للزعيم تاريخ يحيمه: عادل إمام صوت للشعب أم للحكومة؟

عادل إمام
عادل إمام

كتبت: أحمد سيد

«هل عادل إمام صوت للشعب أم للحكومة؟».. سؤال أثار حالة من الجدل الواسع مؤخرا، ويحتاج إلى إجابة واضحة، خاصة أن مشوار عادل إمام الفني مليء بالأعمال الفنية، سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح التىي ناقشت العديد من القضايا السياسية والإجتماعية.. «أخبار النجوم» طرحت هذا السؤال على عدد من النقاد وكانت إجاباتهم كالتالي..

 

«أعماله تعبر عن الشعب، هذا ما يجب تأكيده، ومن يكذبني يعود لمشاهدة أفلامه ومسرحياته ومسلسلاته وسيتأكد من كلامي، نحتاج فقط إعادة مشاهدة لها»، بهذه العبارة تحدث المخرج عمر عبد العزيز، عن عادل إمام، مصنفا له كفنان للشعب، وليس بوقا للسلطة.. عمر سبق وأن عمل فترة شبابه حينما كان مساعد مخرج مع عادل إمام في أفلام «المحفظة معايا» و«البعض يذهب للمأذون مرتين» و«قاتل مقتلش حد» و«خلي بالك من جيرانك» و«غاوي مشاكل» و«رجل فقد عقله» وكلها أعمال كوميديا إجتماعية تناولت مشكلات الناس بمختلف طبقاتهم. 

 

ويضيف عمر: «عادل إمام طوال فترة عمله الطويلة كان منحاز للشعب، خاصة في الفترة التي أصبح يصنع ثنائيات مع كتاب ومخرجين متميزين أمثال شريف عرفة ونادر جلال وسمير سيف ووحيد حامد ويوسف معاطي.. وهنا نعود لفكرة أن العمل الفني عمل جماعي، أي لا ينسب أي فيلم أو مسلسل أو مسرحية لبطله فقط، بل هناك فريق عمل من مخرج ومؤلف ومنتج، فلماذا نصنف تلك الأعمال أنها تعبر فقط عن رأي عادل إمام، فحتى أغنية العمل والتي هي جزء من التعبير عن فكرته، هي صناعة مؤلف وملحن وموزع موسيقي، حتى ولو غناها البطل».

 

حرية

أما المؤلف بشير الديك فيقول عن تجربة عادل إمام الفنية: «عادل أكثر الممثلين الذين ظل محافظا على مكانته لفترة طويلة، ومازال مستمرا حتى الآن، وعلى مدار مشواره الممتد لأكثر من 50 عاما، لديه العديد من الأعمال الفنية المهمة في تاريخ السينما، والتي كان فيها منحازا للشعب، ولا يمكن أن تقول أنه إنحاز للسلطة أو الحكومة، وإن كان من حق أي ممثل أو فريق عمل أن يقدم ما يراه من وجهة نظره، ويعبر عن فكره واتجاهاته». 

 

ويضيف الديك: «لابد أن نتقبل الرأي والرأي الآخر حتى وإن كان عادل إمام صوت السلطة، فهذا أمر لا يعيبه، وله الحرية الكاملة، وعلى الفكر المختلف معه أن يقدم أعمالا تعبر أيضا عن فكرة، وليس مهاجمته، لكنني مقتنع أن عادل صوت الشعب، وقدم أعمالا تنحاز للمجتمع، لذلك حقق جماهيرية كبيرة، وهو ما لم يستطع ممثل آخر أن يحققه».            

 

تصنيف غير مقبول

بينما يقول الناقد نادر صلاح الدين: «لم أرى في أي دولة ما يحدث الآن في مصر، فلا يوجد بالخارج تصنيفات للفنانين، ولم نسمع أن ممثل يصنف على أنه صوت الشعب وآخر صوت الحكومة، فكل ما يقال من العار أن يتردد من الأساس، وأنا ضده تماما لأن كل شخص له حريته فيما يفعله، والغريب أن هناك فنانين كانوا لديهم توجه سياسي واضح لكن لم يتم تصنيفهم بهذا الشكل، مثل الراحل حمدي أحمد الذي كان يميل إلى اليسار، لكنه لم يتأثر في أعماله أيضا بتوجهه السياسي والفكري». 

 

ويوضح صلاح الدين: «الممثل سواء كان مع السلطة أو الشعب أو له أي توجهات سياسية أخرى فهي حرية شخصية، ولا يمكن أن نقيمه على هذا الأساس، وإذا افترضنا أن عادل إمام قدم أعمالا كان فيها صوت السلطة، فهو حر، ولا يمكن محاسبته أو توجيه اللوم له، وأن كنت أرى أنه من خلال أعماله كان منحازا للشعب وليس الحكومة أو السلطة، فلا يمكن أن ننسى أعمالا كانت معارضة لسياسات الحكومة وناقدة لها، مثل (طيور الظلام)، الذي أتهم فيه بشكل مباشر الحزب الحاكم أنه سببا رئيسيا في الفساد». 

 

ويضيف نادر: «ما يتردد الآن عن عادل إمام ليس بجديد، فهو يقال منذ سنوات طويلة، وتحديدا منذ التسعينيات، وتكرر مع ثورة يناير، وفي كل مرة نرد بنفس الردود ونثبت العكس، فكيف ننسى كل مرة أعمل مثل (الإرهاب والكباب) و(النوم في العسل) و(الإرهابي)، وكلها أعمل تنحاز  للشعب، وتاريخه الفني الطويل الذي ناقش أوجاع ومشاكل وقضايا الفقراء».   

نقطة تلاقى

يرى الناقد طارق الشناوي أن عادل إمام له أفكاره السياسية المعروفة، والتي تظهر في بعض الأعمال الفنية، وتخدم بشكل مباشر أو غير مباشر السلطة، لكنه في نفس الوقت عبر عن الشعب، وانحاز له، لذلك فهو حقق المعادلة الصعبة، ويصنف بأنه فنان شعبى وصوت الحكومة أيضا، وعندما ترى أعماله الفنية وتحديدا «اللعب مع الكبار» و«طيور الظلام» و«الإرهاب والكباب» و«النوم فى العسل»، فهذه الأفلام جمعت بين الثلاثي عادل إمام ووحيد حامد وشريف عرفة، وجميعها تنحاز للشعب، لكن عندما يتم تمريرها من قبل السلطة تصبح أعمالا تتم بموافقة الحكومة، حتى ولو دخلت في معارك رقابية ليتم تنفيذها، خاصة أن وحيد حامد كان يجيد التعامل مع الأجهزة الرقابية، حيث يقدم شيء مباشر، ويخفي شيء آخر، لذلك صنف البعض تلك الأعمال بأنها محاولة لـ(التنفيس) عن الناس في ظل الضغوط اليومية التي تمارس عليهم». 

 

ويضيف الشناوي: «عندما قدم فيلم (السفارة في العمارة)، أعترض وزير الداخلية وقتها، حبيب العادلي، على تصويره، مما أضطره لمحاولة الحصول على الموافقة من رئاسة الجمهورية مباشرة، مع إجراء تعديلات في السيناريو، وهذا يعني أنه لا يقدم أعماله بعيدا عن موافقة الدولة، لكن هذا لا يعني أنه ليس صوتا للشعب، أو لا يعبر عنه، بل أن ملتقى لصوت الشعب والحكومة معا».

 

فنان للشعب

الناقدة ماجدة موريس تختلف في الرأي مع الشناوي، حيث تقول: «عادل إمام قدم كثير من الأعمال التي تظل محفورة في وجدان المشاهد العربي، ومعظمها عبرت عن الشعوب العربية، وهناك كثير من الأعمال تؤكد هذا الأمر، أبرزها (الإرهاب والكباب) و(طيور الظلام)، وهما هاجما السلطة والحزب الحاكم، لذلك لا يمكن أن نطلق عليه صوت الحكومة، وهذا التصنيف غير واقعي، لأن الفيلم يصنع بفريق عمل كامل، وليس بطله فقط، ويلتقي هذا الفريق في نقاط وأفكار محددة، ليقدموا عمل فني مناسب ومرضي لهم».