حمدي رزق يكتب: أفواه وأرانب

حمدي رزق
حمدي رزق

أفواه وأرانب فيلم مصرى، من إخراج هنرى بركات، وبطولة فاتن حمامة ومحمود ياسين وفريد شوقى، يعالج الفيلم قضية الانفجار السكانى.. مبكرا.
نعمة «فاتن حمامة» تعيش مع شقيقتها الكبرى وأسرتها المكونة من زوجها السكير «عبد المجيد» وأولادهم التسعة، يعمل فى السكة الحديد ولايكفى أسرته، ولكنه يخلف عيال ويرميهم فى الشارع ،الفيلم من إنتاج عام ١٩٧٧، عندما سجل عدد سكان مصر قفزة هائلة تنذر بعواقب وخيمة، بلغ عدد السكان وقتها ٣٦.٦ مليون نسمة ، قبل أن يتضاعف العدد إلى ٧٢.٨ مليون نسمة عام ٢٠٠٦ ثم إلى ٩٨ مليون نسمة عام ٢٠١٨، ليصل نهاية الأربعاء الماضى «٢٢ يونيو» إلى ١٠٣.٥ مليون نسمة .

الساعة السكانية تدق فى الأذان، نصف مليون نسمة خلال ١٢٠ يومًا الأخيرة فقط، منها ربع مليون خلال ٦١ يومًا، ثم ربع مليون نسمة زيادة يوم الأربعاء الماضى أى خلال ٥٩ يومًا، بمعدل زيادة يومية ٤.٢ ألف نسمة، تقريبا ٣ أطفال فى الدقيقة !!

أرقام مفزعة، تنذر بكارثة وطنية، تجاوزنا وصف الأزمة، فى الأزمة يكون هناك القدرة على التدخل ودرء آثارها بينما فى الكارثة فيكون التدخل لتخفيف الآثار الناجمة عنها، والأزمة قد تتطور عندما لا نعترف بوجودها ولا نتعامل معها بالشكل السليم ستتحول إلى كارثة، والكارثة تولد الأزمات التى نعانيها الآن. .

سمها ماشئت، ولكن مصر بهذا المعدل المنفلت فى الزيادة السكانية مقبلة على كارثة محققة، الساعة السكانية ليست للفرجة والإشارة حمراء فى طريق المطار ، ولكنها ناقوس خطر يدق عاليا، لينذر قوما، فهم غافلون.

أخشى سنصل يوما إلى أرقام تفوق قدرة الدولة على الاستيعاب، أخشى أن تجوع الأرانب، مواردنا محدودة، والرقعة الزراعية تتزايد بالتيلة، وتوليد فرص العمل بشق الأنفس، ومتوالية الجوائح والحروب تحش وسط الاقتصاد الوطنى .

صيغة «أفواه وأرانب»، والأب «عبد المجيد» المغيب عن الوعى تماما، مغيب عن صرخات «نعمة» الفصيحة، بح صوتها ولا مجيب، أخشى «لقد أسمعت لو ناديت حيـًا.. ولكن لا حياة لمـن تنادى»، فوق الخيال زيادة ربع مليون نسمة فى ٥٩ يوما، أقرب لتحضير قنبلة سكانية ستنفجر فى وجوهنا جميعا.