باسكال مشعلانى: وحشتنا «بيروت» لسان حال كل لبنانى مغترب

المطربة اللبنانية بسكال مشعلاني
المطربة اللبنانية بسكال مشعلاني

كتبت: ندى محسن

إجت الصيفية يلا ننزل ع بيروت.. شو ما صار ما إلنا إلا بيروت.. بهذه الكلمات عبرت المطربة اللبنانية بسكال مشعلاني عن لسان حال كل لبناني مغترب عن وطنه، وأخذت تتغزل في محبوبتها بيروت من خلال فيديو كليب أغنيتها الجديدة ع بيروت التي حملت معها رسالة حب ووفاء لكل الأحياء والمُدن السياحية التي تتميز بها.. تتحدث بسكال في الحوار التالي عن كواليس التحضير للأغنية، وأصداءها، وسبب حرصها على اختيار منطقة المرفأ -التي وقع الانفجار بها- أحد مواقع تصوير الفيديو كليب، والعديد من التفاصيل الأخرى في السطور التالية..

 

بدأت نشاطك الفني لصيف 2022 بأغنية تتغزلين فيها بموطنك بعنوان ع بيروت .. كيف جاءت الفكرة؟

جاءت الفكرة عن طريقي وزوجي الملحن ملحم أبو شديد، فقد قررت تقديم أغنية أتغزل فيها بمدينتي الحبيبة بيروت، وبعد تفكير سوياً لم نجد أنسب من فكرة أغنية “ع بيروت” من كلمات وائل أشقر، وألحان ملحن أبو شديد خاصة أن مطلع الأغنية الذي يقول : “إجت الصيفية يلا ننزل على بيروت” هي لسان حال كل لبناني مغترب عن بلده، وهي رسالة حب ووفاء مني لبلدي لبنان الذي تغزلت بعدد كبير من مُدنه ومناطقه، و”حبيت” أن يكون إيقاع الأغنية بسيط وخفيف حتى نبعث التفاؤل والطاقة الإيجابية لكل المُستمعين.

 

 لماذا اخترت هذا التوقيت تحديداً لطرح الأغنية؟

 لم أجد أنسب من بداية فصل الصيف كتوقيت لطرح الأغنية لاسيما أن عدد كبير من المغتربين اللبنانيين يفضلون قضاء عطلة الصيف في موطنهم، كذلك عدد كبير من السائحين يأتون لزيارة لبنان في موسم الصيف، فالأغنية صيفية بإمتياز، لذلك اخترت أن أقول في مطلع الأغنية: “إجت الصيفية يلا ننزل على بيروت”.

 

وكيف لمست أصداء وردود أفعال الجمهور؟

الحمد لله ردود الأفعال أقوى مما توقعت، فقد وصلتني أصداء إيجابية من عدد كبير من المغتربين اللبنانيين سواء بكندا، أمريكا، فرنسا، وجميع الدول العربية، كما سعدت كثيراً بتفاعل جميع الشعوب العربية مع الأغنية، وإعجابهم بالعمل، وتقديرهم للبنان وشعبها، وأشكرهم من قلبي على مشاعرهم النبيلة ورسائلهم المليئة بالحب، بفضل الله الجمهور أحب الأغنية كثيراً، فقد تخطت حاجز المليون مشاهدة عبر موقع “اليوتيوب” بعد أيام قليلة من طرحها.

 

وما الرسالة التي يطرحها الفيديو كليب؟

هدفي الأول ورسالتي من العمل هو إدخال الفرح، السعادة، البهجة، والطاقة الإيجابية على قلوب الشعب اللبناني، وبفضل الله وصل إليهم إحساسي، فما يخرج من القلب يصل سريعاً للقلب، وتابعت جميع تعليقاتهم عبر مواقع “السوشيال ميديا” ولمست من خلالها مدى سعادتهم بالعمل، وحماسهم بالعودة إلى بيروت، فضلاً أن الأغنية حمست آخرين أيضاً لزيارة لبنان.

 

وماذا عن كواليس تصويره؟

فضلت أن يكون تصوير الفيديو كليب من داخل “باص” يتجول بشوارع بيروت لأن هذه هي الطريقة التي يتجول بها أي سائح داخل لبنان لزيارة ورؤية معالمه، وجميع تفاصيل الفيديو كليب كانت مدروسة بدقة بداية من اختيار أماكن التصوير مروراً بـ “اللوك” الذي ظهرت به، فقد اعتمدت ألواناً فاتحة لتعطي إحساساً بالبهجة سواء في الملابس أو “المكياج”، كما حرصت على اختيار الأشخاص المشاركين بالظهور معي بالكليب، وما لا يعرفه الكثيرون إنني اخترت 10 أشخاص من جمهوري، وكنت أتمنى اختيار المزيد منهم لكن مساحة “الباص” لم تسع إلا لقلة قليلة.

 

مَن صاحب فكرة الظهور المُميز لزوجك الملحن ملحم أبو شديد ونجلك إيلي في الفيديو كليب؟

أنا مَن اقترحت عليهم مشاركتي الظهور في الفيديو كليب، ولم يترددوا لحظة، ولكل منهم طلة مُميزة، فمثلاً زوجي ملحم أبو شديد شاركني الظهور بعزف الصولو، أما نجلي إيلي فظهوره يعكس سعادة الطفل اللبناني الذي يتجول ويركض فرحاً حاملاً علم بلده.

 

ما سبب حرصك على اختيار منطقة المرفأ -التي وقع الانفجار بها- أحد مواقع تصوير الفيديو كليب؟

قررت أن أقف وقفة صمت من أمام منطقة المرفأ حداداً على أرواح الأشخاص الذين فقدناهم نتيجة الانفجار، فلم ولن ننسى ما لحق بكل الشعب اللبناني من أضرار نفسية، اجتماعية، وإقتصادية مازلنا نعاني منها حتى اليوم، وقصدت أن يكون هذا المشهد هو بداية الفيديو كليب ثم إنطلقت للتغزل ببيروت وبكل شوارعها ومُدنها لتوضيح أن العاصمة اللبنانية مهما عصف بها من أزمات وصعوبات مازالت قادرة على الصمود، و”رح يرجع اسما يلمع”.

 

نرى من خلال الفيديو كليب مدى حرصك أيضاً على إبراز المناطق والمعالم السياحية في لبنان .. هل يُمكن القول أن ذلك نوعاً من أنواع الترويج للسياحة؟

بالفعل، فقد حرصت على إبراز عدد كبير من المعالم السياحية التي تُميز لبنان عن غيرها من الدول، وأيضاً من أجل التأكيد على أن لبنان كانت وستظل من أجمل دول العالم رغم الأزمات التي عصفت بها، واخترت التصوير في الأماكن والمناطق التي يتحمس لزيارتها السائح العربي أو الأجنبي بمجرد وصوله إلى لبنان مثل منطقة الحمرا، الروشة، جبيل، مغارة جعيتا، زحلة، صور، بعلبك، والأرز، وغيرها من المدن التي تتمتع بجمال طبيعي.

إلى أي مدى يُمكن للفن أن يبعث الحياة والأمل في النفوس رغم المصاعب والأزمات؟

لأبعد مدى، فالفن لغة لها بالغ الأثر على نفوس ووجدان الأشخاص، ومُحرك حقيقي لمشاعرهم وأفكارهم، فكم من أزمة تخطيناها بوجود الفن والموسيقى، وكم من حراك شعبي حدث بعد إنتاج أغنية ما، وكم من حبيبين عاد اللقاء بينهم بسبب أغنية، لذلك من الضروري على الفنان أن ينتقي الموضوع أو الفكرة الجيدة التي يطرحها للجمهور. 

بالعودة إلى ذكريات الانفجار.. كيف كان وقعه وتأثيره عليكِ؟

عشت أياماً وأحداثاً صعبة لاسيما أن عدد كبير من عائلتي لحق بهم الأذى والضرر، فمنهم مَن فقدوا منازلهم التي تحطمت نتيجة الانفجار فضلاً عن الجروح والإصابات الجسدية والنفسية التي أصابتهم، لكن بفضل الله تعافوا بمرور الوقت.

تعرض لبنان لأزمات عديدة على مر العصور.. هل فكرتِ بالهجرة منها في أي مرحلة من حياتك؟

إطلاقاً، لم أًفكر في الهجرة من قبل، ولا يمكن أن أتخذ هذه الخطوة مُستقبلاً بسبب عشقي لبلدي وتعلقي بمنطقتي، شارعي، ناسي، وأصحابي، صحيح هناك عدد كبير من اللبنانيين مِمن إضطروا للسفر والهجرة من أجل توفير حياة كريمة لهم ولعائلتهم لكن أتمنى لهم العودة إلى بلدهم بعد تحسن الظروف والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لذلك غنيت قائلة : “اللي رايح رح يرجع .. رح يرجع على بيروت”.

بعد استنى و دخيلو الله باللهجتين المصرية واللبنانية .. ما اللهجة التي ستقدمين بها أغنيتك المقبلة من أغنيات الميني ألبوم؟

أنتظر طرح أغنية باللهجة اللبنانية خلال شهر سبتمبر المقبل، وأوعد الجمهور بأغنية مختلفة، ولن أطرح ألبوماً كاملاً مرة أخرى، فقد اتبعت طريقة طرح الأغنيات بشكل منفرد على فترات متباعدة منذ العام الماضي بداية من أغنية “جنان بجنان”، ثم “استنى”، مروراً بـ “دخيلو الله”، و”ع بيروت” حتى تأخذ كل أغنية حقها في النجاح والانتشار، وقد كانت لكل أغنية منهما نصيب في تصويرها على طريقة الفيديو كليب باستثناء أغنية “جنان بجنان” التي قدمتها بطريقة الرسوم المتحركة بسبب ظروف انتشار فيروس “كورونا”.

أجواء الصيف ترتبط بإحياء عدد من الحفلات الغنائية.. فماذا عن جولاتك لصيف 2022؟

لدي جولة غنائية في عدد من الدول العربية منها المغرب، تونس، كما أُقدم حفلاً بالعاصمة اللبنانية بيروت، وتعاقدت أيضاً على إحياء عدد من حفلات الزفاف بمصر.