كتب: عصام عمارة
التجارة «فن وشطارة».. حقيقة ترجمها أحد تجار البطيخ على أرض الواقع في محافظة الغربية؛ حيث منح كل «بطيخة» لمحة من الزمن الجميل؛ حيث تحمل كل واحدة اسمًا لفنانة أو فنان من نجوم الخمسينيات والستينيات.
محمد الصعيدي أحد تجار البطيخ في طنطا، بات واحدًا ممن يحفظون كل بطيخة بصورة واسم فنان مشهور، مفتخرًا بحرصه على مزاج الزبون فـ«أكلة البطيخ فن ومزاج لا غنى عنه»، وهو ما يحرص عليه بعد خبرة طويلة في هذه التجارة.
فكرة لاقت رواجا كبيرا بين المواطنين الذين حرصوا على الذهاب للشراء منه واختيار البطيخة باسم الفنان أو أحد المشاهير الملصقة صورته عليها، لدرجة أن زبائنه يأخذون ثمرات البطيخ وتناولونه على أنغام مطربهم المفضل، وكل بطيخة لها مواصفات محددة حسب الفنان.
اقرأ أيضًا| قرية نجريج «العالمية».. «الياسمين» الذي سبق محمد صلاح لأوروبا
ولعل أبرز الفنانين والفنانات الذين قص عم محمد صورهم ووضعها على ثمرات البطيخ كل من شادية وأم كلثوم وفيروز وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وإسماعيل ياسين ومحمد عبدالوهاب وجميعهم يمثلون الطرب الأصلي وتم وضع صورهم على البطيخ الأعلى سعرا تعبيرا عن الأصالة والأعلى مذاقا وجودة.
ابتكار جديد صار فيه تاجر طنطا على خطى بائعي التمور والبلح في شهر رمضان، والذين اعتادوا تسمية كل نوع بأسماء المشاهير من الفنانين ولاعبي كرة القدم في مصر والعالم، والتي تحظى برواج مميز للغاية.
ابتسامة هادئة وإبداع بلا حدود وصل إليه الحاج الصعيدي، بدأه باحترام تاريخ الفن المصري ثم احترام للزبون كل عام من خلال مصارحته بطبيعة الثمرة من حيث الحجم والطعم والتي يحددان السعر ثم تسهيل المهمة عليه في الاختيار حسب شهرة الفنان وقوته فأم كلثوم تعد الأعلى سعرًا والأكثر تميزًا في الطعم.
ولكون التجارة فن أيضًا فيعمل محمد الصعيدي على تنظيم عملية البيع والشراء من خلال التواجد ليلا بعيدًا عن حرارة الصيف بينما يتولى أبنائه خلال فترات النهار عملية البيع والشراء مع الالتزام بكافة التعليمات التي وضعها ورسمها لهم من الابتسامة في وجه الزبون وعدم خداعه.