مصر توحـد الصف العربي| مبادرات اقتصادية لتحسين حياة الشعوب

إحدى القمم المصرية - العراقية لبحث التعاون بين البلدين فى كافة المجالات
إحدى القمم المصرية - العراقية لبحث التعاون بين البلدين فى كافة المجالات

كتبت : أمانى عبد الرحيم

فى الوقت الذى يعيش فيه العالم جملة من الأزمات السياسية والاقتصادية بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، وما أسفرت عنه من حالة التخبط الاقتصادى والاستقطاب السياسى.. قامت مصر من خلال ثقلها الإقليمى بين الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، بإبراز قيمة «التعاون العربى - العربى» عن طريق حزمة من الإجراءات والتحالفات مع الدول الشقيقة لتخطى الأزمة وإعلاء المصلحة العامة للمنطقة . 

وبدأت مصر رحلتها نحو التعاون العربى الأشمل من خلال التحالف الثلاثى بين مصر والأردن والعراق، والذى حمل اسم تحالف «المشرق الجديد»، ثم تقارب أوسع مع الجزائر، وتونس، والذى يعد حجر الاساس فى التعاون فى شمال إفريقيا، مع التركيز وتوسيع شراكات قديمة وعميقة مثل التحالف مع الإمارات والسعودية وإعادة بناء علاقات متزنة مع قطر. 


ويقول موقع « بروكينجز» الأمريكى والمعنى بالقضايا الخاصة بالشرق الأوسط إن تحالف مصر مع الأردن والعراق الهدف منه اقامة علاقات اقتصادية وسياسية قوية بين تلك الدول ولكنه بدا واضحا بأنه أثمر عن تحالفات عربية أكبر وأوسع وأكثر تأثيراً على المنطقة .

كانت قادرة على حل خلافات لم يكن من المتوقع أن تحل . ففى لقاء الاشقاء الثلاثة فى العراق عام 2019 وهى الزيارة الاولى للرئيس عبدالفتاح السيسى للعراق، واول زيارة لرئيس مصرى لهذا البلد منذ 30 عاماِ، تم التطرق الى قضايا حساسة تشغل المنطقة.

وبعده بفترة وجيزة تمكنت العراق من التقارب مع السعودية وايران، والذى على أثره اتخذ السعوديون خطوات ملموسة فى السنوات الأخيرة لبناء علاقة ذات مغزى مع جارتهم الشمالية، مثل إعادة فتح حدودهم فى نوفمبر الماضى للمرة الأولى منذ عام 1990. الأمر الذى لفت أنظار الغرب وخاصة الولايات المتحدة لما قد تقوم به هذه التحالفات . 


وهناك ايضاً مبادرة «الشراكة الصناعية»، والتى جمعت بين مصر والأردن والإمارات، والتى تحمل أهدافاً مشتركة، أهمها تعزيز التعاون والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى العمل من خلال هذه التحالفات على تجاوز الخلافات عبر تعظيم المصالح المشتركة، مما يحقق قدراً من الاستقرار الإقليمى.


ففى مبادرة «الشراكة الصناعية» التى انطلقت فى أبوظبى مؤخراً، بمشاركة رئيس الوزراء مصطفى مدبولى، لم يتم التركيز فقط على التعاون الاقتصادى والصناعى بين البلاد، وانما تم التركيز على مهمة تعزيز العمل العربى المشترك، حيث شملت النقاشات أزمات جديدة.

وعلى رأسها التغيرات المناخية، وتفشى الأوبئة، والتنمية المستدامة التى لم يعد نجاح تحقيقها مقصوراً على الخطة الداخلية للدولة . وهو ما يعكس بوضوح اهمية العمل المشترك بين مصر والاًشقاء العرب على مختلف نواحى الازمات التى تواجهها جميعاً. 


وتعد محاولات العديد من القوى الدولية، للتقارب مع العرب، بفضل الوضع الجديد للمنطقة واضحة تماماً فى السنوات الأخيرة، وآخرها المنتدى العربى الإسبانى، والذى شاركت الجامعة العربية فى فعالياته، حيث يهدف فى الأساس إلى توسيع التعاون مع الدول العربية، عبر «بيت العرب»، وهو ما يجسد رغبة إسبانية أوروبية، فى اقتحام تلك المنطقة، عبر الحوار والتعاون والتنسيق.

وهو ما يمثل امتداداً لمحاولات أخرى كبيرة، سواء من قبل الصين واليابان، فى صورة منتديات للتعاون الجمعى، من جانب، أو توطيد العلاقات مع الدول على المستوى الفردى، وهو ما يعكس الحاجة الملحة لتلك القوى لتعزيز علاقاتها مع محيطها الدولى، من أجل دور أكبر فى النظام العالمى الجديد .


ومن أبرز القضايا التى تتمسك القاهرة باستكمال دورها فيها الخلافات الليبية-الليبية. وهو تحرك مكثف خاضته مصر منذ بداية الأزمة فى ليبيا مع المجتمعين الإقليمى والدولى لدعم العملية السياسية ووقف جميع صور الاقتتال الداخلى بالإضافة إلى رسم خطوط حمراء أمام التدخل الخارجي..

فعندما لم تنجح برلين بإجراءات عملية، فكانت مبادرة القاهرة فى 6 يوليو 2020بحضور رئيس مجلس النواب الليبى عقيلة صالح وقائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى ورحبت كل الدول المهتمة بالشأن الليبى بهذه المبادرة وكذلك الأمم المتحدة.


كذلك مسار الحوار السياسى فى 9 نوفمبر كان بناء على بيان القاهرة، وفى الجانب العسكرى لم تحرز أى نتائج سوى بعد لقاء الغردقة فى مصر 28 سبتمبر، حيث تحققت انفراجة عملية قبل التوجه لجنيف فى 9 أكتوبر، وعليه تم فتح الأجواء بين الشرق والغرب وتبادل الأسرى لأول مرة فى 16 أكتوبر.


مصر نجحت، عبر القيادة السياسية، فى نقل الملف الليبى إلى المنابر الدولية، إلى جانب احتضانها اللقاءات المهمة التى أدت إلى تقريب مسار سياسى فعلى. 

 

اقرأ ايضا | خبير اقتصادي: مصر والسعودية صمام أمان المنطقة العربية