حبر قلم 

محمد عبيد يكتب ..العلماء والناس

محمد عبيد
محمد عبيد

أتعجب مما يدور على مختلف وسائل الإعلام عندما ترك علماؤنا الاجلاء مشاكل المجتمع ، والتي لا حصر لها وعلي رأسها البطالة والجهل وعدم الإخلاص في العمل والغش وكثرة الطلاق خاصة المتزوجين حديثا وكميات القضايا في المحاكم التي لا تعد ولا تحصى ، والقتل في الشارع جهارا ، كلها فواجع لو نظرت إليها لوجدتها تحتاج إلي نشأة محافظة وتقويم منذ الصغر وضمير حي وحسن أخلاق ووازع ديني ومعاملة كريمة ، يفتقدها كثير من شبابنا .

في نفس الوقت يدخل علماؤنا الاجلاء صراعا في وسائل الإعلام المختلفة على فرضية الحجاب ، انتهت مشاكل المجتمع التي لا حصر لها وبقيت مشكلة الحجاب ، هل هذا إسلامنا !!! أصبحنا في العام 2022 والجدل لا ينتهي عن الحجاب وفرضيته ، رغم انه لا يسمن ولا يغني من جوع ، أمور لا محل لها من الإعراب في هذا الزمان ، بدلا من الجدل الدائر، لو كلف كل عالم فاضل نفسه لوجد الإجابة بسيطة من وجهة نظري المتواضعة والتي ليس لها قيمة وهي كيف تتواجد المرأة داخل الحرم !!! أعتقد إجابة تنهي اي جدل ، والأبسط من هذا هل يعود الحجاب علينا بالنفع او بالضرر أم يعود على صاحبته ، مسألة لا تحتاج كل هذا العناء والصخب الإعلامي الذي يلهث وراء نسبة المشاهدات، "الترافك" !! .

لو سخر علماؤنا الاجلاء وقتهم في النصح وإيجاد حلول لمشاكل المجتمع وربط الدين بالدنيا ، والله لأصبح حالنا أفضل وصار شبابنا أقوم وأنفع لبلادنا واختفت أمور كثيرة ، لكن للأسف العلماء وكلامهم في واد والناس في واد آخر، وهو ما أحدث فجوة كبيرة في التواصل بين العلماء والناس ، وأصبح اللجوء إلى عالم الدين أو الشيخ بالمسجد أمرا بعيد المنال، ولا يتم ذكره في أي مجلس ، وعلي الأزهر الكيان العظيم وأيضا وزارة الأوقاف التصدي لهذه الحملات وربط الدين بالدنيا خاصة في خطبة صلاة الجمعة ، واستغلالها في شرح وتقويم ما يحتاجه الناس خاصة الشباب الذين يحتاجون إلى شرح لأصول دينهم والإجابة عن الأسئلة التي تدور في أذهانهم .


محمد عبيد • [email protected]