من مصر وطلع من بنها ولا نعنى، هنا حكاية االتاجر حسن الذوقب الذى، أحبه المصريون فى، عصر المماليك لحُسن خُلقه وصفاته الطيبة، ولا نقصد مقامه وضريحه، فما زال كما هو فى نهاية شارع المعز، ملاصقًا للجانب الأيمن لبوابة النصر التاريخية.

 

نحن هنا نتحدث عن االذوقب المصرى، الجميل فى، كل شيء عمومًا وفى، الملابس بشكل خاص، فاهتمام المصرى بملابسه وزينته وحليه أمر متأصل عبر التاريخ، حيث عُرف بالفخامة وحسن الذوق، اختيار الموديلات وأرقاها حتى وصلنا إلى العصر الحالى، فاحتفظ المصريون بأزيائهم وملابسهم التراثية، كما اقتبس العالم من تراثنا صيحات الموضة الجديدة، فأصبحت التصاميم المصرية خير سفير لحضارتنا.

 

وعندما نتحدث عن االذوقب فى، الملابس لا بُد أن نذكر الفراعنة، كونهم أول منْ صنعوا الملابس حين حولوا الخيوط والمنسوجات لأشكال يمكن أن يرتديها الإنسان.. هذا ما صنعه أجدادنا بالأمس ويعيد الأحفاد صناعته.

هنا نحن أمام حالة تكسر كل التابوهات والثوابت فى عالم الموضة وتصميم الأزياء، فلم تعد االديفيليهاتب حكراً على أفضل مبتكرات كبار المصممين وبيوت وشركات الأزياء. 

 

وهذا ما أكدته التجربة الفريدة التى، تنفذها كلية الفنون التطبيقية بجامعة بنها من خلال قسم تكنولوجيا الملابس والموضة، وكما يقول عميد الكلية، الدكتور عبدالمؤمن شمس القرنفيلى: نهتم دائما بتوجيه الطلاب دراسيا، نظريا وعمليا، فى تصميم الأزياء إلى ربط الفن بالسوق المحيط، أى ربط الدراسة بسوق العمل والجمهور، فى محاولة منا للاستفادة من الدراسة التطبيقية وإيجاد خريج جاهز للعمل فى السوق والانخراط فى المجتمع والوصول إلى تصاميم مصرية معاصرة تناسب أى فئة موجهة إليها. 

 

وهدفنا هو إيجاد طالب مصمم ثم خريج قادر على التماشى مع سوق العمل بعد التخرج، فعلى سبيل المثال مادة تصميم أزياء السيدات التى يدرسها طلاب الفرقة الثانية بالقسم تمر بالعديد من المراحل للوصول للمنتج النهائي، بداية من دراسة  كيفية عمل تصميم ناجح، مرورا بمعرفة مراحل التصميم بداية من دراسة أشهر المصممين وأعمالهم ثم دراسة السوق المحيط بمميزاته وعيوبة باختلاف طبقاته وتحديد الفئة المستهدفة ودراسة اتجاهات الموضة العالمية، من ثم اختيار عنصر الإلهام لكل طالب مصمم مثل العصور التاريخية المختلفة أو الطبيعة بجمالها وغناها أو أى مصدر إلهام له طابع مميز يمكنه الاستلام منه للاستفادة فى عمل المجموعات التصميمية المختلفة له.

 

الدكتورة إيمان الميهي، الأستاذ المساعد بكلية الفنون التطبيقية جامعة بنها، تقول: ما سبق مهم قبل بدء الخطوات العملية، فالدراسة العملية تربط الخريج بسوق العمل وتعزيز العلاقة مع الجمهور المستهلك والتجّار والفئة المستهدفة التى تخاطب الفئات المميزة التى تهتم بالتصميم والخامة والجودة وتنافس المنتج المحلى المميز والمستورّد المميز أيضًا.

 

تتابع: إن كلية الفنون التطبيقية تقدم الفن التطبيقي، أى الفن الذى يمكن تطبيقه وإيجاد ما هو جميل والارتقاء بالذوق العام، وهذا ما أحاول دائما أن أقدِّمه للطلاب من خبرة لعمل تصميم ومنتج مميز موجه للفئة المستهدفة ويلقى قبولا واستحسانا.

 

وتوضح: الخطوة الأولى تبدأ بقيام الطلبة المصميين بعمل لوحات الإلهام ودراسة عناصر الإلهام وتحليل عناصرها المختلفة للاستلهام منها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، والخطوة التالية تتمثل فى تنفيذ الاسكتشات المبدئية الناتجة من لوحات الإلهام وتغذية الفكرة بالدراسات السابقة وبحثها، وقبل البدء فى التصميم ودراسته وبحثه أيضا هناك رحلة البحث عن الخامات والأقمشة المتاحة التى يمكنه استخدامها فى التصاميم المقترحة، ثم نستقر على التصاميم المقبولة التى تمت الموافقة عليها.

 

وبعد ذلك نبدأ فى عمل العينات المقترحة سواء للتطريز اليدوى أو الآلى، أو الطباعة أو خيامية وغيرها من تقنيات يمكنه استخدامها فى المجموعات التصميمية، بعد ذلك يتم البدء فى، شراء خامات التنفيذ ثم مراحل التنفيذ من إعداد باترون والقص والحياكة، ثم يتم تلبيس القطع المنفذة، والتأكد من المظهر النهائى والتعديل والتطوير إن تطلب الأمر، وبعد الانتهاء يقوم المصمم بعمل جلسة التصوير للتصاميم المنفذة لالتقاط آخر مراحل التصميم المنفذ وتسجيل النتيجة.

 

أفكار الطلاب وتصاميمهم عكست وعيا وتميزا كبيرا بخلاف مهاراتهم فى التنفيذ خاصة بعد الانتهاء من التنفيذ وإعداد االبورتفوليوب النهائى الشامل لمراحل التنفيذ بداية من الدراسة وعنصر الإلهام والتصميم والعينات وصولا إلى التنفيذ والصور النهائية للمنتجات فهناك من استلهم الفن الفرعونى أو الفن الإسلامى، بل واستلهموا الكثير من معطيات الحياة الطبيعية وفترات تاريخية مثل فترة السبعينيات من القرن العشرين بل ومنهم من استلهم أعماله من وحى لعبة الكوتشينة وأوراقها.

 

الخلاصة، أن الصحوة وعودة الروح لكيان مصر لن تتحقق إلا بالخروج من أسر التعليم النمطى الذى أقصى أهدافه هو تخريج موظفين مؤهلين فقط لتسيير العمل البيروقراطى والاعتماد على العلم المتقدم الذى يفتح الأبواب للحضارة والمدنية الحديثتين، والفن الرفيع الذى يسمو بالروح وينهض بالمجتمع.