إعلان الطوارئ فى سريلانكا.. ورئيس الوزراء رئيسا بالإنابة

متظاهرون أمام مكتب رئيس وزراء سريلانكا
متظاهرون أمام مكتب رئيس وزراء سريلانكا

كولومبو - وكالات الأنباء:
أعلنت الحكومة السريلانكية حالة طوارئ عامة لاحتواء الوضع المتوتر فى البلاد بعد فرار الرئيس جوتابايا راجابكسا إلى جزر المالديف فى الساعات الأولى من صباح أمس الأول. وقال رئيس مجلس النواب ماهيدنا أبيواردانا فى كلمة تليفزيونية مقتضبة إن الرئيس عين بسبب غيابه عن البلاد رئيس الوزراء السريلانكى رانيل ويكريميسنج رئيسا بالإنابة وذلك وفقا لما ينص عليه الدستور. وكان رئيس الوزراء رانيل ويكريميسنج قد قدم استقالته قبل أيام وتعهد بالتنحى فورا مع تشكيل حكومة وحدة وطنية. واقتحم متظاهرون مكتب رئيس الوزراء، بعد تعيينه رئيسا بالإنابة مطالبين بتنحيه مرددين هتافات «عد إلى المنزل رانيل!» فيما تجمع آلاف آخرون أمام مكتبه.


وذكر شهود عيان أن رجالا ونساء تمكنوا من اختراق العوائق العسكرية واقتحموا مكتب رئيس الحكومة ورفعوا أعلام البلاد بعدما فشل عناصر الشرطة والجيش فى صدّهم على الرغم من إطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه .


كما اقتحم متظاهرون آخرون مقر التلفزيون الرسمى أمس وسيطروا لفترة وجيزة على البث. واقتحم شخص لم تعرف هويته استوديو شبكة روبافاهينى خلال بث مباشر وأمر بأن يقتصر البث على أخبار متصلة بالاحتجاجات. وعلى الأثر قُطع الإرسال وبُث برنامج مسجل.
وتشهد سريلانكا أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها عام 1948، والأسبوع الماضى وجه الرئيس السريلانكى جوتابايا راجاباكسا رسالة إلى الرئيس الروسى طلب فيها المساعدة فى مشتريات النفط. وتخلّفت سريلانكا عن سداد ديونها الأجنبية البالغ قدرها 51 مليار دولار فى أبريل وقد فشلت محادثات مع صندوق النقد الدولى من أجل خطة إنقاذ محتملة. واستهلكت سريلانكا تقريبا إمداداتها الشحيحة أساسا من البترول. وأمرت الحكومة بإغلاق المكاتب والمدارس غير الأساسية لتخفيف حركة السير وتوفير الوقود.


ويتهم راجابكسا بسوء إدارة الاقتصاد إلى حد أن العملات الأجنبية نفدت من البلاد لتمويل حتى الواردات الأساسية، وهو أمر ترك السكان البالغ عددهم 22 مليون نسمة فى وضع صعب للغاية. وكان المتظاهرون قد اقتحموا المقر الرسمى للرئيس السبت الماضى، مما أجبره على الفرار حينذاك إلى قاعدة عسكرية قبل أن يفر إلى جزر المالديف فى الساعات الأولى من صباح أمس على متن طائرة عسكرية.


وسعى راجاباكسا للسفر إلى الخارج بينما لا يزال يتمتّع بالحصانة من الملاحقة القضائية، لأنّه إذا استقال أثناء وجوده فى بلاده فستسقط عنه الحصانة ومن المرجّح أن يتعرّض للاحتجاز. وفشلت محاولاته السابقة للسفر على متن طائرة عسكرية إلى الهند، أقرب جيران سريلانكا، إذ إنّ السلطات الهندية لم تسمح لطائرة عسكرية بالهبوط فى مطار مدني. ولا يزال راجاباكسا القائد الأعلى للقوات المسلحة يتمتع بإمكانية استخدام وسائط عسكرية.