فيلم «‏Jurassic World Dominion».. يكتب شهادة وفاة أشهر أفلام الديناصورات

فيلم ‏Jurassic World: Dominion
فيلم ‏Jurassic World: Dominion

إنچى ماجد

تذكرنا بعض المشاهد في فيلمJurassic World: Dominion” بأفلام المغامرات الرومانسية الأمريكية في فترة الثمانينيات مثل “Romancing the Stone”، حيث تضع الظروف شخصين في موقف محفوف بالمخاطر، ليبدأ الحب حينها في الظهور بينهما، وفي أوقات أخرى تشعر كأن الفيلم شديد الشبه بفيلم “Godzilla”، حيث تتواجه الحيوانات المفترسة العملاقة في لحظات خاطفة للأنفس، وفي أوقات ثالثة نجد أنفسنا وسط قصة تجسس دولية، على غرار أفلام جيمس بوند أو بورن، حيث الخطر الكامن في كل زاوية تحيط بأبطال الفيلم، وحتى يكتمل ذلك الكوكتيل الفريد من نوعه، كان لابد من وجود مشاهد لمطاردة بالدراجة نارية والطائرة، ولم تنس مؤلفة سيناريو الفيلم إميلي كارمايكل إضافة التوابل الرئيسية على القصة، بوجود تكتل قوي يتسبب في دمار بيئي، ولا يوجد شخص قادر على إيقافه، كل ذلك بدافع الرغبة في الهيمنة العالمية والثروة الفاحشة.

يحتوي فيلم Jurassic World: Dominion”” على جميع تلك العناصر وأكثر، ومع ذلك لم يكن مميز في أيا منها، حيث ينتقل بشكل شديد السخونة والسرعة من موقع إلى آخر، ومن عنصر فني إلى آخر، ليأت هذا الفيلم بمثابة شهادة وفاة لواحدة من أكثر السلاسل السينمائية جماهيرية وتميزا في تاريخ هوليوود.

 

تدور أحداث الجزء الجديد بعد أحداث فيلم “Jurassic World: Fallen Kingdom “، الذي عرض عام 2018، حيث أصبح العالم يعيش في حالة من الفوضى، وكيف لا وقد صارت الديناصورات تتجول بحرية في أنحاء الكوكب، مفترسة من تقابله في طريقها من غزلان، وفي أحيان أخرى بشر، وبالمقابل صارت الديناصورات أهدافا من قبل الصيادين الذين يمسكون بهم ويبيعونهم لتحقيق أرباح كبيرة، وبعيدا عن تلك الفوضى يعيش مروض ومدرب الديناصورات “أوين جرادي” - ويلعب دوره النجم كريس برات - ومديرة العمليات السابقة في جوراسيك وورلد “كلير ديلينج” - وتلعب دورها برايس دالاس هوارد - يعيشان معا في الغابة، وبصحبتهما الفتاة “مايسي لوكوود”، ولمن لا يتذكرها فهي الحفيدة المستنسخة للسير الراحل “بنجامين لوكوود”، والتي كانت تحت رعايته حتى وفاته، قبل أن يتولى مسئوليتها “جرادي” و”كلير”، وتعيش “مايسي” أزمة هوية أكبر من تلك التي يواجهها معظم المراهقين، وهي أنها فتاة مستنسخة قد لا يتقبلها الكثيرون.

 

وعلى جانب آخر، نشاهد أسراب ضخمة من الجراد المعدل وراثيا - والذي يصل حجمه لحجم القطط الوحشية - يدمر المحاصيل في العديد من الولايات الأمريكية، لكن هذا الجراد الفتاك لم يلمس مطلقا الأراضي الزراعية التي تستخدم نوعا معينا من البذور التي تنتجها شركة “Biosyn”، وهي شركة هندسة حيوية عملاقة. 

لنكتشف بمرور الأحداث أن وجود تلك الشركة بدافعها في الهيمنة العالمية، أهم بكثير من وجود الديناصورات نفسها، وأن إعادة إحياء شخصيات سابقة من الجزء الأول للسلسلة، كان أيضا دافعا قويا ومؤثرا لتقديم ذلك الجزء من الأساس، حيث تعود العالمة “إيلي ساتلر” عالمة النباتات القديمة الشهيرة، مع “الدكتور آلان جرانت” عالم الحفريات الشهير الذي يعمل بمفرده ولا يزال لديه مشاعر نحو “إيلي”، وأخيرا “الدكتور إيان مالكولم” خبير نظرية الفوضى والذي أصبح نجما لموسيقى الروك.

 

ويتم لم شمل الثلاثة من جديد بعدما يتلقى كل من “إيلي” و”آلان” دعوة لزيارة منشأة Biosyn”” في سلسلة جبال “دولوميت” في شمال إيطاليا، وهي المنشأة البحثية التي صارت كذلك ملجأ للديناصورات، والذي قام بدعوتهما هو “مالكولم” الذي تم تعيينه مؤخرا كمستشار للرئيس التنفيذي للمنشأة.

 

ستعاني كمشاهد من تسلسل الأحداث بالفيلم، فالمشاهد غالبيتها ليست إلا صراخ وركض متواصلين هربا من الديناصورات، كما أن مشاهد الأكشن جاءت فقيرة للغاية في تصميمها، حتى وإن كانت المؤثرات البصرية في أفضل حالاتها، وبين الحين والآخر تتصادف شرارات كوميدية عابرة، لكن الشيء السخيف حقا هو إصرار مخرج الفيلم كولين تريفورو على إسترجاع عناصر درامية من الجزء الأول، وهي العناصر التي تشعر وكأنها مقحمة ولا مبرر لها سوى اللعب على نقطة “النوستالجيا”.

 

كان فيلم “Jurassic Park” الأصلي لعملاق الإخراج ستيفن سبيلبرج - الذي عرض عام 1993 - عبارة عن مغامرة صيفية ممتعة ومثيرة بشكل مذهل، وكانت تجربة حابسة للأنفاس بالفعل، رغم أن المؤثرات البصرية وقتها لم تكن بالجودة الموجودة الآن، لكنه ظل عمل له جاذبيته الخاصة، حتى مع الأجيال التى لم تعاصره، أما “Jurassic World: Dominion” فلن يتذكر أحد أحداثه بعد أشهر من الآن.