عاجل

رمضان عبد المطلب: الحوار الطريق الأمثل للتفاهم ووحدة الصف

الشيخ رمضان عبد المطلب
الشيخ رمضان عبد المطلب

بعد دعوة الرئيس السيسى كل الأطياف إلى الحوار المجتمعى الهادف نجد أن الإسلام قد أولى موضوع الحوار أهمية كبرى، لأنه الطريق الوحيد للتواصل والتفاهم بين الناس.

يوضح الشيخ رمضان عبد المطلب من علماء الأزهر آداب الحوار فى القرآن والسنة قائلاً: دعا الإسلام منذ 14قرناً إلى الحوار الهادئ وإلى وحدة الأمة ووحدة الصف ووحدة الكلمة، وحذر من الفرقة والتباغض بين الناس قال تعالى: «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون» وقال أيضا :«ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك»، فالناس بطبيعتهم مختلفون ومتفاوتون فى الخلقة واللون واللغة والمعرفة قال تعالى: «ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم»، ولهذا دعانا الإسلام إلى قبول التنوع واختلاف وجهات الرأى والأفكار.

اقرأ أيضًا | أزهري: صيام ساعة فى عرفات تغفر ذنوب 45 يومًا

ويضيف: الإسلام دعا إلى قبول هذا التنوع وجعله وسيلة للتعارف والتقارب بين الناس قال تعالى: «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم»، وهذا لا يتحقق إلا بالحوار والنقاش، الذى يقرب وجهات النظر بين المتباعدين فى أسلوب حضارى مخاطبا بالحكمة والموعظة الحسنة  قال تعالى: «وجادلهم بالتى هى أحسن».

ويؤكد أن قضية الحوار الآن ضرورة ملحة تطل على الأمة فى وقتها الحاضر نظرا لتعدد الآراء والمصالح ووجود بعض المشكلات وأصبح البحث عن حلول المشكلات لن يتم إلا بالحوار بين أفراد المجتمع كل فى تخصصه وخبرته.

ويوضح أن الأصل فى الحوار أن يكون بين طرفين أو عدة أطراف وله آداب منها الرقى عند مخاطبة بعضنا البعض أولاً باحترام آدميتهم وعدم التعالى عليهم أو التكبر أو السخرية منهم واختيار الألفاظ المهذبة والكلمات ذات المعنى الواضح دون التواء أو اعوجاج وأيضا حق الحوار مكفول دون مساس بأصول الإسلام وثوابت الشريعة ولا يتعارض مع حريات الآخرين كل ذلك مع الالتزام بالقيم والأخلاق.

ويؤكد أن الحوار الذى يجمع ولا يفرق ويعمر ولا يدمر ويبنى ولا يخرب أمتنا هو ما نحتاجه بشدة الآن لاستكمال بناء الوطن ورفعته قال تعالى :«وقولوا للناس حسنا» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).

وقد كان القرآن سباقاً لعرض كثير من صور الحوار مع الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين ومع أقوامهم مثل ما كان بين الخليل إبراهيم عليه السلام وقومه ومع أبيه ومع النمرود وكذلك كليم الله موسى عليه السلام مع العبد الصالح شعيب، ومع قومه، ومع فرعون، وأيضا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يخاطبه الحق سبحانه وتعالى قائلاً: «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر».