قلم على ورق

القوة الناعمة لـ 30 يونيو

محمد قناوى
محمد قناوى

9 سنوات مرت على قيام ثورة 30 يونيو والتى تخلصت مصر بفضلها من حكم جماعة فاشية كادت أن تقضى على ما تبقى من الدولة المصرية والتى شهدت حالة من التدهور عقب أحداث 25 يناير، لتبدأ مرحلة القضاء على التطرف والإرهاب والتى كانت تسير جنبا الى جنب مع مرحلة البناء وتأسيس الجمهورية الجديدة، وإعادة مصر لمكانتها الطبيعية فى قيادة المنطقة عربيا وإفريقيا، وأكدت على دورها السياسى والاقتصادى والاجتماعي، ولم تكن صناعة الفن المصرى بمعزل عن التأثيرات الكبرى لهذه الثورة البيضاء فقد استفاد الفن استفادة كبيرة وتحققت نهضة فنية، فقد أدركت الثورة منذ اللحظات الأولى أهمية الفنون وخاصة الدراما كأداة لتوصيل أفكارها وارائها للجماهير، واقناعهم بتوجهاتها الجديدة واعادة تشكيل الوعى، والذى كان قد تعرض لحالة من التغييب والتشويه المتعمدة، فتم وضع خطة لإعادة ضبط المشهد الدرامى، وبما يتناسب مع حرب الدولة ضد الارهاب، وأيضا معركة البناء والتنمية، فبدأت بخطة ضبط حالة الارتفاع الجنونى فى ميزانيات الأعمال الدرامية والأجور المبالغ فيها، ويمكن اعتبار عام 2018 هو البداية الحقيقية لحالة التغيير فى المشهد الدرامى من خلال تقديم أعمال تخاطب الوعى وتتناول قضايا مهمة، وخلال الثلاثة أعوام الأخيرة ظهر واضحا وجود خطة درامية متكاملة العناصر لتلعب الدراما المهمة الرئيسية فى تشكيل الوعى، وذلك من خلال تقديم أعمال درامية تبرز البطولات المصرية للجيش والشرطة فى مواجهة التطرف والارهاب، وكشف الخطط والمؤامرات التى تحاك ضد الدولة ومواجهة الغزو الفكرى لعقول الشباب فتم تقديم «الاختيار 1 و2 و3» و«هجمة مرتدة» و«القاهرة كابول»، و«العائدون» بالاضافة لأعمال درامية اخرى تناقش قضايا اجتماعية وحياتية حقيقية تساهم فى تشكيل الوعى وتعبر عن الواقع بشكل حقيقى، وعندما نجحت الدراما فى استعادة قوتها محليا، فرضت نفسها على الشاشات العربية وتصدرت الفضائيات العربية وكانت القنوات الفضائية العربية تعرض ما بين ثلاثة واربعة اعمال مصرية فى ظاهرة لم تحدث منذ سنوات طويلة لتؤكد على استعادة الدراما المصرية لقوتها وبريقها وريادتها عربيا ، وفى الوقت الذى نجح صناع الدراما التليفزيونية فى تعديل المسار، كان صناع السينما يسيرون على نفس «التراك» لإصلاح ما اصاب المنتج السينمائى من تراجع فكانت البداية بفيلم «جواب اعتقال» ثم «الخلية» ثم «الممر»وهوالفيلم الذى حقق نجاحا كبيرا ويجرى حاليا تصوير فيلم «السرب» والذى يتناول القصة الحقيقية لبطولات القوات الجوية المصرية فى الثأر للمصريين الذين اغتالتهم يد داعش بليبيا ، كما شهدت صناعة الفن تطورا ملحوظا على مستوى التكنيك والاداء جعل منها صناعة حقيقية.