مجرد فكرة

كلمة السر

محمود سالم
محمود سالم

هناك اقتناع كبير من الجميع بأن الأزمات والتحديات الاقتصادية العالمية تتسم بأنها شديدة التعقيد وأن الأمر يحتم استخلاص الدروس لإدارة الأوضاع فى مصر وصولا لاقتصاد فاعل وسط تلك التحديات والأزمات، وهو ما تتعامل معه القيادة السياسية حاليا ومنذ ثورة 30 يونيو بجدية بالغة فى صورة إصلاح اقتصادى جذرى وشامل..

وفى مقدمة أصحاب القناعة بهذا الفكر د. أشرف العربى وزير التخطيط السابق ومدير معهد التخطيط القومى الذى كان على صواب عندما اختار وزير المالية الأسبق وخبير السياسات الاقتصادية واستراتيجيات الأعمال هانى قدرى دميان ضيفا على صالون المعهد ليطرح أفكاره وكيف يتم التعامل مع الموقف الحالى، وهو ما حدث وسط حضور متميز من الخبراء حيث انطلق الخبير الدولى مطالبا بتحرير النشاط الاقتصادى بمنح القطاع الخاص أكبر قدر من المرونة والحرية وقطع الخطوط الحمراء مع الاستعداد بنظم متطورة للتعليم وزيادة فاعلية التعاون مع دول العالم لحل مختلف الأزمات وكذا تحديد أدوار مختلفة لمنظمات الأعمال مثلما الحال فى ألمانيا وأمريكا فى إطار من الجدية والحسم والرقابة والشفافية والمحاسبة بعكس ما يحدث بالنسبة للاجتماعات غير المعلنة لمثل تلك المنظمات فى مصر..

وتطرق إلى عدة اختيارات استراتيجية منها ما كان مطروحا فى الستينيات مثل الإنتاج من الإبرة للصاروخ أو الاختيار الواقعى «إبرة داخل كل صاروخ» مثلما فعلت الصين التى نشرت الصناعات الصغيرة فى مختلف بقاعها، وهو ما يمكن تكراره بمصر وهنا تكمن كلمة السر فى مبادرة حياة كريمة فهى كما يرى هانى دميان ليست منحة اجتماعية فى حد ذاتها بل تستهدف ما هو أبعد من ذلك أى ما يسمى بــ «عدوى التنمية» فى إشارة إلى نشر الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر بالقرى والنجوع لتمد الصناعات الأكبر بما تحتاجه مثلما الحال بالنسبة لتجربة صناعة الحرير فى أخميم. المهم هو التمكين الاقتصادى مع عدم استنزاف القدرات فى صناعات رديئة..

والمهم أيضا توفير أكبر قدر من الاستثمارات للبنية التحتية بالمشاركة بين القطاعين العام والخاص وأن تكون الأولوية للمشروعات العاجلة وذات العائد الأسرع مع إيجاد المؤسسات القادرة على التعامل مع تحرير هذه القطاعات من البيروقراطية. ومن المهم كذلك بناء الثقة فى الاقتصاد وتحريره ودفع الأسواق للمنافسة إلى عواصف الابتكار.

ولم ينس هانى قدرى دميان التأكيد على أهمية تطويرالتعليم الفنى وتذكر حكاية رجل أعمال زاره فى مكتبه وقت أن كان وزيرا للمالية طالبا منه النصيحة حيث يريد التبرع بعدة ملايين من الجنيهات، وهنا قال له الوزير صراحة: لا تقل لى أريد إنارة شارع أو إنشاء نافورة فى ميدان.. عليك فورا بمعهد فنى معتمد لتخريج عمال مهرة للعمل فى مصر أو بالخارج وفى الحالتين مصر هى الرابحة.