حكايات من دفتر أحوال الستات| «ترويقة العيد».. صحة وعافية!

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتبت: إيمان طعيمة

الاهتمام بتنظيف المنزل قبل الأعياد من العادات المتبعة لجميع الأسر المصرية، استعدادا لاستقبال الأقارب والضيوف ولإضافة نوع من البهجة والفرحة على كل أفراد الأسرة، وفى هذا التوقيت من كل عام تبدأ معاناة جميع السيدات سواء العاملات أو ربات البيوت اللاتى لا يتاح لهن الوقت لتنظيف المنزل بأنفسهن، فى رحلة البحث عن خادمة تساعدها فى أمور التنظيف المرهقة، لكن لم يعد الأمر سهلا كما كان يحدث من قبل أو كما روته بعضهن.
استطلعت «آخرساعة» رأى بعض النساء حول طرق استعانتهن بالخادمات ومدى رضائهن عن ذلك من حيث الجودة والأجر، وقد أجمعن جميعا على أن اللجوء لزوجة البواب هو الحل الأسرع طوال العام لكن فى الأعياد يتم اللجوء لغيرهن بسبب ضيق الوقت ولسفر بعضهن للأرياف.

وتقول منة (زوجة وأم لطفلتين) إنها تلجأ للخادمة مرة شهريا لمساعدتها فى تنظيف المنزل مقابل 300 جنيه، لكن الوضع أصبح غير مريح بالمرة، كونها تريد أن تزيد الأجر وترفض أن تقوم بأى عمل زائد من تنظيف المطبخ أو غسل الصحون وكل ما تقوم به هو إزالة الغبار ومسح الأرضيات أى تنظيف سطحى فقط، فضلا عن أنها ترى أن التنظيف مرة شهريا يجعل العميل غير دائم وليس له أولوية فى حجز تنظيف العيد. وهذا ما دفع منة لخوض تجربة مكاتب التخديم المتاحة عبر الإنترنت، لكنها فوجئت بخادمتين قادمتين من المكتب ويتحدثان بطريقة غير لائقة فضلا عن الطمع الواضح فى طلب بعض محتويات الشقة وكذلك ملابس ولعب الأطفال، ما جعلها ترفض دخولهما البيت مرة أخرى، وفضلت أن تظل مع شروط خادمتها الأخرى أيًا كانت.

أما سارة فتعمل طبيبة فى مستشفى عام وهى أم لطفلين فى مرحلة ما قبل المدرسة وتؤكد أنها فعليا لا تجد وقتا سوى للاهتمام بهما وإعداد الطعام اليومى فقط، لذا تلجأ للخادمات لتنظيف الشقة، وقد تعاملت مع عدد منهن مقابل أجر يتراوح بين 400 و450 جنيها فى المرة الواحدة، لكن كان هناك إهمال دائم فى التعامل مع مقتنيات المنزل فضلا عن الجشع الذى كان يظهر فى جميع تصرفاتهما، وعندما تحدثت مع جارتها فى هذا الأمر أخبرتها بأن تتعامل مع خادمتها، وبالفعل طلبت منها أن تنظف المنزل قبل العيد لكنها رفضت لأن الحجز مكتمل موضحة لها أنها تتقاضى 800 جنيه فى المرة الواحدة.

أما ريم، فقالت إنها تتعامل مع خادمة اعتادت والدتها عليها منذ 10 سنوات وتتقاضى 200 جنيه فى المرة الواحدة، لكنها تقوم بالعمل سريعا بدون إتقان ولابد من الوقوف بجانبها فى كل جزء بالشقة حتى تقوم بترتيبه وتنظيفه كما يجب، فضلا عن أنها تضطر للسفر فى الأعياد فلابد أن تنظف الشقة قبل موعده بأسبوع على الأقل، لكن عموما هى أفضل من كثير من الخادمات اللواتى تعاملت معهن فى وقت سابق، ولاحظت الفرق الشديد فى كل شيء، فواحدة منهن طلبت مبلغ 400 جنيه للتنظيف السطحى فقط ورفضت فرش المنزل بعد الانتهاء من تنظيفه، فضلا عن الطلبات التى لا تنتهى طوال فترة تواجدها بالمنزل.

فيما تشير مروة (ربة منزل) إلى أنها مرت بكل ما سبق وظلت تعانى لفترات طويلة مع الخادمات حتى قررت الاستغناء عنهن تماما والقيام بكل أعمال المنزل بنفسها، وبالفعل بدأت فى ترتيب أولوياتها وتنظيف كل غرفة على حدة، واللافت أنها لاحظت استعادة صحتها ونشاطها مرة أخرى ولم تعد تشكو من الخمول والكسل وزيادة الوزن، بل على العكس استعادت رشاقتها وتحسنت حالتها النفسية، فضلا عن شعورها بالإنجاز عندما تجد كل ما حولها مرتبا ومنظما حسب اختياراتها دون تدخل من أحد.

التخديم أونلاين
من ناحية أخرى، اطلعت «آخرساعة» على ما تقدمه مكاتب التخديم الإلكترونية من عروض وخدمات متاحة لتنظيف المنازل فى فترة الأعياد لتوفير وقت البحث والجهد على ربات البيوت وبأسعار منافسة، وبالفعل تم التواصل مع أحد هذه المكاتب للتعرف على طريقة التعامل والأسعار المتاحة، واتضح أن الأسعار تختلف حسب الخدمة المقدَّمة، فإذا كانت الخادمة مقيمة لفترات محددة، فإن أجرها يتراوح بين 4000 و5500 جنيه شهريا حسب الجنسية سواء كانت مصرية أو إثيوبية أو فلبينية، وإذا كان الطلب لخادمة يومية فقط للمناسبات، فهناك عدة عروض أو كما تطلق عليها المكاتب «باقات» خاصة بالأعياد فقط، ويتوقف سعرها على حسب مساحة الشقة وعدد الغرف المراد تنظيفها، وفى المتوسط تبدأ سعر الباقة من 400 جنيه للتنظيف السطحى ويزيد السعر كلما زادت عمليات التنظيف من غسيل سجاد وحوائط وغيرها. وأوضح المكتب أنه يوفر جميع المنظفات المستخدمة والحجز يكون قبل الموعد بأسبوع.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، لكن تطور ليصبح الحجز من خلال «أبلكيشن» أو تطبيق على الهاتف المحمول ليضع أمام ست البيت كل اختيارات التنظيف المتاحة وتختار هى ما تشاء و«كله بتمنه». وفى هذا التطبيق تظهر عدة أيقونات تشمل جميع أنواع النظافة المنزلية بتكلفة تبدأ من 190 وتصل إلى 300 جنيه.

التنظيف بالإيجار
وازداد التنافس بين المكاتب والشركات ليعرض بعضها بيع أدوات للنظافة تحت مسمى «اشترى راحتك» أو تأجيرها، وتم التواصل مع إحدى هذه الشركات لمعرفة ما تقدمه من خدمات، فأكدت أنها توفر أدوات نظافة مريحة لست البيت وتشمل الممسحة والـــزعـــافــة والجــــوانتــــى وأدوات للتعطــــير والتعقيم وغيرها، ولكن شراءها يتعدى آلاف الجنيهات، لذا تتيح الشركة نظام الإيجار بحيث يكون المنتج ملك الشركة ويتم تغييره شهريا وكل منتج له سعر مختلف عن الآخر لكنه لا يتعدى الـ60 جنيها.

قانون العمل
ورغم انتشار الخادمات بشكل كبير، فإنه لا يوجد حتى الآن تصريح أو تراخيص تحدد عمل الخادمات بشكل رسمى أو خضوعهن لصفة قانونية تحدد وظيفتهن كما ينص قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 على أن العمالة المنزلية مستثناة من القانون ولا ينطبق عليها، وكذا لم يشمل مشروع قانون العمل الجديد أى إشارة للخادمات.

وصرح محمد سعفان، وزير القوى العاملة، أن فلسفة قانون العمل تقوم على عدم خضوع عاملات المنازل للقانون لعدة صعوبات؛ أولها حرمة التفتيش داخل المنازل الخاصة، وثانيها أن مواعيد العمل المقررة فى قانون العمل لا تتلاءم مع طبيعة عمل الخدمة المنزلية، كما أن الأجر الذى يحصلن عليه فى أغلب الأحوال يدخل فيه جزء عينى كالإقامة والمعيشة والمأكل، كما أن صاحب المنزل لا يعتبر صاحب عمل وفقاً لأحكام قانون العمل، وعمال المنازل لهم ظروفهم وأوضاعهم الخاصة وسيصدر لهم قانون خاص لتنظيم عملهم، وقد تقدم بعض من أعضاء مجلس النواب بطلبات للوزارة لتقديم مقترحات لتنظيم العمالة، بإصدار قانون خاص بهم.

وبالفعل تقدمت النائبة نشوى الديب، عضو مجلس النواب، بمقترح لإنشاء قانون خاص بعمل الخادمات أو العمالة المنزلية لضمان الحقوق بين صاحب العمل ومكاتب تشغيل العمالة المنزلية والعاملين بالمنازل.

ويحظر القانون المقترح تشغيل العمّال المنزليين من الجنسين ممن تقل أعمارهم عن 18 عاما، ويجوز للوزير المختص الاستثناء من شرط السن، على ألا تزيد ساعات العمل فى هذه الحالة عن 6 ساعات يوميا، وتحدد الأعمال التى يمكن القيام بها دون تعريض العامل للخطر أو المساس بالكرامة الإنسانية، وفى جميع الأحوال ينبغى ألا يقل سن العامل عن 16 عاما.

نصائح طبية
ومن الناحية الصحية، ينصح الدكتور ياسر صادق، أستاذ مساعد أمراض القلب بطب حلوان واستشارى أمراض القلب بمعهد القلب القومى، ست البيت بالقيام بالأعمال المنزلية البسيطة قدر المستطاع واعتبارها نـــوعــــــا مــــن الــرياضـــة الخفيفــــة، فحسـب التوصيات الأوروبية والأمريكية فإن ممارسة رياضة المشى لمدة نصف ساعة خلال 5 أيام أسبوعيا أمر هام جدا للحفاظ على صحة القلب سواء للأصحاء أو لمرضى القلب بشكل خاص، وتعد حركة النساء فى منازلهن والتنقل من غرفة لأخرى لتنظيفها أو لمتابعة الطهى من حين لآخر بمثابة ممارسة لرياضة مشى متكررة لفترات قصيرة أو على الأقل تعمل على تغيير وضع الجسم من السكون للحركة، فتساعد الجسم على حرق الدهون وتحسين ضغط الدم وسكر الدم وتخفيض نسبة الكوليسترول الذى بدوره يحمى الشرايين، بالإضافة لتحسين الدورة الدموية كما يساعد أيضا فى الحفاظ على وزن طبيعى، وكل ذلك سيعزز صحة القلب.

وقد أثبتت ذلك دراسة أمريكية حديثة تؤكد أن القيام بالأعمال المنزلية مثل غسل الأطباق والطهى، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب بين النساء. ويؤكد الباحثون القائمون على الدراسة فى جامعة كاليفورنيا، أن النساء اللواتى حصلن على 4 ساعات على الأقل من هذه الحركة اليومية، أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 43%، وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية أقل بنسبة 30%، وخطر الوفاة بأمراض القلب بنسبة 62%، مقارنة بالنساء اللائى سجلن أقل من ساعتين كل يوم.