إبداعات شبابية| أول منزل مصري صديق للبيئة

صورة لمنزل من اعادة تدوير المخلفات
صورة لمنزل من اعادة تدوير المخلفات

بمدينة الشيخ زايد تحديداً بمنطقة الربوة تجد منزل على هيئة مجموعة من القباب ذات راية زرقاء اللون مشيرة لكوكب الأرض، تصميم المنزل المختلف باقي المنازل المجاورة يأخذ عيون كل مار من هذه المنطقة، حيث صنع ليكون أول منزل صديق للبيئة.

بدأ تيمور الحديدي صاحب أول منزل من إعادة تدوير المخلفات حلمه منذ 7سنوات، فحرص بالبحث عن مكان بحري ذات بيئة  طبيعية لم يسمها أحد تملئها الأشجار ويزرع الثمار فكان لـِ نشأته بالعجمي أثر كبير في حب البيئة وطبيعتها.


منزل مصري صديق للبيئة وحرص أن يكون منزل من الخيال الغير مألوف فأستخدم الزجاجات البلاستيكية واطارات السيارات في البناء بجانب الخشب والأسمنت وركام الخرسانة المستعملة لتعزيز البناء، وتحدى جميع الطرق التقليدية في البناء فلم يستعين بمختصين في مجال، واقتصر على بعض العمال الذين استخدموا حرفيتهم في تشييد المنزل.

ورغم وصف جيران له "بالمجنون" حينما بدأ في تجميع الركام من مخلفات المنازل المهدومة، لم يستغنى عن اكتمال حلمه ولأنه اعتاد الاختلاف في كل شئ  استعان في فرش منزله بجميع المخلفات المعاد تدويرها بداية من غرفة النوم أو غرفة المعيشة أو اللوح الفنية المعلقة والتي تم صناعتها من إعادة تدوير المخلفات حتى يثبت مقولة "المخلفات كنز وركام مصر فيه حاجات حلوة ".  

وضع تيمور 2500 زجاجة بلاستيكية من المخلفات كبذرة أولى للمبنى، بدلاً من أستخدام الطوب الأحمر، ووضع بداخل الزجاجات رمال ليثقل منه ثم وضع عليه المونة، وإظهار جزء منه لتزين الأركان.

عمل تيمور على تجميع مواد البناء من الدوائر المحيط بيه من الزجاجات الزجاج  والبلاستيك الفارغة ومن خلال مقلب القمامة بالكيلو 21، حتى وقع في طريقه كومة خراسانات من باقي " كشك" تم هدمه ، فأصبح  يبحث عن ركام الخرسانة في الأماكن المهدومة.

علامات الدهشة التي كانت تُرسم على كل من يطلب منهم تلك المخلفات جعلته لا يكثر سوى لتحقيق حلمه في إستكمال بناء منزله.
قائلاً : "كانوا بيقولولي ده إحنا بنرميه ف الصحرا، انت هتعمل بيه إي، إلي جانب رفض بعض أصحاب المكان المهدم من أخذ المخلفات مبررين ذلك إن الركام يجب أن يضع في مقلب القمامة، والبعض الآخر يطلب نقوداً".
 
لم يخلو المنزل من المتعة حيث تعامل الحديدي مع أرجاء منزله بشكل غير تقليدي، فأستخدم سيقان الأشجار في كل ركن بالمنزل حتى بعض الأسقف زينها بساق الشجر، بينما أستخدم كوتشي العربيات والتريلات في عمل النوافذ دون أن يغير من شكلها، بينما استخدم كسر الرخام الملقى بالقمامة والذي يعود لأحد المصانع المجاورة له في أرضية المنزل مما جعلها لوحة فنية رائعة، بينما اعتمدت إنارة أجزاء من المباني على الطاقة الشمسية، التي يحلم أن تنير جميع أرجاء المكان.

لم ينسى الحديدي أبنائه الصغار حيث صمم الغرفة المخصصة للأطفال كمتاهة وللمرور بين غرف من خلال ما يشبه سرداب، بينما خصص متاهة مزينة بإضاءات ملونة خافته للوصول إلى المسرح الذي شيده حباً في الموسيقى وإقامة الحفلات فلم يكسر فرعًا لشجرة، واعتبر ما في الأرض جزءًا من المكان، فأتعتبر ورق الشجر هو سقف وظل للمكان وبنى حوله.

لم تعرف أحلام الحديدي سقفًا فقام ببناء مضيفة كمنزل صغير من الطين فقط، واستكمل تجهيزها من الطبيعة فقام ببناء سرير من الطوب، وأستعمل أبواب خشبية من مخلفات، ووضع زجاجات المخلفات الملونة  في قباب المضيفة بدلاً من الكهرباء، وبنى مكانًا لحمام السباحة لم يستعمل بيه الكلور لتنظيفه ولكن ينفذ ذلك من خلال نباتات اللوتس والنعناع، والبردي التي تنّقي المياه، وهذا ما يحدث بالخارج كما ذكر تيمور الحديدي.

اقرأ أيضاً: إبداعات شبابية| «الخرسانة ذاتية الإنارة» صديقة للبيئة بأيدِ فتيات مصرية 

تشجيع السياحة البيئية الذي يعد أهم أنواع السياحة  في العالم، جعلته ترك الأرض المحيطة بمنزله كما هي تحتوي على رمل وشجر حتى يشجع السائحين الذين يأتون لزيارة مصر يوم واحد في التخيم والاستمتاع بتجربة مختلفة داخل أول منزل صديق للبيئة  مبني بمخلفات معاد تدويرها في تلك الأرض ويشعرون بالطبيعة، وخصص حمامات تم صنعها من مخلفات شبابيك وأحواض تم ترميمها لإستعمالها كحمامات للسائحين.