طمعًا في قطعة أرض زراعية l قتلوا ابنى قدام عينى

الضحية
الضحية

إسلام عبدالخالق

شهدت قرية منزل حيان التابعة لنطاق ودائرة مركز شرطة ههيا في محافظة الشرقية جريمة قتل بشعة، راح ضحيتها شاب في ريعان شبابه، فيما أصيب والده بجروح كادت أن تودي بحياته هوَّ الآخر؛ لا لشيء إلا لأن الأسرة كان قدرها أن تُجاور من لا يرحم، والحديث هنا عن المتهمين الذين أنهى أحدهم حياة «محمد» بدماءٍ باردة لأجل نزاع كان سببه قطعة أرض زراعية تسببت في خلافات ما بين الجانبين قبل فترة ليست بالقليلة، وهدأت الأمور، لكن النيران في قلب الجناه لم تهدأ وظلت مُستعرة.

 

«خطفوا ابني مني».. كلمات موجعة خرجت على لسان «ماهر» والد الاب ضحية جيرانه، منوهًا والدموع تملأ عيناه بأن الجناه لم يكفهم اعتياد التعدي عليهم مرارًا بالضرب، لكنهم يوم الواقعة أنهوا حياة ابنه وقتلوه شر قتلة: «زهرة عمري راح مني.. دم ابني روى الأرض بعد المتهمين ما ضربوني أنا وأمي».

 

وأوضح الأب المكلوم، خلال حديثه لـ«أخبار الحوادث»، قائلا: أن الخلافات سابقة بينهم والجناه: «في بيننا قضايا بسبب الأرض من سنين، وسبق وكسروا دراع أمي وعملنا قعدة عرفية قبل كده والحق طلع ليا والقعدة حكمت لي بـ 50 ألف جنيه حق، لكن مدخلتش الفلوس بيتي وعطيتهم لأهل الخير.. منهم لله فوضت أمري لرب العباد يجيب حق ابني القتيل غدرا».

 

 

الجريمة

«بعد ما اشتروا أرض ولاد عمه طمعوا في أرض أبوه، وكانوا كل فترة يضربوا ابننا وضربوني لأن ذنبنا رفضنا نبيع لهم أرضنا التي نأكل من خيرها».. كلمات قالتها «عايدة علي السيد» جدة الشاب المجني عليه، موضحةً؛ أن حفيدها راح ضحية استقواء الجناه عليهم طيلة الفترة الماضية، قبل أن تضيف: «المشاكل بدأت من حوالي 4 سنوات، وقتها ولاد عم محمد لسه بايعين أرضهم للمهتمين اللي كانوا طمعانين في أرض ماهر ابني (أبو محمد)».

 

وأردفت الجدة خلال حديثها لـ«أخبار الحوادث»: «من ظلمهم كانوا بيضربونا وكل فترة يضربوا ماهر وضربوني وكسروا دراعي ومركبة شرايح ومسامير علشان ابني غلبان وبيفتروا عليه.

التقطت «أمل عبدالله» والدة المجني عليه، أطراف الحديث، لتؤكد لـ«أخبار الحوادث» أن ما حدث كان صدمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى: «خطفوا ابني من حضننا ومات قدام عنينا.. كنا واقفين في الأرض علشان نضم البرسيم اتفاجئنا بموتوسيكلين واللي راكبينهم معاهم شوم وأسلحة عمري ما شوفتها قبل كده»، مضيفة: «دخلوا علينا وقالوا لابني محمد إنت جيت، وقتها جريت على محمد علشان أحوش عنه ضربوني على رجلي بالشوم مقدرتش أجري أبعدهم عن ابني».

 

انهارت الأم في البكاء قبل أن تُضيف: «ابني جري يهرب منهم مسافة كبيرة لكنهم لحقوه في أرض الأرز واللي مع المتهم إسلام حاصروه والمتهم قتله بسنجة»، لافتةً إلى أن ابنها فور نقله إلى المستشفى ذهبت رفقته، وهناك أمسكت بيده: «لما مسكت إيد ابني وهوَّ في المستشفى اتوجع، بقول له مالك يا حبيبي قال لي كسروا دراعي ياماما، بعدها تعب جامد وطلب مني يشرب ميه قبل ما يفارق الحياة.. أنا مش طالبة غير القصاص من اللي قتلوا ابني».

 

البداية كانت بتلقي الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الشرقية، إخطارًا يفيد بورود إشارة من مستشفى الزقازيق العام بوصول المدعو «محمد ماهر»، 22 عامًا، مُقيم في قرية منزل حيان التابعة لنطاق ودائرة مركز شرطة ههيا، جثة هامدة متأثرًا بإصابته بطعنة نافذة في الظهر.

 

بالانتقال والفحص تبين من التحريات الأولية مقتل المجني عليه على يد عدد من جيرانه في الحقل بسبب خلافات سابقة بينهم ووالده على قطعة أرض زراعية، وأثناء وجود المجني عليه في الحقل اعتدى عليه الأشخاص الأربعة المتنازعون مع والده بواسطة سلاح أبيض «سنجة»، وطعنهم أحدهم طعنةً نافذة في ظهره أودت بحياته.

جرى نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى الزقازيق العام، وبالعرض على جهات التحقيق صرحت بالدفن عقب الانتهاء من الصفة التشريحية، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها وكيفية حدوثها، فيما ألقت الأجهزة الأمنية في مركز شرطة ههيا القبض على المتهمين الأربعة، وبالعرض على جهات التحقيق قررت حبسهم على ذمة التحقيقات، والإبقاء على قوات ملاحظة أمنية أمام مسكن المتهمين خشية حدوث أية تداعيات من جانب الطرفين.