الكرنفالات تزرع البهجة

الفرحة تبدأ من المعدة.. الشوية والشطيطة والأرز باللبن أشهر أكلات العيد في الشرقية

صورة أرشيفية للاحتفال بالعيد فى حدائق الشرقية
صورة أرشيفية للاحتفال بالعيد فى حدائق الشرقية

يهل علينا عيد الأضحى المبارك بعد أيام قليلة، حيث تحرص المجتمعات المصرية المختلفة سواء كانت «حضرية أو ريفية أو بدوية»، على استقبال أيامه ولياليه بأجواء خاصة تفرح الصغار والكبار، وتتفنن المرأة فى طهى اللحوم بطرق عديدة ولذيذة ويتزاور الأهالى والأقارب ويخرج الأطفال والشباب إلى الحدائق والمناطق البرية للسمر والسهر أيام العيد المبارك،

نسلط الضوء «بحرى والصعيد» على مختلف عادات وتقاليد العيد لدى المجتمعات المصرية الصحراوية والريفية والحضرية وكل عام وأنتم بخير.

عيد الأضحى المبارك بمحافظة الشرقية له طابع خاص ونكهة مميزة بسبب طبيعتها المتنوعة التى تجمع بين المجتمعات البدوية والريفية والحضرية وبالرغم من تغير الظروف المجتمعية إلا أن الشراقوة يحرصون خلال العيد على العادات والتقاليد المتوارثة من العهود السابقة ،حيث تصطحب العائلات أبناءها من الصبية والأطفال إلى ساحات الصلاة وهم يكبرون ويهللون ابتهاجاً بالعيد ثم يتوجهون إلى المقابر لزيارة موتاهم وتوزيع الصدقات وقراءة الفاتحة على أرواحهم.

وعقب ذلك تقوم الأسر الشرقاوية بنحر الأضاحى وتوزيع لحومها على الأقارب لتحقق الترابط والتراحم ولإذابة الضغائن من النفوس، ولم ينس الشراقوة أيتامهم فى احتفالاتهم بعيد الأضحى المبارك ،حيث تقوم مجموعات من أهل الخير بزيارتهم وتقديم اللحوم لهم وتناول الطعام معهم لإدخال البهجة والفرحة فى قلوبهم.
ولعيد الأضحى المبارك بالشرقية فى المجتمعات البدوية طقوس خاصة حيث ما زالت القبائل العربية المنتشرة بالمحافظة حريصة على ممارسة عاداتها الموروثة عن الآباء والأجداد.

يقيم شباب القبائل حفلات السمر التى يتنافسون فيها فى إلقاء الأشعار البدوية والغنائية طوال ليلة العيد ويسهرون حتى الساعات الأولى فى الصباح ثم يسارعون بارتداء الثياب العربية الجديدة المصنوعة يدوياً لأداء صلاة العيد فى الساحات الكبيرة المقامة فى الخلاء وعقب ذلك يتوجه شيخ كل قبيلة إلى ( المربوعة) المصنوعة من أصواف الأغنام ليتلقى التهنئة بعيد الأضحى المبارك من أبناء القبيلة وتبادل الحديث عن الأمور الخاصة بالقبيلة خاصة المتعلقة بتربية الخيول العربية الأصيلة التى تشتهر بها الشرقية
و فى المجتمعات الريفية له طابع خاص حيث تتجمع الأسرة لتتناول الإفطار الشهى المكون من الفطير المشلتت و الجبن والقشطة والعسل والبيض والذى أعدته النسوة منذ الساعات الاولى للصباح وتنتشر روائحه الشهية فى أروقة القرية.

وتتباهى المرأة الريفية بمهاراتها فى صناعة الرقاق لإعداد الصوانى وأطباق الفتة المغطاة بقطع اللحوم الكبيرة.

وفى المجتمعات الحضرية فان الاحتفال بعيد الأضحى المبارك له شكل آخر حيث تتوجه العائلات عقب صلاة العيد إلى الأندية الاجتماعية والرياضية والحدائق والمتنزهات لتناول وجباتهم المفضلة والاستمتاع بالبرامج الترفيهية وقضاء اليوم بالكامل خارج منازلهم.

التقت الأخبار مع عدد من المواطنين وتحدثوا عن عاداتهم بعيد الأضحى المبارك.

يقول المهندس نصر سامى أحد أبناء قرية جزيرة سعود بمركز الحسينية إن للقرية طقوسًا وعادات خاصة أيام عيد الأضحى المبارك حيث يلتف أبناء القرية حول وجبة (الشوية) فى طعام الإفطار وهى عبارة عن قطع من الكبدة والقلب تتم تسويتها على نار هادئة مع كمية من الدهون والبصل والبقدونس وعقب ذلك يتم إعداد وجبة الغداء التى تتمثل فى صوانى الفتة المعدة من قطع الرقاق وكميات صغيرة من الأرز ومغطاة بقطع كبيرة من اللحم المسلوق وتتكرر تلك الوجبة اليوم الثانى والثالث، أما فى رابع أيام العيد يتم إعداد وجبة (الشطيطة) وهى عبارة عن قطع من كرشة الأضحية.

ويقول محمد أبو صباح أحد أبناء قبيلة مطير إن أفراد قبيلته يقومون بنحر الذبائح عقب صلاة العيد ثم يلتفون حول المناضد لتناول طعام الإفطار المكون من شرائح الكبدة بحلقات البصل ثم تسارع سيدات القبيلة بإعداد صوانى الفتة بالرقاق المغطاة باللحم.

ويقول زيدان السويركى إن عادات وتقاليد الشراقوة متوارثة ومتشابهة فى وجبة الإفطار يقوم بعض الأسر بإعداد أطباق الفتة بالرقاق والثوم والصلصة والخل والمغطاة بقطع اللحم الكبيرة ،كما تقوم بعض السيدات بإعداد صوانى الرقاق والمحشى باللحم المفروم وشوى اللحوم على الفحم.. ويقول المهندس مصطفى السنى من قريه البكارشة مركز الحسينية إنه يتم نحر الأضحية عقب صلاة العيد ثم يتم تناول اللحم المسلوق والفتة على مدار أيام العيد ،موضحا أنه غير مسموح بتناول وجبات مسبكة أو محشى خلال أيام العيد لتكون فرصة لراحة الجهاز الهضمى لجميع أفراد الأسرة.

ويقول فايز الغمرى مدير عام بالبنك الأهلى سابقاً إنه عقب صلاة العيد يتم تناول طبق من الأرز باللبن وكوب من القرفة كعادة متوارثة عن والده وبعد نحر الأضحية وتوزيعها على الأقارب والفقراء يتم إعداد وجبة الإفطار المكونة من فتة الرقاق بالثوم والصلصة واللحم المسلوق.