اللواء شاهين أنقذ البيان التاريخى «دستورياً».. ورفضنا اقتراح «النور» بمقابلة «مرسى» بعد غياب «الكتاتنى»

القرار| محمود بدر: «30 يونيو» حوّلت مشروع حسن البنا لمجموعة ضباع تنهش بالدولة

محمود بدر خلال حواره مع «الأخبار»
محمود بدر خلال حواره مع «الأخبار»

فى الذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو العظيمة، يكشف النائب محمود بدر أحد مؤسسى حركة تمرد وعضو مجلس النواب، «كواليس» جديدة حول الثورة، وما دار من مناقشات خلال اجتماع القوى الوطنية يوم 3 يوليو 2013م قبل إعلان البيان التاريخى لعزل نظام الإخوان من الحكم.. وأكد «بدر» أن 30 يونيو أهم وأعظم الإنجازات التى أظهرت عبقرية الشعب المصرى، وأشار إلى أن القيادة السياسية الواعية استطاعت أن تُحقق الكثير من أهداف الثورة.. كما أوضح أنه يعكف حالياً على تأليف كتاب يؤرخ كل ما شاهده وعايشه خلال تلك الفترة، يتضمن جديداً لم يظهر للنور من قبل.. وإلى نص الحوار:

■ عندما تقترب ذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة يشعر الجميع بالفخر، كيف تصف لنا شعورك مع اقتراب الذكرى التاسعة للثورة؟
إن ثورة 30 يونيو من أهم وأعظم إنجازات الشعب المصري، هى أعظم الإنجازات التى أظهرت عبقرية شعب مصر، حيث نجح فى الحفاظ على دولته ونقل مصر من حالة الفوضى واللادولة إلى حالة الاستقرار والدولة الحقيقية. نجحنا فى ثورة 30 يونيو أن نسترد ونستعيد الدولة المصرية مرة أخرى بفضل شعبها وجيشها. وكلما تقترب ذكرى ثورة 30 يونيو نعود للمقارنة بين ما قبل 30 يونيو وما بعدها، كيف كانت مصر قبل 30 يونيو وكيف أصبحت بعدها، كيف كانت مصر فى محاولة انهيار وإسقاط الدولة بالكامل قبل 30 يونيو وما أصبحت عليه الدولة المصرية من استقرار وثبات مؤسسات الدولة وإعادة بنائها.

■ كانت ثورة 30 يونيو بداية سقوط جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر والعالم العربي، واستطاعت الثورة أن تكشف خطر الجماعة ليس على مصر فقط وإنما على المنطقة برمتها .. هل هناك احتمالات لعودة الجماعة الإرهابية للحياة السياسية من بوابة المعارضة؟
ثورة 30 يونيو كانت نهاية مشروع حسن البنا - مؤسس الجماعة - فى مصر والعالم العربى كله، وتحويله لمجرد مجموعة من «الضباع» التى تحميها مخابرات خارجية تنهش فى الدولة المصرية. مشروع حسن البنا انتهى إلى مجموعة من «النخاسين» متواجدين فى دول خارجية لمن يدفع أكثر، ليكونوا سلاحاً فى يد أى أحد ليخربوا فى الدولة المصرية والوطن العربى بشكل عام. لكن الأعظم والأهم أن الشعب المصرى اكتشف هذه الجماعة الإرهابية على حقيقتها وأطاح بها، وإطاحة الشعب المصرى بها كانت نموذجاً يحتذى به فى الدول العربية بعد ذلك بإرادة شعبية خالصة، فمصر النموذج الذى يحتذى به الجميع فى العالم العربي.

إقرأ أيضًا | ثورة 30 يونيو| تقرير إنجازات الحماية الاجتماعية فى مصر عام 2022-2021

لقد نجحنا فى القضاء على هذا التنظيم بشكل كبير داخل مصر، لكن يجب أن نستمر فى الحفاظ على هذا، وأن نعلّم الأجيال القادمة خطر هذه الجماعة، حتى لا تأتى فى غفلة من الزمن ويلموا شتاتهم كما حدث فى عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. فلابد أن نستمر فى كشف خطر الجماعة، ويجب أن تعرف الأجيال الجديدة خطورة هذه الجماعة، وأن جماعة الإخوان الإرهابية خارج السياق الوطنى بالكامل.
وأقول لبعض الأصوات التى كانت تتحدث عن مشاركة الإخوان فى الحوار الوطني، إنه لا يمكن لقوى غير وطنية أن تشارك فى الحوار الوطني، فجماعة الإخوان صفحة طواها الشعب المصرى من تاريخه.

■ حدثنا عن مشاركة حركة «تمرد» فى بيان 3 يوليو 2013م لتحرير مصر من قبضة جماعة الإخوان، وكواليس ذلك اليوم التاريخي؟
 فى يوم 3 يوليو 2013م، تلقيت اتصالاً هاتفياً من العقيد أحمد محمد على المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة وقتها، للمشاركة فى الحوار مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع وقيادات القوات المسلحة، وكنت وقتها فى مؤتمر صحفى بمقر جريدة «الوطن»، وبعده اتجهنا إلى مقر القيادة المشتركة حيث اجتماع القوى الوطنية. ودارت المناقشات خلال الاجتماع حول ماذا سيحدث والرؤية للمستقبل، وتم الاتفاق عقب الاجتماع على خارطة طريق تتضمن عزل محمد مرسى وتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلى منصور رئاسة الجمهورية لفترة مؤقتة لحين انتخاب رئيس جديد.

وخلال هذا اليوم، كانت هناك اقتراحات تم النقاش حولها قبل إلقاء البيان التاريخي، من بينها اقتراح حزب النور - وكان ممثله فى اجتماع القوى الوطنية جلال مرة الأمين العام للحزب - أن يتوجه وفد إلى محمد مرسى للحديث معه، وتم رفض هذا المقترح، وكان رفضه نابعاً من رفض محمد سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة المشاركة فى اجتماع القوى الوطنية عن جماعة الإخوان، حيث أجرى اللواء محمد العصار - رحمه الله - اتصالاً هاتفياً بالكتاتنى لمدة 20 دقيقة وحاول إقناعه بالمشاركة، إلا أن الكتاتنى رفض الحضور وقال إن هناك قرارا لجماعة الإخوان بعدم المشاركة فى هذا الاجتماع وأى قرارات ستنتج عنه لن تعترف بها الجماعة .. كما تم طرح فكرة الاستفتاء على بقاء محمد مرسى خلال اجتماع 3 يوليو، ودارت المناقشة حول أن الأفضل هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وقد استمع الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع وقتها، لكل آراء المشاركين فى الاجتماع بكل أريحية، وتحمل كل ما قلناه فى النقاش، وكان يستمع بشكل كبير جداً للشباب وكان يعطيهم الفرصة دائماً فى الحديث.. وقد تضمن بيان 3 يوليو «وقد قرر المجتمعون» حتى تكون مسئولية مشتركة بين كل القوى الوطنية المشاركة فى هذا الاجتماع .. وقمنا بتسجيل البيان، ثم شاهدناه مباشرة على التليفزيون كأنها المرة الأولى، وانهمرت من أعيننا دموع الفرحة والنصر وإحساسنا أن الشعب المصرى كله فرح بإنجازه الكبير.

■ وهل هناك مواقف أخرى حدثت فى يوم 3 يوليو لم تُعلن من قبل؟
حزب النور كان يرفض أن يوقف العمل بالدستور، وبعد أن انتهينا من كتابة بيان 3 يوليو النهائي، دخل اللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع للشئون القانونية والدستورية وقتها، على الحضور فى اللحظات الأخيرة، حيث كان يراجع البيان من الناحية القانونية، وقال اللواء شاهين حينما دخل: «يافندم .. متكتبش تعطيل العمل بالدستور فى البيان .. وإذا مكتبناش دى ممكن أى محامى يرفع قضية، وبموجبها تلغى المحكمة الدستورية كل هذه القرارات المكتوبة فى البيان باعتبارها غير دستورية، إذا لم يتم تعطيل العمل بالدستور».. وبالفعل تم كتابة أول بند فى بيان 3 يوليو «تعطيل العمل بالدستور».

■ حدثنا عن الكتاب الذى تعكف على تأليفه حالياً حول ثورة 30 يونيو، وهل سيتضمن جديداً حول الثورة لم يُكشف من قبل؟
كنت أدون ملاحظات ويوميات منذ أن بدأنا حملة تمرد، ودونت يومياً كل ما حدث فى ثورة 30 يونيو وبيان 3 يوليو وما بعد ذلك من أحداث، وقررت منذ فترة أن أؤلف كتابا يوثق تلك المرحلة، وأعكف حالياً على كتابته وصياغته، وسأوثق خلاله أحداث حركة تمرد وثورة 30 يونيو وما بعدها يوماً بيوم بكل ما حدث وكل ما تعرضنا له من مساعدات ودعم من كل المصريين أو ما تعرضنا له من ضغوط.
وقد شجعنى على هذه الخطوة بشكل كبير، الكاتب الصحفى ياسر رزق -رحمه الله-.. وأتمنى أن يخرج للنور العام المقبل فى الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو العظيمة.