54 عاماً من غياب «النابلسى» الشهير بحسب الله السادس عشر

عبد السلام النابلسى فى شبابه
عبد السلام النابلسى فى شبابه

مضى على رحيل من أضحكنا من القلب 54 عاما غاب خلالها عبد السلام النابلسى بالجسد وبقيت أعماله ساكنة على الشاشة، 69 عاما عاشها بحلوها ومرها، ودع بعدها محبيه فى 5 يوليو 1968، مأساة عبد السلام النابلسى التى جلبت له المرض وجعلته يفر هاربا من مصر بما تبقى معه من أموال إلى بيروت بدأت بمطاردة مصلحة الضرائب له عندما طلبت منه عام 1961 مبلغ 13 ألف جنيه عن أرباحه من السينما.

ودخل النابلسى فى مسلسل من التفاوض مع المصلحة لتخفيض المبلغ إلى 9 آلاف جنيه وسداده بقيمة 20 جنيها فى الشهر، وأدركت المصلحة أنه غير جاد فى السداد ولجأت للقضاء للحجز على شقته وما لديه من أموال فى البنوك، توقع النابلسى ذلك فسبق بسحب رصيده من البنك، واشترى «دبدوبا» من القماش أخفى بداخله ما معه من نقود، وخشى أن يتم اكتشاف ما بداخل الدبدوب فأعطاه لطفلة شاهدها مع أسرتها كانت مسافرة معه على نفس الطائرة، واسترد النابلسى الدبدوب من الطفلة عند وصول الطائرة لمطار بيروت.

إقرأ أيضًا

«عنطوز السينما».. حين أجبرته حبيبته على ارتداء فستانها

وضع النابلسى نقوده فى بنك «انترا» وأصبح فى عام 1963 مديرا للشركة المتحدة للأفلام وساهم بخبرته فى زيادة عدد الأفلام المنتجة كل عام فى لبنان، وتخلى عبد السلام النابلسى عن لقب «أشهر عازب» فى الوسط الفنى وهو فى الستين من عمره عندما تزوج من إحدى معجباته «جورجيت سبات» التى ارتبطت به دون علم أسرتها وتمت إجراءات الزواج فى فيلا صديقه فيلمون وهبى وعندما علمت أسرة «جورجيت» بما تم فدخلت فى صراع قضائى مع النابلسى لإرغامه على طلاق ابنتهم لكن المحكمة أقرت بصحة الزواج وتم الصلح بينهما، وتلاحقت الأحداث وحدثت المأساة عندما حجزت مصلحة الضرائب على أثاث ومقتنيات شقته المستأجرة بالزمالك، أما الصدمة الكبرى التى لم يكن يتوقعها وجلبت له المرض العضال فقد حدثت عندما أشهر بنك «انترا» ببيروت إفلاسه، فضاعت كل أمواله فى لحظة لم يكن يتوقعها وأصبح يا مولاى كما خلقتنى، وازداد عليه المرض، وأخذ يشكو من آلام حادة ومستمرة فى المعدة، ومع ذلك لم ينقطع عن العمل فى السينما ليجد ما يعيش به، وقالت الفنانة صباح بعد رحيله إنها كانت تصور معه فيلم «رحلة السعادة» فى تونس وكانت تسمع تأوهات ألمه من الغرفة المجاورة بالفندق.

وقالت إنه كان يشعر بدنو أجله لدرجة أنه كان يترك مفتاح غرفته بالفندق من الخارج، وبعد عودته لبيروت أخذت حالته تزداد سوءا وامتنع عن الطعام قبل أيام من رحيله حتى جاءت ليلة 5 يوليو 1968 التى لفظ فيها أنفاسه قبل وصوله إلى المستشفى، وعند وفاته لم تجد زوجته مصاريف الجنازة فتولى بها فؤاد الأطرش الذى أخفى رحلة النابلسى مع الآلام والأوجاع عن شقيقه فريد الأطرش الذى كان مرتبطا به ارتباطا لا يتصوره أحد.

تعود أصول عبد السلام النابلسى إلى مدينة نابلس بفلسطين، وكان جده قاضى نابلس، ووالده أيضا، وقد نشأ النابلسى فى عائلة متدينة، وعندما بلغ العشرين من عمره أرسله والده إلى القاهرة ليلتحق بالأزهر الشريف، فحفظ القرآن الكريم وبرع فى اللغة العربية بجانب إتقانه للفرنسية والإنجليزية، وبدأ حياته فى القاهرة عام 1925 محررا فنيا فى مجلات «مصر الجديدة - اللطائف المصورة - الصباح - روزاليوسف - آخر ساعة - أخبار اليوم» إلى ان جاءته فرصة العمل فى السينما على يد آسيا فى فيلم «غادة الصحراء» من إخراج وداد عرفى عام 1929، لكن فيلم «وخز الضمير» هو الذى فتح له أبواب التألق عام 1931، وإلى جانب التمثيل عمل مساعد مخرج فى أفلام يوسف وهبى، وتفرغ للتمثيل تماما عام 1947 بعد فيلم «القناع الأحمر» عندما ازداد الطلب عليه بعد انتشار موجة أفلام الكوميديا، وتقاسم البطولة مع إسماعيل يس، وكان البطل الثانى مع فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، وكان مرشحا للعمل مع «حليم» فى فيلم «معبودة الجماهير» لكنه ترك مصر هربا من الضرائب وقام بالدور فؤاد المهندس، ومن أشهر الشخصيات التى أجادها والتصقت به فى أذهان الناس شخصية «حسب الله السادس عشر» فى فيلم «شارع الحب» الذى خاض فيه مباراة فى خفة الدم مع زينات صدقى وعبد الحليم حافظ وصباح .
من كتاب «نجوم السعادة»