أسامة الأزهرى: «30 يونيو» كشفت مؤامرة عزل مصر لصالح جماعة متطرفة

د. أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية  للشئون الدينية
د. أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية

يؤمن د. أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية بأن مصر سوف تظل حاملة لواء الإسلام والعروبة والمدافعة عن القيم والمؤتمنة على الشرع الشريف، وأن الشخصية المصرية حائط الصد ضد عمليات اختطاف الوطن من تيارات التخريب، وتشويه صورة الإسلام عبر جماعات الزور والبهتان.

وفى هذا الحوار لـ»الأخبار» يشير د. أسامة إلى ما فعلته ثورة 30 يونيو حيث فضحت مؤامرة عزل مصر عن محيطها، والعلاقة المتينة بين الشعب وقواته المسلحة التى لبت النداء ولم تسمح بتهديد أمن المواطنين ودفعت الثمن من دماء شبابها وقادتها فى عمليات إرهابية غادرة.. وإلى نص الحوار 

فى رأيك ما هو أهم ما فعلته ثورة 30 يونيو؟

أظهرت حجم المؤامرة التى كان يتم الترتيب لها على يد تيارات العنف والتزوير لعزل مصر عن محيطها العربى والإفريقى لصالح فئة أجرمت فى حق الدين وفى حق الوطن، ويجب على المصريين فى الذكرى الثالثة لثورة الثلاثين من يونيو العمل على رفعة وطنهم.
وكيف يتم ذلك؟

بالعمل الجاد المتقن الذى يناسب طموحات الثائرين الذين يرغبون فى تحقيق مستوى أفضل لهم ولأبنائهم رغم التحديات الصعبة التى تواجهها مصر، ولا تقف المسئولية على الأفراد بل إن المؤسسات مسئولة عن تقديم مستوى يليق وحالة الحراك التى تشهدها مصر والمنطقة كاملة، وبهذه المناسبة نؤكد أن مصر ستظل حاملة لواء الإسلام والعروبة والمدافعة عن القيم والمؤتمنة على الشرع الشريف وهذا الدين جاء رحمة للعالمين، ونحن ندعو الدنيا إلى زيادة الإيمان والحفاظ على الأوطان.

يقع العديد من الشباب فى فخ الاكتئاب.. كيف تنظر إلى تلك المسألة؟ 

هناك جزء كبير فى حياة الإنسان خفى يتعلق بنفسيته ومعنوياته ومشاعره، إذا كان منشرح الصدر ترى حالة من الرضا والتفاؤل، وإن كان هذا الجانب النفسى معتلا فتراه يؤثر بالسلب على جسده، وقضية الاكتئاب مسألة فى غاية الخطورة قد تلحق به وبمن حوله الأذى، وعلينا أن نكون بجواره ونتكافل جميعا لإنقاذه، خاصة أن الهمّ والاكتئاب يهدمان الإنسان ولو كان جبلا قال تعالى فى كتابه الكريم «إِنَّمَا النَّجْوَى» مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ»..

كل حزن بداخل الإنسان يدخله فى حالة عدم الاتزان والمشكلة أن يستسلم له.

والحل؟

وعلينا أن نتوكل على الله ونعتمد على الله عز وجل أن ينجينا من المحن والكرب والهم ونأخذ بالأسباب فى مواجهة اليأس وعلى المكتئب أن يتمسك بأى بادرة نور فى المحنة التى يواجهها قال تعالى: «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَلَا فِى أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِى كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ» كل صدمة معنوية فى حياة الإنسان من ورائها خير لم تأت عبثا ولا نغرق فى الحزن ونجعله يأخذ وقتا أكبر نعتصم بالله ونسلم له أمورنا ونقول «اللهم إنى عبدُك، وابنُ عبدِك وابنُ أمتِك، ناصيتى بيدِك، ماضٍ فىّ حكمُك، عدلٌ فىّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك، سميتَ به نفسَك، أو علمته أحدًا من خلقِك، أو استأثرت به فى علمِ الغيبِ عندك أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبى، ونورَ صدرى، وجلاءَ حزنى، وذهابَ همى وغمي».

عادت فتاوى تحريم فوائد البنوك من جديد على السطح.. كيف تراقب تلك المسألة خاصة فى ظل ظهور عمليات النصب على المواطنين بواسطة «المستريحين»؟

فتاوى تحريم إيداع الأموال فى البنوك أمر خطير وله مردود خطير على كافة المستويات الدينية والاقتصادية والاجتماعية، وعلماء الأزهر ودار الإفتاء قتلوا المسألة بحثا، وفتاوى تحريم فوائد البنوك المنتشرة على الإنترنت أحد أسباب انتشار عمليات النصب، إذ تشيع بين الناس حالة من النفور والتخويف، وكل من يفكر فى فتوى أو سؤال يرجع لمحرك البحث جوجل، والهواتف المحمولة  فى أيدى الصغير قبل الكبير، وللأسف أغلب النتائج الأولى لمواقع سلفية تحرم التعامل مع البنوك وعلى المؤسسات الدينية أن تتدارك هذا الأمر، ونحن كمؤسسات علمية أزهرية فى حاجة إلى تطوير كبير فى خدمة المنصات الإلكترونية، ونقول: إن أموال فوائد البنوك حلال وهى ليست ربا وحرام كما يدعى البعض ومسمى قروض فى القانون كان خطأ والمسمى الصحيح هو تمويل وليس قرضاً.

كيف تابعت مؤتمر مركز سلام لمواجهة التطرف؟

مؤتمر مركز سلام الذى عقدته دار الإفتاء المصرية له أهمية كبيرة، وهدفه تجميع الجهود المبذولة فى قضية التطرف فى نطاق عمل مؤسسى، خاصة أن العمل المؤسسى يتوافر فيه الإمكانيات والقدرات المختلفة، وعقد شراكة مهمة مع مركز مكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة، وتواجد مصر مع الأمم المتحدة فى مكافحة الإرهاب أمر فى غاية الأهمية ودليل على الريادة للدور المصري؛ إذ أن مصر هى قلب العالم الإسلامى، ومن تتحدث فى المنتديات الدولية باسم العالم الإسلامى بأسره، والتحصين والوقاية هو أهم ما يسعى المركز لتطبيقه.  والأمر الثانى أن مواجهة الإرهاب واجبة لتحقيق مقاصد الشريعة، وينبغى أن نشارك العالم حولنا فيما يشغلنا من هموم، لننتهى من هذه القضية ونساهم مع العالم فى قضية التنمية المستدامة وقضية المرأة والطفولة، وبناء الحضارة ومواجهة الفوضى الأخلاقية وغيرها.

شاركت مؤخرا فى مؤتمر زنجبار.. لماذا تنزانيا؟

 شاركت بالفعل فى مؤتمر دولى لمئوية الإمام العلامة القاضى الحبيب أحمد بن أبى بكر بن سميط باعلوى، والتقيت خلالها مفتى الدولة وكبار علمائها وزرت مركز تاريخ علماء شرق إفريقيا بالإضافة إلى المشاركة فى أكثر من مجلس علم ومباحثة مع علماء تنزانيا واليمن وكينيا..

كان استقبالا فى غاية الحفاوة من مفتى زنجبار فضيلة الشيخ عمر صالح الكعبى، والتقيت مفتى جزر القمر فضيلة الشيخ أبو بكر بن حسين وزير خارجية الدولة سابقا، وهذا الرجل عالم جليل درس علوم الشريعة واشتغل بالقضاء والعمل الدبلوماسى وهو المفتى الرسمى للدولة ويكن لمصر حبا لا يوصف ويكن للزى الأزهرى اعتزازا كبيرا. وحضر المؤتمر حوالى 150عالما من 8 دول أفريقية..  

وتواجدى باعتبارى ممثل الجانب المصرى فى الشرق الإفريقى يؤكد على عمق العلاقة بين الأشقاء الأفارقة، وهو أيضا فرصة للتقارب والتواصل، خاصة أنى وجدت شغفا كبيرا من الحضور للتواصل مع مصر والاستفادة من خبراتها ومن حب الأفارقة لمصر.

كيف؟

أضرب لك مثالا- مفتى جمهورية إريتريا إبراهيم بن عمر درس فى الأزهر وأقام 15 سنة، ولما رجع وتقلد منصبه كان لا يخطب الجمعة ولا يدرس ولا ينشر فى إريتريا إلا اسم «مصر الحبيبة»، حتى إن الناس هناك اعتقدوا أنّ هذا هو اسم الحقيقة.. حضورنا لهذا المؤتمر كانت له رسالة أردنا منها ان نقول للأفارقة إننا معكم ونفرح بما تفرحون به ونقدر قيمة العلماء الذين أنجبتهم بلادكم وتركوا بصمة كبيرة، ونقول للأفارقة: سنظل ظهرا لكم إلى يوم الدين.

كيف تلقيت خبر عرض كتابك «الحق المبين فى الرد على من تلاعب بالدين» فى الصحافة الهندية بعد 7 سنوات من صدوره؟

نعم بالفعل عرض كتاب (الحق المبين)، فى (جريدة ماتربومي) وهى الصحيفة الرسمية اليومية  الشهيرة فى كيرالا جنوب الهند، لا سيما وقد صدرت ترجمة (الحق المبين) إلى تلك اللغة (الماليالم) أو المليبارية قبل عدة سنوات، وكما ذكرت سابقًا هدفنا سرعة الإنجاز والفراغ من مواجهة فكر التطرف هناك قضايا أخرى كثيرة نريد التفرغ لخدمة علوم الشرع وبيان مقاصده العظمى فى عبادة الله، وتزكية النفس، وعمران الأرض، ونشر الأمان، وتعظيم العلم، والأخلاق، وحفظ الأنفس والعقول، وابتغاء الدار الآخرة، وتعظيم شعائر الله جل جلاله.

رسائل القائد

«التهديدات التى تواجه أمننا القومى تجعلنا نحرص على امتلاك القدرة الشاملة للحفاظ على مكتسباتنا، وما يدور حولنا من أمور بالغة الخطورة يتطلب من المصريين أن يكون على قلب رجل واحد، وعقيدة مصر احترام الآخر واتخاذ ما يلزم لحماية حقوقها ومكتسباتها التاريخية».

الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو 

إقرأ أيضاً|«الأزهرى» يشارك فى فيلم «المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون»