مذكرات ماري منيب.. كيف انتقلت من لبنان إلى مصر؟

ماري منيب تمسك قلمها لتكتب مذكراتها
ماري منيب تمسك قلمها لتكتب مذكراتها

في عام 1954، قدمت مجلة الجيل الجديد مذكرات بطلة الكوميديا على المسرح والشاشة في مصر الفنانة ماري منيب؛ حيث كتبتها للتاريخ بأسلوبها الطبيعي الذي تتحدث به والذي تمثل به على المسرح وتسحر به قلوب الملايين في السينما.

 

وحكت ماري منيب قصتها قائلة: «سيداتي وسادتي المحترمين: أنا هحكي لكم تاريخ حياتي من أول ما أمي اتجوزت أبويا لهذه اللحظة اللي أنا فيها اتولدت في بيروت في 11 فبراير يعني في تاريخ ميلاد الملك السابق»، بحسب ما نشرته مجلة الجيل الجديد في 11 يناير عام 1954.

 

وروت ماري منيب: «كان حقي أنكر تاريخ ميلادي ولكن أنا ست صريحة وما أعرفش أكذب فبقول الحق وأمري إلى الله، وقد ولدت سنة 1905 من غير مغالطة طبعًا لأن شخصيتي اللي بمثلها على المسرح عايزاني أكون كبيرة، ثم إني الحمد لله متجوزة ومخلفة وولادي كبروا وبقيت جدة وده شئ يفرحني فأصغر روحي على إيه؟ وربنا يخليني ويخليكم».

 

اقرأ أيضًا| والدة ماري منيب.. «قنبلة ضحك» تتخطى كوميديا ابنتها

 

وقصت ماري منيب جانبًا آخر من حياتها فقالت: «كان جدي أبو أبويا الله يرحمه من عائلة نصر.. أما أمي فكانت من عائلة مسك، وسي بديع ( بديع خيري) الله يخليه ويطول عمره يرى أن اجتماع النصر والمسك في عائلة أبويا وعائلة أمي فأل كويس وفي الواقع العائلتين  دول من العائلات المعروفة في بيروت لغاية اليوم.. وأنا مش عاوزة أتكلم عن أصلي لأن أصلي الفني ما قد حصل وأصلك فعلك».

 

وأضافت: «وكان جدي أبو أمي - الله يرحمه - كمان نصر الله مسك صاحب بنك شركاء فيه هوه وأخواته.. وأبويا أتعرف بيه لأنه كان يشتغل في البنك بتاعه وطلب منه يد بنته اللي هي الست اسمها مسك.. اللي هي أمي - الله يرحمها ألف رحمة - وأتجوزوا بعض سنة 1900 وخلفوا أختي الكبيرة سنة 1903 وبعد سنتين حضرتي شرفت الدنيا».

 

ماري منيب.. من لبنان لمصر

 

وعن قصة الانتقال من لبنان إلى مصر، كتبت ماري منيب: «حصل إن أبويا سافر مصر عشان يتفسح لمدة 3 شهور ولكن الفسحة دي طالت الثلاثة شهور بقوا ستة والستة بقوا سنة وأمي يا قلبي بتقلي على النار ولا خبر منه ولا هيه عارفه طريقه فين؟.. ويظهر إن الراجل استطعم مصر وساب لبنان باللي فيها».

 

 

ومضت في روايتها: «وفي يوم من الأيام المسكينة يا كبدي قاعدة حزينة لا عارفة هو ميت ولا عايش إلا وجالها ناس قرابنا كانوا في مصر ولما سألتهم عن أبويا قالولها إنتي قاعدة بتعملي ايه هنا لوحدك يا خايبة؟.. روحي اتفرجي عليه في مصر.. ده داير على حل شعره.. ما كدبت خبر.. تاني يوم راحت موضبة شنطتها ولفعتني أنا وأختي على كتفها وجينا مصر».

 

وكتبت ماري منيب كذلك: «أول ما جينا نزلنا على بيت خال أمي فعرفت منه أن جوزها رجع بيروت ومن الصدف الغريبة إنها وصلت مصر يوم الإثنين وهو وصل بيروت في نفس يوم الإثنين ده.. وتطوع خال أمي إنه يقولها على حقيقة سلوك أبويا أثناء وجوده في مصر».

 

 

وتابعت: «عرفت أمي إن جوزها كان مستقيم في الأول وبعدين لافت عليه بنت من اللي بيقولوا عليهم باللغة العربية الفصحي (غانية) فقلبت كيانه وصرف عليها تقريبا ¾ القرشين اللي معاه وزاد الطين بله إنه أخد التهاب رئوي في البحر وهو راجع على بيروت».

 

اقرأ أيضًا| ماري منيب.. مأساة «كوميديانة» ارتبطت بزوج شقيقتها 

 

وزادت: «وفي الوقت اللي كانت أمي تستشير خالها ترجع بيروت أمتى جالها تلغراف إن أبويا توفي.. وأصبحت الصدمة صدمتين ويلها غربتها وويلها زوجها اللي مات وجالها شبه ذهول ورقدت في السرير.. كان أبويا سايب فلوس في البنك العثماني فاستولت عليه   البطرخانة وبقيت تصرف علينا منها لأنها كانت تشتري بفلوسنا عقار ونصرف من ريعها بدل ما ناكل من رأس المال نفسه».

ماري منيب الطفلة 

 

بين كلمات ماري منيب حتمًا ستجد الدموع تنذرف فخلف تلك الابتسامة والضحكة الصافية مرارة أيام طوال، إذ تقول: «في هذا الوقت ده كنت أنا طفلة وأول حاجة أوعى عليها في حياتي هي أمي وستي باللبس الأسود وباستمرار بيعيطوا وفي هذه الجو الحزين تفتحت عيناي على الحياة».

 

واستمرت ماري منيب في حديثها: «اختارت أمي مدرسة الراهبات وادخلتني فيها أنا وأختي نبيهة، وكانت أختي شقية وأنا كنت عكسها هادية وبسيطة وإنما هي كانت غبية والغباوة واخدة منها حدها، وكانت الراهبات دائما يذنبوا أختي».

 

وتوفيت ماري منيب في 21 يناير 1969 وذلك بعدما عادت من المسرح بعد أن أدت دورها في المسرح وكانت تُضحك الجماهير بل وكانت في الكواليس بمنتهى البهجة والصحة وخفة الدم وعادت إلى منزلها وقبل أن تذهب إلى حجرة نومها للراحة قامت بإطعام القطط والكلاب في منزلها ثم نامت حتى جاء زوجها وأولادها لإيقاظها من نومها ولكن كانت قد فارقت الحياة.

 

وكانت صدمة كبيرة ليست في منزلها أو أسرتها فقط بل في جموع الشعب المصري حتى أن الزعيم جمال عبدالناصر بكى عليها وأرسل مندوباً عنه في تشييع جنازتها التي كانت جنازة شعبية كبيرة حتى أن مسارح مصر أغلقت في يوم وفاتها حدادًا عليها.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي