عُمّار التحرير يتحدثون عن أيام الظلام والنور: الخوارج كانوا هنا

محررة «الأخبار» مع أحد الباعة بالتحرير
محررة «الأخبار» مع أحد الباعة بالتحرير

ما أشبه الليلة بالبارحة حين اتخذ المصريون بقيادة سيف الدين قطز قرارًا تاريخيًا بالدفاع عن البلاد ومواجهة التتار، ووقوف الشعب خلف السيسى فى قراراته المصيرية يوم 3 يوليو لتخليص البلاد من همجية الإخوان.


هنا.. فى «التحرير»، تدفق المصريون كالأمواج ضد بطش الإخوان وطغيانهم، وملأوا الشوارع الجانبية لميدان الثورة يوم ٣٠ يونيو؛ ليعلنوا التمرد على نظام إرهابى احتل مصر لمدة عام كامل شهد فيه عُمار التحرير ما يحدث من فظائع لأعضاء جماعة الدم الذين مارسوا هوايتهم فى التخريب والتدمير.


الأهالى وأصحاب المحلات الموجودة فى محيط «التحرير» يحكون لـ«الأخبار» ما شاهدوه من حراك شعبى بدأ فى ٢٥ يناير عام ٢٠١١، وامتد إلى ثورة ٣٠ يونيو.


يجلس محمد صبحى بين الكثير من عبوات الحلوى وعلب السجائر داخل «كشك» فى ممر يطل على ميدان التحرير عاش مراحل ثورة ٢٥ يناير ويتذكرها بقوله: «كانت أياما مظلمة لا يصل إليها النور»، وصف الإخوان بالشياطين، وقال: بلطجية كانوا يتزاحمون فى الممر بأسلحة بيضاء وعبوات مياه النار، ويجبرون الناس على الهروب من أمامهم، وكنا نبيع لهم لنشترى أرواحنا، على عكس ثورة 30 يونيو التى كنا نشعر فيها بالأمن والطمأنينة، ورغبة الثوار فى التغيير نحو الأفضل.


ويتذكر حسين سالم، صاحب شركة سياحة بميدان التحرير، كواليس ثورة العنف قائلًا: «الإخوان جعلونا نبقى فى بيوتنا خوفًا على أنفسنا من البلطجة التى لم أرها من قبل»، بعد أن أغلقوا الشوارع، وهم يفتشون المارة ويسرقونهم، ما جعل الناس يعيشون حالة رعب ويبكون بقلوبهم على وضع مصر.

 


وبجانبه يحكى مهندس كمبيوتر عن أيام الإخوان السوداء، قائلًا: «والله كنت أشعر أننى أشاهد فيلم رعب خياليا وأتمنى الانتهاء من مشاهدته»، أما مصطفى أحمد - صاحب مقهى يطل على الميدان - قال: عندما كنت أريد الدخول إلى «قهوتى» يمنعنى بلطجية الإخوان بطريقة مهينة، وأتعرض للضرب إذا حاولت الاعتراض، حتى جاء اليوم الموعود ٣٠ يونيو لأستنشق الهواء بصدر رحب، وأنا آمن على تفسى وممتلكاتى.. واختتم: «شكرًا يا ريس جعلتنى أعيش وأرى مصر تعود شمسها الذهب بين دول العالم.


أما سامح، صاحب كشك بشارع محمد محمود المتفرع من الميدان التحرير، فقد تعرض لصدمة كبيرة فى أحداث ثورة 25 يناير وهو يشاهد محل رزقه يحترق بلهيب وغدر الإخوان ويقول: «لا يوجد فى قلوبهم رحمة، كانوا يريدون أخذ البضاعة بدون مقابل وعندما اعترضت ضربونى وأشعلوا النيران فيه، واحترق قلبى معه، وفى المقابل شاهدت فى ثورة 30 يونيو الشعب المصرى الأصيل الذى يريد مساعدتنا بأى طريقة ولا يهاب الإخوان».


ويحكى السيد مصطفى، بائع الصحف والجرائد، كيف أكل علقة موت من الإخوان عندما قام بإسعاف ضابط شرطة يدافع عن ممتلكات المواطنين، ويقول: كان هناك شاب فرنسى يشترى منى الكتب والصحف بصفة مستمرة، وعند علم الإخوان بمكان سكنه تهجموا عليه وسرقوا كل شىء معه وعندما تدخلت هددونى بسيف أبيض، واختتم: امتلأ قلبى بالفرح يوم ٣٠ يونيو الذى حلّت فيه البركة وزاد الرزق من عند الله.


وتسبب الإخوان فى بكاء ممدوح أمين (70 عامًا) بعد أن دمروا عربته الصغيرة التى يبيع عليها «أنتيكات»، ويقول: الإخوان أجبروا السياح على الهروب من الميدان خوفًا على حياتهم، وحبسوا السكان داخل منازلهم، وأرعبوهم وهم يتهجمون عليهم، وتذكر موفقاً قبل ١١ عامًا قائلًا: «كنت جالسًا فى مكانى ورأيت شابًا بيده هاتف غالى الثمن يهتف يسقط يسقط حكم المرشد، وجاء ٤ أشخاص من الإخوان وظلوا يضربونه ضربًا مبرحًا، وقاموا بخلع ملابسه وصوروه عاريًا، والحمد لله أن ثورة ٣٠ يونيو خلصتنا من هذا الجحيم.

 

رسائل القائد

«تكلفة مشروعات البنية التحتية فى مصر 400 مليار دولار، خلال 7 سنوات ماضية علشان نوصل لحالة رضا للمواطنين فى مصر، ومشروع حياة كريمة يكلفنا 40 مليار دولار، وهناك أسباب تاريخية متعددة جعلت أفريقيا متأخرة وإحنا منها».