مساعد وزير الداخلية الأسبق: مرسى عدّل قانون الذخائر لإعفاء الإخوان من عقوبات سرقة السلاح الميرى

اللواء رأفت الشرقاوى
اللواء رأفت الشرقاوى

كتب: محمد مخلوف

فجَّر مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء رأفت الشرقاوى، الذى كان مُفتشًا للأمن العام، ومُكلفًا بالإشراف على الخدمات الأمنية ميدانيًا بقطاعى شرق وشمال القاهرة، بقطاع الأمن العام خلال  2012 و2013، مفاجآت من العيار الثقيل، فى حواره لـاآخر ساعةب، حيث أكد أن الرئيس المعزول محمد مرسى، قام بتعديل قانون الذخائر لإعفاء الإخوان من عقوبات سرقة الأسلحة الأميرية، وذلك يوم 14 أكتوبر 2012، كما كشف عن طلب نائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر بطلب ترخيص سلاح، وعندما طالبوه بالمستندات لم يستكمل الإجراءات، وكشف عن استغلال قيادات الجماعة الإرهابية أمثال صفوت حجازى، وجمال حشمت، وعاصم عبدالماجد، اقتحام أمن الدولة فى الحصول على تراخيص أسلحة، وكلها تم إلغاؤها فى يوم 3 يوليو 2013.

 

< كنت مفتشًا للأمن العام بشرق القاهرة ومعظم مسيرات الإخوان كانت تخرج من شرق القاهرة فما السبب؟ ولماذا اختاروا ميدان رابعة للاعتصام؟

ـ حاولت الجماعة المارقة المحظورة الضالة والمضلة استغلال البسطاء باسم الدين وأوهموهم بأن نصرة الجماعة هو نصر للدين الإسلامى واتخذوا من ميدان رابعة العدوية، (ميدان الشهيد هشام بركات حاليا) بناء على فتوى مكتب الإرشاد، للسيطرة على جزء منت الجغرافيا السياسية للدولة المصرية، ومقرا بديلا لمكتب الإرشاد لإدارة العمليات الميدانية، ونقطة لربط السياسة بالدين، ومعظم أعضاء الجماعة يقطنون هذه المنطقة والأماكن الملاصقة والمجاورة لها، وقد قاموا بتأجير عدد من الشقق السكنية لأعضاء الجماعة بحيث تصبح مقرًا لتجمع أنصارهم من محافظات وجه بحرى ومدن القناة، إضافة إلى أن ميدان رابعة العدوية هو امتداد لطريق الأوتوستراد أو النصر للقادمين من الوجه القبلى، وقربه من قصر الاتحادية، ووزارة الدفاع، وجهاز الأمن الحربى، بخلاف المخارج الكثيرة بالمـــيــــــــدان التــى تسهل الهروب فى حالة الاشتباك أو الفض.

 

< هل كان يتم توزيع أموال على أنصار الإخوان للخروج فى المسيرات؟

ـ نعم، بالفعل قام مسئولو المكاتب النوعية للإخوان بالمحافظات بتمويل عمليات الحشد لميدان رابعة العدوية، وتوزيع الأموال على معتصمى رابعة العدوية بحد لا يقل عن ٤٠٠ جنيه يوميًا، كما أن أذرعهم الأخرى بالمحافظـــــات كانت تــــؤجـــر الأتوبيســـــات والميكروباص لنقل الموالين لهم إلى ميدان رابعة، إضافة لتوزيع الوجبات المجانية التى كان يتعهد بها رجال الأعمال الذين يسيرون فى فلكهم، ويقومون باستثمار أموالهم التى هى فى الأصل أموال مهربة من الخارج واردة من أعضاء التنظيم الدولى، كما كان يذبح حازم صلاح أبو إسماعيل العجول يوميًا لإطعام المعتصمين، وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال هذه الوقائع وتولت النيابة العامة التحقيق.

 

< هل قامت الأجهزة الأمنية برصد تحويلات أو وصول أموال لقيادات الإخوان تزامنًا مع اعتصام رابعة؟

ـ نعم، كانوا يحصلون على أموال طائلة ولا يتركونها فى البلاد بل كانوا يرسلونها إلى الخارج حتى لا ينكشف أمرهم، وتم التحفظ عليها لتحديد مصدرها، وقد تحرر عن عمليات التمويل المحضر رقم 19092 إدارى مدينة نصر أول، كما أكد تقرير المجلس القومى لحقوق الإنسان الصادر فى الرابع من مارس 2014، قيام جماعة الإخوان الإرهابية بتوزيع الأموال والوجبات المجانية، والسلع الغذائية على معتصمى رابعة لحثهم على عدم ترك الاعتصام.

 

< هل استعان الإخوان فى مسيراتهم ببلطجية ومسجلين خطر؟

ـ نعم، الجماعة المارقة استعانت بالبلطجية والمسجلين خطر، باعتبار أن هولاء محركهم الأساسى هو المال فكانوا يلهثون وراء من يدفع دون النظر للوطن بل وأقنعوا الأشقياء والخطرين ممن استعانوا بهم بأن الله قد غفر لهم طالما التزموا بتعليمات الجماعة التى تملى عليهم، وعرفنا ذلك من خلال اعترافات بعض المسجلين خطر من المعتصمين بعد ضبطهم لقيامهم بأعمال شغب.

 

< من أبرز الشخصيات التى نجحت وزارة الداخلية فى إحباط اغتيالها من قبل الإخوان سواء فى 30 يونيو أو بعدها؟

ـ معظم قيادات الدولة والوزراء ورجال الدين والإعلام والصحافة، كانت هناك مخـططــات لتصــفـيتهم لمخـالفتـــهم الفكــــر الإخوانى المتطرف، وعلى رأس قوائم الاغتيال كان مفتى الجمهورية الأسبق، فضيلة الشيخ على جمعة، والمستشار زكريا عبدالعزيز، النائب العام المساعد، واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية الأسبق امرة ثانيةب، رغم فشل المحاولة الأولى، ومعظم قضاة دوائر الإرهاب، إضافة إلى محاولة الاغتيال الفاشلة للفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع السابق، واللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية السابق، أثناء تفقدهم القوات بمنطقة سيناء.

 

< هل هذا يعنى أن عمليات الاغتيال والانتقام نهج رئيسى لتنظيم الإخوان لكل من يختلف معهم؟

ـ نعم، وهذا النهج موجود مُنذ نشأة الجماعة، حيث بدأت باغتيال أحمد ماهر، رئيس وزراء مصر الأسبق، والقاضى أحمد الخازندار، ومحمود فهمى النقراشى، رئيس وزراء مصر الأسبق، كما حاولوا تفجير محكمة استئناف القاهرة، وحاولوا اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والشيخ محمد الذهبى، والكاتب فرج فودة، ورفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب الأسبق، واللواء عبدالحليم موسى، وزير الداخلية الأسبق، وأيضًا الرئيس الشهيد، محمد أنور السادات، هذا بخلاف ارتباطهم بنهج داعش، ومعظم الجماعات المتطرفة التى خرجت من جعبة الإخوان .

 

< ما حقيقة حصول قيادات الإخوان على تراخيص سلاح بدون وجه حق فى عهد مرسى؟

ـ بتاريخ 14 أكتوبر 2012، أصدر المعزول محمد مرسى قرارا بقانون رقم 90 لسنة 2012 المُعدل لقانون الأسلحة والذخائر رقم 394 لسنة 1954، ويتضمن الإعفاء من العقاب لكل من تقدم بأحد الأسلحة المسروقة خلال 180 يومًا من إصدار القرار، وكان القصد من ذلك إعفاء أعضاء الجماعة الإرهابية الذين سرقوا الأسلحة والذخائر الأميرية من أقسام ومراكز ونقاط الشرطة يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 من العقوبات، كما استغل أعضاء الجماعة المارقة حادث اقتحام جهاز أمن الدولة االأمن الوطنى حاليًاب، وتقدم البعض منهم مثل صفوت حجازى لمديرية أمن الجيزة، ومحمد جمال حشمت لمديرية أمن البحيرة، وعاصم عبدالماجد لمديرية أمن المنيا، وآخرين للحصول على تراخيص سلاح نارى، وحصلوا عليها فى ظل فترة اقتحام الإخوان والموالين لهم جهاز أمن الدولة الأمن الوطنى حاليًا.

 

< هل ظلت معهم هذه التراخيص؟ ومتى تم سحبها وإلغاؤها؟

ـ قام المحامى سمير صبرى، برفع دعوى أمام القضاء الإدارى فى يناير 2013 لرفض إصدار وإلغاء أى تراخيص سلاح صدرت لجماعة الإخوان الإرهابية والموالين لها فى ظل تداول أنباء عن نيتهم التقدم بطلب للترخيص لـ470 حارسا من شباب الجماعة لحراسة المقرات التابعة لهم، لكننا كوزارة الداخلية فى ظل وجود معلومات لدينا عن العديد منهم، وأنه حال حصولهم على رخص سلاح سيتسبب ذلك فى نشوب حرب أهلية، كانت خطتنا عدم الموافقة على ذلك حال تقدمهم لكنهم لم يتقدموا من الأساس، وبحلول الثالث من يوليو 2013، أصدر قطاع الأمن العام قرارًا بإلغاء كافة التراخيص التى صدرت للجماعة المارقة والموالين لها.

< هل كان يمتلك خيرت الشاطر أكثر من رخصة سلاح ما بين طبنجة وخرطوش.. إلخ؟

ـ لم تصدر أى رخصة سلاح لخيرت الشاطر، وعندما تقدم بطلب للحصول على تراخيص سلاح طالبناه بالمستندات فلم يستكمل الإجراءات، حيث كانت المستندات التى تقدم بها عبارة عن أوراق تُثبت امتلاكه لشركة اسلسبيلب، فأخبرناه أن الشركة سبق إدانتها وصدر ضده وضدها أحكام قضائية، وطلبنا مُستندات بديلة فلم يُقدم شيئًا.

 

< هل الإخوان كان لهم دور فى تأسيس شركات أمن وحراسة للحصول على تراخيص سلاح؟

ـ الإخوان لم يطلبوا إنشاء شركات أمن وحراسة، لأن حلمهم كان أكبر، حيث كانوا يسعون ويرغبون فى إعداد جيش وشرطة موازية موالية لهم من شباب الجماعة أسوة بالحرس الثورى الإيرانى، واعتمدوا فى التخطيط لذلك على قائد الحرس الثورى الإيرانى.

 

< كيف كان يتعامل أعضاء الإخوان مع الضباط والأفراد خلال ترددهم على المنشآت الشرطية؟

ـ توافد أعضاء جماعة الإخوان على كافة الأماكن الشرطية لتوطيد العلاقة بهم من جانب، ولحصر الضباط الذين لا يرغبون فى استمرارهم فى جهاز الشرطة، ولتسهيل طلبات بعض الموالين لهم، لكن وجدوا أن أى طلب يتم فحصه طبقًا لمعايير مُحددة.

 

< كيف ترى تطور الحروب بعد حديث وزيرة الخارجية الأمريكية عن شرق أوسط جديد؟

ـ بدأت المنطقة العربية منعطفا جديدا منذ عام ٢٠٠٥ بعد إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية عن شرق أوسط جديد، وبدأت معه حروب جيلين من الحروب المعروفة سواء الجيل الرابع الذى يبنى على الشائعات أو الجيل الخامس الذى يبنى على التظاهرات المستمرة التى لا تنقطع وأعمال الإرهاب فى كافة ربوع البلاد حتى يتيقن المواطنون أن دولتهم ضعيفة، ويتسرب الشك إلى نفوسهم بهشاشتها، وهو ما سارت عليه الجماعة الإرهابية المارقة، ومعها العناصر الإثارية.

 

< ما أبرز مشاهداتك خلال إشرافك الميدانى على الخدمات الأمنية حينما خرج الشعب فى ثورة 30 يونيو؟

ـ قبل ثورة 30 يونيو، فكرت أعداد لا حصر لها من الشعب فى الهجرة إلى الخارج هروبًا من هذا الانقسام الطائفى والمذهبى خلال حكم الإخوان، إلا أن غالبية الشعب قرروا رفض الفكرة، وأعلنوا التصدى لهذه الجماعة التى أصابتهم بالرعب والذعر، فخرجوا ضدها فى ثورة 30 يونيو المجيدة، والتف الشعب خلف قواته المسلحة، ونداء الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاعتوقتها، بالوقوف خلف الوطن فخرج شعب مصر عن بكرة أبيه بأعداد لم يعرفها التاريخ من قبل لميادين مصر لاستعادة هوية الدولة المصرية من هذه الجماعة الإرهابية.

 

وأثناء تواجدى باعتبارى مفتشًا للأمن العام لملاحظة الحالة الأمنية بقطاعى شرق وشمال القاهرة، شاهدت بعينىّ ما لم أشاهده على مدار عمرى، وأنا فى العقد السادس من العمر وقضيت منه فى جهاز الشرطة ما يقرب من خمسة وثلاثين عامًا فى مجال البحث الجنائى، حيث شاهدت المصريين بطلَّة مخُتلفة، ونفوس مُشرقة، واتحد الرجال والسيدات والشباب والفتيات والأطفال والشيوخ معًا ضد الفاشية الدينية، وكأنه يوم عيد لمصر كلها.