على نهج «ستيفن كوفي».. عادات ذهنية تجعلك أكثر سعادة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

السعادة قرار .. هذا ما يؤكده جميع الكتاب والمفكرين من قديم الزمان، ونجح الكاتب الأمريكى «ستيفن كوفي» المولود فى عام 1932، وأشهر من كتبوا فى مجال التنمية الذاتية، في التركيز على المبادىء الأساسية التي إذا تمكّن الإنسان من اكتسابها وغرسها داخليًا في نفسه تدريجيًا، ستتحول إلى عادات تجعله أكثر فعالية، سواء تجاه نفسه أو الآخرين.


واستطاع «كوفي» أن يجمع ٧ عادات إيجابية قد تجعل الإنسان أكثر سعادة وذلك كان في كتابه «العادات السبع للناس الأكثر فعالية» المنشور عام 1989.


قسم «كوفي» مراحل النضج الإنساني إلى ثلاث محطات رئيسية: أولها الاعتمادية ثم الاستقلال وأخيرًا الترابط، وهو أعلى درجات النضج الإنساني، ولكي يتحول الشخص من الاعتمادية إلى الاستقلال النفسي والبدني وحتى الفكري، لابد أن يتدرب مبدئيًا على الثلاث عادات الأولى، وتأتي أول خطوة في هذه الرحلة من خلال تحول الشخص من رد فعل إلى فعل، حيث يرى «كوفي» أن من يشكو من الناس والحكومة وحتى الطقس السيء، سيظل شخصًا اعتماديًا للأبد، لأنه يعتمد على أشياء وظروف خارج نطاق سيطرته، ويعتبرها عوائق في حياته دون محاولة استخدام ما يقع تحت سيطرته، وبالتالي يجب أن يدرك الإنسان أنه لا يمكنه المراهنة سوى على نفسه فقط، بحيث لا ينتظر من الآخرين أو حتى من الظروف أن تحل مشاكله أو تجعله سعيدًا.


ويرى «كوفي» أن أي فكرة تمر بمرحلتين: الأولى ذهنية، وفيها يجب أن يتصور الإنسان نهاية الفكرة التي يرغب في تنفيذها، إلى أين ستوصله؟ .. كيف يتصور أنها ستساعده لتصبح حياته أفضل؟ هل فعلًا الهدف النهائي من تنفيذ تلك الفكرة يخدمه؟، ويمكن ممارسة تلك العادة بشكل أوسع من خلال تخيل الموت والتساؤل حول ما إذا كان ما تفعله الآن هو ما ترغب في أن يتذكرك الناس به بعد وفاتك؟، هل تشعر بأنك ستكون راضيًا عن نفسك في نهاية حياتك وبأنك أديت رسالتك؟ تلك التساؤلات تجعل الأهداف النهائية أوضح في ذهنك قبل السعي وراء أي شئ.


أما المرحلة الثانية للفكرة تكون تنفيذية، ولكي ينجح الإنسان في تحويل التصور إلى واقع ملموس، يجب أن يرتب أولوياته بحيث تأتي الأشياء الأكثر أهمية في المرتبة الأولى، فعلى الرغم من إدراك الناس لأن عائلتهم وصحتهم وعملهم هم الأولويات الحقيقية في حياتهم، إلا أنهم عادة ما يضيعون وقتهم في التحقق من حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، أو يأكلون الطعام السريع ولا يمارسون أي رياضة، أو حتى يتجاهلون شركاء حياتهم وأولادهم، الأمر الذي يجعل جودة حياتهم على المدى الطويل تقل بشكل ملحوظ، نظرًا لعدم إعطاء الأولوية لما يهم فعلًا، وبالتالي فإن ترتيب الأولويات بشكل صحيح لا غنى عنه.


أما العادات الثلاث التالية تنقل الإنسان من مستقل، متحرر من الظروف، وقادر على تنفيذ أهدافه، وترتيب أولوياته، إلى مستوى أكثر تقدمًا، حيث يتمكن من التعاون مع الآخرين، فمن البديهي أن الإنسان إذا سعى وراء حلم بمفرده لن يكون بنفس قوة أن يشاركه حلمه آخرون مؤمنون بالفكرة ذاتها، لكن مع ذلك ينظر معظم الناس إلى الحياة باعتبارها منافسة لا مشاركة، وأن هناك عددا محدود جدًا من الفرص في العالم، وبالتالي إذا نجح أحدهم فسيأخذ قطعة من التورتة، تاركًا للآخرين نصيبا أقل من النجاح.


وإذا نجح الناس في فهم الآخرين فسوف يكملون بعضهم البعض بحيث يستمتعون باختلافاتهم، حيث يوضح «كوفي» أن الاختلافات بين البشر لا يجب تقبلها أو تحملها على مضض، وإنما الاستمتاع بها بحيث يخلق الناس مزيجا من مختلف الشخصيات، تجعلهم يكونون قوة أكبر بمراحل من أن يفكر كل شخص بمفرده بعقلية واحدة.


وأخيرا يشير «كوفي» أن الخطوة الأخيرة الذي يقوم بها الإنسان ليكون أكثر سعادة هو أن يعتني بنفسة، سواء نفسيا أو جسمانيا، فاذا لم يحب الإنسان نفسه لن يجد من يحبه أو يحنو عليه.

اقرأ أيضا | عبدالمنعم سعيد: ملف الغاز والطاقة أصبح محورًا مهمًا في تقريب العلاقات بين دول المنطقة