من أجل «سُمعة مصر».. يحيى حقي يكشف تفاصيل «خناقة» كاريوكا وهيوارد 

سوزان هيوارد
سوزان هيوارد

في خمسينيات القرن، تحولت تحية كاريوكا من راقصة ممتازة إلى مؤلفة محترفة؛ حيث اتضح أن كل ما نشرته في الصحف المصرية وما قالته في الإذاعة عن اشتباكها في مشاجرة عنيفة مع الممثلة الأمريكية سوزان هيوارد غير صحيح.

 

حينها نشرت تحية كاريوكا في الصحف المصرية أنها لعنت أجداد سوزان هيوارد لأنها قالت لها إنها صهيونية وإنها لن تحضر حفلة الفيلم المصري في مؤتمر كان، بحسب ما نشرته جريدة الأخبار في 4 يونيو عام 1956.

 

وأعادت تحية كاريوكا هذه القصة في ميكروفون الإذاعة في مجلة الهواء وفي سهرة صوت العرب، فيما أعلن يحيى حقي مدير مصلحة الفنون ورئيس بعثة الفيلم المصري إلى مؤتمر كان أن كل ما قالته تحية ليس صحيحا من أوله إلى أخره وأنها لم تقل شيئًا لسوزان وأن سوزان قالت له شخصيا: إنني أحب مصر لأنني أعلم أني نجمة محبوبة فيها.

 

وكانت أيضا تحية كاريوكا قد أذاعت أنها قابلت داني كاي وأنه قال لها إنه صهيوني وإنه لم يقبل الحضور إلى مصر، فيما أعلن يحيى حقي أن تحية لم تقابل داني كاي لسبب بسيط هو أن داني كاي حضر إلى كان بعد سفر كاريوكا.

 

يحيى حقي أكد أن تحية كاريوكا غررت بالرأي العام، وأها ورطت معها الصحف المصرية وأن موقفه كمدير مصلحة الفنون يستدعيه ليصلح هذه الأوضاع التي تمس سمعة مصر الاجتماعية والسياسة.

 

ولم يكتف بذلك بل تمسك بأنه لا يصح إطلاقا أن تقف تحية كاريوكا أمام إحدى دور السينما، لافتًا إلى أنه سيعمل على منعها من اتخاذ مثل هذا الموقف، وأنه ليس صحيحا أن سينما مترو قد عدلت من عرض الفيلم الذي تقوم ببطولته سوزان وأنها ستعرض هذا الفيلم.

 

وتكلم أيضا رمسيس نجيب منتج فيلم شباب امرأة، الذي كان يعرض في مؤتمر كان والذي كان يلازم تحية كاريوكا في كل خطواتها، عن أنه دهش عندما قرأ ما نشرته كاريوكا في الصحف وعندما سمع أحاديثها في الراديو.

 

ومضى في حديثه: «لقد كنت مع تحية عندما التقت بسوزان وكنا مدعوين لحضور حفلة البعثة الأمريكية، وسبقنا إلى هناك الأستاذ يحيى حقي رئيس البعثة المصرية والأستاذ صلاح أبو سيف المخرج وكنت في انتظار سيارة خاصة تنقلني أنا وتحية إلى مكان الحفلة فلم تكن ملابس تحية مناسبة أن تركب سيارة تاكسي وصلنا متأخرين عن الموعد 10 دقائق وكانت سوزان  هناك وقدم منظم الحفلة تحية إلى سوزان قائلا: أقدم لك الممثلة المصرية مس كاريوكا وسلمت عليها وتبادل أمامي بعض العبارات المجاملة».

 

 ثم سلمت أنا على سوزان هيوارد وسلمت تحية على الباقين وكذلك فعلت، وكل هذا تم في ثوان معدودات وسط زحام عنيف لا يستطيع الإنسان أن يتكلم أو يتحرك إلا بصعوبة، ولا أذكر على الإطلاق أن تحية التقت بسوزان في أية مناسبة أخرى.

 

اسمها الحقيقي «بدوية تحية محمد علي النيداني كريم»، من مواليد مدينة الإسماعيلية، وقد بدأت في ممارسة الرقص والغناء والتمثيل وهي في سن صغيرة كموهبة وسافرت إلى القاهرة هربًا من تعذيب أخيها وتعرفت على الراقصة سعاد محاسن.

 

ثم ذهبت إلى بديعة مصابني بعد سفر الراقصة سعاد محاسن إلى الشام وحينها اكتشفتها الراقصة بديعة مصابني وانضمت إلى فرقتها عام 1935 وبعد ذلك توجهت إلى السينما والمسرح بمساعدة سليمان باشا نجيب الذي قام بمساعدتها وتنميتها ثقافيًا وسياسيًا.

 

توفيت تحية 19 سبتمبر عام 1999 عن عمر يناهز الـ84 عاماً إثر تعرضها لجلطه رئوية حادة بعد عودتها من رحلة العمرة وقد تبنت الفنانة الكبيرة بنت صغيرة عندما كانت في السبعين من عمرها وكانت دائمًا تمازح أصدقائها بقولها إنها أنجبت وهي في السبعين، وقد أوصت إحدى صديقاتها المقربات بأن تتولى رعاية البنت الصغيرة بعد وفاتها.


 
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم