الذئاب الإلكترونية المنفردة !!

حمدي رزق
حمدي رزق

تمكنت مباحث القليوبية بالتنسيق مع مباحث المعلومات ومكافحة جرائم التشهير، من القبض على «متهم» حاول إبتزاز سيدة من شبرا الخيمة (دائرة قسم ثانى) عبر تطبيق «الواتس آب» بغية التشهير، وتم ضبطه وبحوزته «المحمول» المستخدم، وتولت الجهات المعنية التحقيق.

الذئاب فى «الدغل الإلكترونى» لايرتدعون، يبدو أننا فى حاجة ملحة لتشديد عقوبة «الابتزاز الإلكترونى»، فليتطوع نفر من نواب الشعب الموقرين للتصدى للظاهرة التى تنتشر كالعدوى ابتزازاً!

كان الله فى عون مباحث المعلومات فى مواجهة جرائم التشهير والابتزاز، لو نشرت المباحث إحصاء بالبلاغات التى تصلها يوميا، ستتجسد الظاهرة كعرض مرضى مجتمعى مقلق.

وَسائِل الابتزاز الكريهة تستبيح الحرمات على التواصل الاجتماعي، وما صممت قطعيا
للإبتزاز والتشهير، للأسف باتت وسائل الأذى المجتمعي.

الأمراض المتوطنة والسارية طفحت بثوراً تشوه وجه المجتمع، أخشى مرضى نفسيين يجوبون الفضاء الإلكترونى باحثين عن ضحايا يعانون من الوحدة وقسوة الحياة، ينسلون فى خفية إلى المخادع، فإذا ما ظفروا بضحية سَامَوها العَذَاب.
كم من ضحايا سقطوا كالذباب فى طبق العسل الأسود، ندرة منهم تَحَلوا بالشجاعة ونفروا للإبلاغ عن الذئاب المتربصة.

لو كل من تعرض للابتزاز الإلكترونى نفر إلى الإبلاغ مع الحفاظ على السرية، لأمكن صيد قطعان الذئاب، الصمت عليهم يغرى بالمزيد، والحديث هنا يصح عن «ابتزاز المشاهير» وتعرض له مقدرون، ولكنه مجتمعيا وبعامة عرض مرضى مخيف.

الثقب الإلكترونى كالثقب الأسود، يجتذب من لا تسعفه تحصيناته الدفاعية، تخيل أن «محركات البحث» جميعا، تحض على الخصوصية، وتوفر مستحدثات الحماية الإلكترونية، ولكن العبث الإلكترونى الذى بات عليه مجتمع العاديين يطيح بكل هذه الاحترازات.
جد الأمر نفسانى بحت ويحتاج إلى توقفات نفسانية من علماء النفس والاجتماع فى سياق المنظمات التى تعنى بالخصوصية للحد من خطورة الذئاب المنفردة.