مأساة مهاجري «مليلية» تثير غضبا دوليا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 مرام عماد المصرى

ليست هذه المرة الأولى التى ينزل فيها مهاجرون من مخيماتهم فى العراء وسط غابات الجبال المحيطة بمدينة الناضور للمخاطرة بحياتهم بهدف الوصول «للفردوس الأوروبي» عبر مليلية أو سبتة وهما الجيبان المغربيان الواقعان تحت النفوذ الإسباني، شمال المغرب.

واللذان يُشكلان «الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبى مع القارة الإفريقية».. والأسبوع الماضى شهد جيب مليلية أسوأ مأساة من نوعها.. حين لقى 23 مهاجرا على الأقل مصرعهم، أثناء محاولة دخول نحو ألفى مهاجر إليها.

فى حصيلة هى الأعلى على الإطلاق خلال المحاولات الكثيرة التى قام بها مهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء لدخول مليلية و سبتة المجاورة.. قالت السلطات الإسبانية والمغربية إن نحو ألفى مهاجر حاولوا اقتحام السياج المحيط بالجيب للعبور للأراضى الإسبانية.

مما أدى لاشتباكات عنيفة استمرت ساعتين مع قوات الأمن وحرس الحدود وأسفرت عن إصابة العشرات أيضا.. ولم يتحدد بعد ما إذا كان الضحايا قد لقوا حتفهم وهم يسقطون من السياج، أو فى تدافع، أو نتيجة لأى إجراءات قام بها ضباط مراقبة الحدود.

وحث الخبراء المستقلون الدولتين على إجراء تحقيقات فورية وشاملة ومحاسبة المسؤولين.. وقد أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى موسى فقى محمد عن صدمته وقلقه إزاء المعاملة «العنيفة والمهينة» للمهاجرين الأفارقة»..

داعيا لإجراء تحقيق فورى فى هذا الأمر وذكر جميع البلدان بالتزاماتها بموجب القانون الدولى بمعاملة جميع المهاجرين بكرامة وإعطاء الأولوية لسلامتهم وحقوقهم الإنسانية.

والامتناع عن استخدام القوة المفرطة. وزادت الدعوات لإجراء تحقيق ، حيث وصفت حوالى 50 منظمة حقوقية للمهاجرين مأساة مليلية بأنها «مثال مأساوى للسياسات الأوروبية».. وأضافوا ان موت هؤلاء الشباب الأفارقة. ينبهنا للطبيعة المميتة للتعاون الأمنى بشأن الهجرة بين المغرب وإسبانيا».


فى الوقت نفسه، استنكرت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالعمال المهاجرين الحوادث التى أدت إلى وفاة المهاجرين عند محاولتهم عبور الحدود من المغرب إلى إسبانيا.


وقالت اللجنة: «لقد روّعتنا وفاة هؤلاء المهاجرين الذين كانوا يعتزمون عبور الحدود بحثا عن حياة أفضل قائمة على حقوق الإنسان المشروعة.».. واتهمت الأمم المتحدة المغرب وإسبانيا باستخدام «مفرط للقوة» ضد المهاجرين، ودعت لفتح تحقيق مستقل.

وفى شأن المأساة التى شهدتها مليلية عقد مجلس الأمن الدولي، جلسة مغلقة، لكن أعضاءه الـ15 فشلوا فى الاتفاق على موقف موحد تجاه هذه المسألة وكانت كينيا التى طلبت عقد هذه الجلسة، اقترحت إصدار بيان يدين معاناة المهاجرين الأفارقة على طول ساحل البحر المتوسط.

ويدعو كلاً من المغرب وإسبانيا إلى إجراء تحقيق سريع ونزيه فى الفاجعة. لكن هذا النص، الذى أثار على وجه الخصوص امتعاض الولايات المتحدة، لم ير النور فى غياب الإجماع المطلوب لصدوره عن المجلس.


وأصدر نائب السفير الكينى لدى الأمم المتحدة مايكل كيبوينو بياناً إثر الجلسة أكد فيه أن المهاجرين الأفارقة «تعرضوا لوحشية مروعة من قبل قوات الأمن أثناء سعيهم لدخول جيب مليلية الإسباني».


وفى إشارة للطريقة المختلفة جداً التى يتعامل بها مجلس الأمن مع الأزمة فى أوكرانيا، قال كيبوينو إن «المجلس وأعضاءه قلقون للغاية فى شأن مصير اللاجئين الفارين من نزاعات أخرى ،ونعتقد أن الأفارقة الفارين من الحروب وانعدام الأمن فى بلادهم يستحقون الاحترام نفسه».

اقرأ ايضا 

 المحامين العرب يعقد اجتماع مكتبه الدائم الثاني بمدينة الناضور المغربية