الزيارة تستهدف شرق أوسط أكثر استقراراً وتكاملاً

جولة إعادة الروح للعلاقات العربية - الأمريكية

ملفات مزدحمة فى انتظار الرئيس بايدن
ملفات مزدحمة فى انتظار الرئيس بايدن

تمثل زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن للمملكة العربية السعودية ومشاركته فى قمة عربية أمريكية مصغرة بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجى ومصر والأردن والعراق تطورا مهما فى مسيرة العلاقات العربية الأمريكية التى واجهت الكثير من التحديات منذ 2011.

صورة أرشيفية لأحد اجتماعات مجموعة الأوبك

فمنذ أحداث ما يسمى بالربيع العربى عام 2011 شهدت العلاقات العربية الأمريكية تدهورا ملحوظا بسبب السياسات الأمريكية المناوئة لمصالح الشعوب العربية فى عهد إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، قبل أن تشهد بعض التحسن مع خروج الديمقراطيين من البيت الأبيض ووصول الرئيس الجمهورى دونالد ترامب إلى الحكم فى انتخابات 2016.

ومع عودة الديمقراطيين إلى الحكم مع الرئيس جو بايدن فى انتخابات 2020، تزايدت المخاوف من عودة السياسات الديمقراطية التى أدت إلى تدهور العلاقات العربية الأمريكية خاصة بسبب تصريحات بايدن أثناء حملته الانتخابية تجاه العديد من الدول العربية.

بايدن يحاول إقناع «أوبك +» لزيادة إنتاج النفط

اقرأ أيضًا  | بايدن يتجه إلى قصر السلام في جدة للقاء الملك سلمان

ولكن المشكلات التى تعانى منها الإدارة الأمريكية الحالية خاصة بالنسبة للملف الاقتصادى وارتفاع أسعار البترول إلى مستويات عالية والحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد التهديدات الصينية للمصالح الأمريكية دفعت إلى السعى نحو إحياء التقارب العربى الأمريكى على مختلف المستويات.

وفى مقال نشره بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية يوم 9 يوليو الحالى تحت عنوان «لماذا أذهب إلى السعودية؟» قال الرئيس الأمريكى كرئيس وظيفتى هى الحفاظ على بلدنا قويًا وآمنًا. علينا مواجهة العدوان الروسى ووضع أنفسنا فى أفضل وضع ممكن للتغلب على الصين.

والعمل من أجل استقرار أكبر فى العالم.. ولتحقيق هذه الأشياء علينا التعامل مباشرة مع البلدان التى يمكن أن تؤثر فى تلك النتائج. المملكة العربية السعودية واحدة من هذه الدول. وعندما ألتقى بالقادة السعوديين سيكون هدفى تعزيز شراكة استراتيجية تستند إلى المصالح والمسئوليات المشتركة، مع التمسك أيضًا بالقيم الأمريكية الأساسية».

ويأمل بايدن أن يؤدى إعادة العلاقات الأمريكية-العربية إلى مسارها الطبيعى لفتح الباب أمام صفقات تجارية وعسكرية بين واشنطن ودول الخليج بما ينعش الاقتصاد الأمريكى المتعثر من ناحية ويحد من نفوذ إيران فى منطقة الشرق الأوسط ككل من ناحية أخرى.

وفى مقال بصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية قال الكاتب جنان جانيش إن القطيعة بين الرئيس الأمريكى والسعودية لا تبدو معقولة، ولا يمكن أن تستمر وهو ما جعل الرئيس الأمريكى يقرر زيارة السعودية صاحبة الإنتاج البترولى الكبير.

من وجهة النظر السياسية قد تصبح جولة بايدن تذكيرا جديدا بتراجع الدور الأمريكى المؤثر فى الشرق الأوسط. وسوف يدعو بايدن، مرة أخرى، إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة جنبا إلى جنب مع إسرائيل، ما يعرف باسم «حل الدولتين»، على الرغم من علمه بأن الخطوة ستظل بعيدة المنال أكثر من أى وقت مضى عندما يغادر المنطقة.

فى الوقت نفسه يواجه التقارب العربى الأمريكى المأمول تاريخا كبيرا من تراجع الثقة العربية فى واشنطن وبخاصة فى ظل حكم الديمقراطيين الذين تخلوا عن حلفائهم أثناء فترة «الربيع العربي» وتقاربهم مع إيران فى عهد باراك أوباما وأخيرا الانسحاب الكارثى من أفغانستان فى عهد بايدن وترك البلاد فريسة فى يد حركة طالبان.

لذلك سيحتاج الرئيس الأمريكى إلى بذل جهد مضاعف لإقناع القادة العرب بمصداقية مواقفه الجديدة وجديته فى إعادة العلاقات القوية بين واشنطن والعواصم العربية وهى مهمة ستحتاج إلى ما هو أكثر من مجرد الوعود الكلامية، خاصة فى ظل تزايد المخاطر السياسية والاقتصادية التى تحيط بالمنطقة والعالم.