بعد تزايد معدلات الجريمة وتطورها.. «الأخبار» تفتح ملف المخدرات المصنعة

المخدرات التخليقية خطر يدمر شبابنا
المخدرات التخليقية خطر يدمر شبابنا

انتشرت خلال الفترة الأخيرة العديد من جرائم القتل البشعة والعنيفة والغريبة على قيمنا وتقاليدنا ومجتمعنا ويكون أغلبها بسبب تعاطى المخدرات المصنعة الجديدة مثل الأستروكس والشادو والشابو والأيس والبودر إلخ..

والتى تؤثر على الجهاز العصبى لجسم الإنسان، وتحول متعاطيها إلى زومبى يقتل ويعربد بكل عنف وقسوة ويتلذذ برؤية الدم وهو يتدفق من ضحيته فى برود وتبلد شديد ولامبالاة.

خبراء الأمن: تسبب الهلاوس وتدمر الجهاز العصبى وتجعل متعاطيها عنيفًا



«الأخبار» قامت بفتح ملف المخدرات المصنعة ومدى تأثيرها على متعاطيها وعلى المجتمع وما الهدف من تصنيعها سوى الكسب الحرام وتدمير الشباب والقضاء عليه وإضعاف الشعوب، استطلعت «الأخبار» رأى خبراء الأمن وعلم النفس والاجتماع للحديث عن أضرار وأسباب ظهور تلك الأنواع من المخدرات المصنعة ومدى تأثيرها على صحة أبنائنا وكيف نقضى عليها.

أكد اللواء مجدى السمرى مساعد وزير الداخلية لمكافحة المخدرات الأسبق أن المخدرات المستحدثة تعد مخططا يستهدف إضعاف الشعوب فهى تدخل فيما يسمى بالقوى الناعمة «سوفت باور» للتأثير على الدول بدون حروب بإغراقها فى مشكلات داخلية وتسميم أفكار الشباب وتشتيته عن الاهتمام بقضايا وطنه الأساسية وتصبغه بالعنف والغدر وتحرض على الجريمة وإزهاق الأرواح بلا رحمة، كما شاهدنا سلسلة الجرائم الأخيرة التى أغضبت المجتمع المصرى وأحدثت حالة من السخط العام.

تدمير الخلايا

وأضاف أن المخدرات لها تأثير لا يمكن إنكاره على ارتكاب الجرائم لكنها ليست السبب الوحيد فهناك الأسرة المفككة ودوافع أخرى شاهدناها فى الجرائم الأخرى وتابع أن تأثيرها يكمن فى أنها تعمل على تدمير خلايا مخ الإنسان فالمواد العضوية التى تضاف إليها تحولها من مجرد مخدر بسيط إلى مادة قاتلة تفتك بصحة متعاطيها ولها تأثير مباشر على الجهاز المركزى العصبى وتجعل المتعاطى غير مدرك لتصرفاته وأفعاله.

وأوضح اللواء مجدى السمرى مساعد وزير الداخلية أن أنواع تلك المخدرات أبرزها الشادو والشابو والأيس الذى يدخل أحيانا فى صناعة مخدر الأستروكس وهى مواد تخليقية فى الأساس يضاف إليها مواد عضوية وهى الطريقة التى تتبعها مصانع بير السلم لتلك المخدرات المستحدثة من أجل تغيير التركيبة الداخلية لها فتصبح أشد خطرا وفتكا على صحة الإنسان مشيرا أن هناك جهودا ملموسة من قبل أجهزة وزارة الداخلية وقوات حرس الحدود من أجل الحد من انتشار تلك المخدرات وضبط كميات كبيرة منها لخطرها الكبير موضحا أن المشرع نص على أن كل مادة تؤثر على الحالة النفسية والعقلية للفرد تعتبر مادة مخدرة ومحظورا ومجرما تداولها.

المخدرات محظورة

وقال اللواء مجدى السمرى مساعد وزير الداخلية الأسبق إن المخدرات بكافة أنواعها محظورة بالقانون فالمخدرات الطبيعية مثل الحشيش والبانجو آثارها ليست بالخطورة المباشرة والشديدة مقارنة بذلك النوع الحديث فهى سريعة التدمير للصحة بشكل عام وتستهدف القدرات النفسية والعقلية للفرد بسبب المواد الكيميائية التى تدخل فى صناعتها مثل مخدر الشادو والشابو والفودو الذى يدخل فى تصنيع مخدر الأستروكس الذى يضاف إليه مكونات أخرى مثل مبيد حشرى بيروسول ومادة الاسيتون وقطرة الاترفيون وهو مخدر خطير يضر بقلب الإنسان تصل إلى الإصابة بالسكتة القلبية. مشيراً إلى أن سيجارة من المخدرات المستحدثة تعادل ٣٠ من سيجارة الحشيش الطبيعى.

وأضاف أن خطر تلك المخدرات أنها تستهدف إتلاف الشباب خاصة الفئة من سن ١٦ وحتى ٢٥ سنة الذين هم وقود الأمن القومى ومستقبل الوطن ومن بين أضرارها أن تحول ولاء متعاطيها للمخدرات وتشغله عن قضايا وطنه ويصبح شغله الشاغل كيفية الحصول على كيفه بأى شكل حتى عن طريق إيذاء أقرب الناس إليه فتتعطل عجلة الإنتاج وتتحول جهود التنمية فى الدولة إلى أعباء مكلفة فى إطار مكافحة المخدرات وعلاج من وقعوا فى براثن تلك السموم.

وأشار إلى أنه يجب على كل مؤسسات الدولة القيام بدورها تجاه الشباب وتوعيتهم بمخاطر المخدرات قبل فوات الأوان ومدى أضرارها على صحة الإنسان وخاصة المؤسسات الدينية، الأزهر الشريف والكنيسة ومن خلال برامج التليفزيون الذى يدخل كل بيت مبينا أن جهود مكافحة الشرطة التى لا تكف عن ضبط عصابات التهريب وتقف لهم بالمرصاد ليست وحدها كافية عن منع شرور تلك الحبوب فالوقاية خير من العلاج..

من ناحيته، أكد اللواء فاروق المقرحى مساعد أول وزير الداخلية الأسبق وعضو مجلس الشيوخ أن المخدرات المستحدثة والمتمثلة فى مخدر الفودو والبودر والأستروكس وغيرها تعد مخططا لإضعاف الشعب المصرى وذلك لتسميم أفكار الشباب وتشتيته عن الاهتمام بقضايا وطنه حيث إنها تعمل على تدمير خلايا مخ الإنسان، فالمواد العضوية والكيميائية التى تضاف على تلك المخدرات تحولها من مخدر بسيط إلى مادة قاتلة تدمر صحة متعاطيها وتصيبه إما بالوفاة أو تصيبه بالعمى والشلل.

ويرى اللواء فاروق المقرحى أن تلك المخدرات لها أضرار سلبية على الشخص المتعاطى والمجتمع والاقتصاد، مؤكدا أنها تتسبب فى إهدار كمية كبيرة من العملة الصعبة التى تذهب للخارج فى إطار صفقات المخدرات حتى يتم جلبها إلى أرض الوطن، كما أن المخدرات تقلل من قدرة الفرد على العمل وتسلبه عقله وتفقده القدرة على التركيز والإنتاج، أما بالنسبة للأضرار التى تصيب المجتمع فإن المجتمع يعانى من الأفراد المتعاطين فيتسببون فى جرائم ليس لها حصر تفقد المجتمع الأمن والأمان.

‏‏توعية ومراقبة

‏وأشار المقرحى أن للدولة دورا كبيرا فى محاربة انتشار مثل تلك المخدرات عن طريق وسائل الإعلام سواء الإذاعية أو المرئية أو المقروءة وحث المواطنين على خطورة تلك المخدرات وتوضيح مدى آثارها السلبية على الفرد وحث المقرحى الأسرة المصرية على ضرورة مراقبة أولادهم وتصرفاتهم والسيطرة عليهم.. وعن كيفية تصنيع المخدرات وآثارها على المجتمع أكد اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية الأسبق أن معظم المخدرات المستحدثة مثل الأستروكس والفودو والبودر والتى انتشرت حديثا تأثيرها يفوق مئات المرات عن تأثير المخدرات العادية مثل الحشيش والبانجو، لأن المخدرات المستحدثة تحتوى على مواد كيميائية فتاكة وهى مواد شديدة الخطورة على صحة الإنسان وتصيب متعاطيها باحتقان فى البلعوم وإحمرار بالوجه والفشل الكلوى إلى جانب تدمير الجهاز العصبى والجنون ونوبات شديدة من الهلاوس التى تدفع متعاطيها إلى العدوانية التى تصل إلى حد الموت مشيرا إلى أن علاج الإدمان منه صعب إلى حد كبير ويأخذ مجهودا كبيرا ووقتا طويلا، مشيرا إلى أن وزارة الداخلية فى حرب حقيقية للحفاظ على صحة المجتمع والدليل على ذلك الحملات الأمنية التى تقوم بها يوميا والضربات الناجحة ضد تجار الكيف، مطالبا الأسرة المصرية بضرورة متابعة أولادهم.

من جانبه أكد د.محمد سمير أستاذ علم النفس الاجتماعى وعميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية ببنها السابق أن المخدرات المستحدثة أو المصطنعة والتى طرأت على مجتمعنا حديثا كأستروكس والفودو وغيرهما هى مصنعة كيميائيا وتشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان يفوق بمئات المرات الأضرار والمخاطر الناتجة عن المخدرات النباتية الطبيعية والمتعارف عليها، فتأثير المخدرات المصنعة على صحة الإنسان والتغيرات العقلية والعصبية والنفسية التى تصيبه فور تناولها تدفعه لارتكاب جرائم غريبة على مجتمعنا كالذى نهش أحشاء شقيقه بعد ذبحه بمحافظة كفر الشيخ فور تناوله لمخدر «الفلاكا» أو كما يطلقون عليه «الزومبى»، وهناك من الشباب من فقد عقله أو دخل فى نوبة اضطراب فى الجهاز العصبى أو أقدم على اﻻنتحار نتيجة لتناول هذه السموم الكيميائية الخطرة.

وأكد أستاذ علم النفس الاجتماعى أن فئة الشباب مستهدفة طول الوقت فهى المحرك الأساسى لأى مجتمع وأن استمرار انتشار مثل هذه الأنواع من المخدرات يجعل المجتمع هشا غير قادر على العمل والإنتاج والتقدم ويزيد من معدل الجريمة البشعة داخل مجتمعنا.. مضيفا إلى أنه يجب أن تكون هناك أحكام رادعة وإجراءات صارمة من الدولة لعصابات الاتجار فى المخدرات لاسيما أنه تم تعيين قضاة معنيين فى مثل تلك القضايا حتى يتم البت فيها بسرعة عاجلة حفاظا على الشباب.

تطور الجريمة

وأضاف د.محمد سمير أن انتشار مثل هذه الأنواع الحديثة من المخدرات بين الشباب المدمن يرجع إلى تشبع أجسادهم بالمواد المخدرة المعتادة والطبيعية كالبانجو والحشيش وبات تأثيرها المزاجى معتادا لدى المدمن حتى يشعر بالملل فيلجأ إلى المخدرات الكيميائية المصنعة الحديثة والتى يفوق تأثيرها العقلى والعصبى والذهنى مئات المرات تأثير المخدرات المعتاد عليها، ليفاجأ المدمن بارتكابه جرائم بشعة أو خلل فى عمل الجهاز العصبى لديه أو يسوقه تأثير هذه المواد الكيميائية إلى اﻻنتحار فور تناوله للمخدرات الجديدة بهدف التجربة..

وأقر أستاذ علم النفس اﻻجتماعى أن أسوأ شيء يصيب أى مجتمع هو انتشار الإدمان بين اأفراد ليتحول بفعله الشخص إلى إنسان مسلوب الإرادة ﻻ يستطيع العمل أو اإنجاز ومع تطور واستحداث مخدرات جديدة تتطور أشكال اإدمان لتصبح أقوى فى التأثير سواء الجسمانى أو اﻹيذائى وبالتالى تطور شكل الجريمة المعتادة والمتعارف عليها بشكل أبشع وأكثر حدة.

وعن دور الإعلام للحد من انتشار المخدرات الجديدة بكافة أشكالها واختلاف أسمائها أكد د.محمد سمير أن للإعلام دورا كبيرا للحد من هذه الظاهرة المنتشرة بين الشباب وكذلك الأعمال الفنية التى كان لها تأثير فى زيادة أعداد المدمنين للمخدرات، فنجد أن بطل الفيلم يلجأ للمخدرات لكى ينسى همومه ويعيد الحالة المزاجية السعيدة التى كان عليها قبل أن تصيبه الهموم، مؤكداً أنه فى دراسة تحت عنوان «أطفال الشوارع وجرائم المخدرات» أرجع معظم من أجريت عليهم الدراسة أكدوا أن السبب الرئيسى للتعاطى هو نسيان الهموم والهروب منها، فوجدنا أن المخدرات تتزايد انتشارها مع تزايد مشاكل الإنسان بكافة أشكالها وأنواعها فى المجتمع.. وأضاف أن الأنواع الجديدة للمخدرات المصنعة يلجأ لها المدمن بعد تجربة العديد من المخدرات الطبيعية والمتعارف عليها.

منافذ التهريب

وناشد أستاذ علم النفس اﻻجتماعى الأجهزة الأمنية بضرورة إحكام السيطرة على منافذ تهريب مثل هذه المواد المدمرة لصحة اإنسان داخليا وعبر الحدود البحرية والبرية لأن زيادة انتشارها يشكل خطرا كبيرا على المجتمع إذا أردنا التقدم والنهوض بعقول الشباب.. مشيرا إلى أن الحياة الاجتماعية وعامل التربية والحياة الأسرية التى يعيشها الشخص منذ الصغر تعتبر السبب الرئيسى لتعاطى العديد من الشباب المخدرات، فعندما تنشئ طفلا خجولا أو خائفا دائماً من العقاب أو يتحول ابنك إلى شخصية خجولة فإنك تزيد من نسبة استعداده لتعاطى المخدرات، وهناك العديد من السلوكيات التى تزيد من استعداد طفلك للمخدرات فى سن المراهقة مثل الصراخ فى وجهه.. السباب والشتائم.. الإمتهان والإذلال.. الضرب وصفع الوجه.. الغضب الشديد.. عدم التعبير عن التعاطف..

ترك الشخص وحده..

عدم تعليم الشخص كيفية رعاية نفسه، ويأتى دور الأسرة أيضاً فى الرقابة وبناء صلة ربط وتفاهم بينهم وبين أطفالهم كالعامل الأول فى الوقاية..

فدور الأب فى التدخل لقطع علاقة بين ابنه وصديق السوء يعتبر من ثانى طرق الوقاية الاجتماعية، وبعد ذلك يأتى دور المجتمع ووسائل الإعلام فى التوعية.

إقرأ أيضاً|المشدد 10 سنوات لتاجري الهيروين  بالشرقية