من الآخر

الحوار الوطنى.. وملفات الرياضة

د.أسامة أبوزيد
د.أسامة أبوزيد

دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الحوار الوطنى بين جميع فئات الشعب والانتماءات والتيارات الحزبية تعكس مدى ديمقراطية هذا الرجل وحرصه على الوصول إلى الأفضل، والاستماع لما يدور فى فلك جميع الاتجاهات.

المؤكد أن الحوار سيخرج أفكارا جديدة وسيعطى الضوء لقرارات كثيرة لن تكون مجالا للبحث والتفكير بل قرارات ستنفذ وربما تصلح من أمور كثيرة.
لابد أن تدخل الرياضة فى أجندة الحوار الوطنى.. لان هناك موضوعات تهم الشارع الرياضى.. وأمور وأزمات لابد من فتح ملفاتها.. ورغم مهام الرئيس الجسام وانشغاله الدائم فى إنهاء أزمات تعانى منها مصر منذ قديم الأزل.. أو بمعنى أدق «ورث» ثقيل إلا أن الرئيس قادر بإذن الله على الاستماع من أهل الرياضة على المشاكل التى تعانى منها الأندية والاتحادات والأبطال.

هناك ملفات وقانون على أبواب التعديل.. والرئيس عبدالفتاح السيسى يدرك جيدا مدى أهمية الرياضة.. ولن ننسى أبدا مقولته الشهيرة منذ سنوات وتحديدا فى 2014 عند الترشح للرئاسة.. قال إن الرياضة أمن قومى.

نعم الرياضة فى عهد الرئيس انطلقت بشكل كبير وحققت نتائج جيدة على المستوى الرياضى.. وحدثت طفرات إنشائية بمواصفات عالمية غير مسبوقة.. إلا أن الحوار فى وجود الرئيس أو كبير العائلة سيعطى إشارة بدء جديدة للاهتمام بالرياضة والصحة والرياضيين.

لن تتوقف محاولات اتحاد الكرة فى الاصلاح.. الهدف واحد والخريطة تحتاج إلى تعديل مسار.. والطريق لابد أن يمهد من أجل تحقيق الأفضل.

القصة ليست فى المدير الفنى القادم لقيادة المنتخب أو الحكام الذين يعانون الأمرين من متابعة المحللين فى الفضائيات أو المسابقات الخربانة فى قطاع الناشئين ودوريات القطاعات..الحدوتة كبيرة لأن الإهمال والورث والمجاملات لا تعد ولا تحصى فى ظل سنوات تولى فيها مسئولون عن إدارة الكرة المصرية لا يصلحون على الاطلاق، وكان كل ما يهمهم الشهرة والمصالح الشخصية.

أرى أن اتحاد الكرة لابد أن ينظر بجدية وصرامة إلى ملف اللاعبين وعقودهم التى أصبحت خيالية!!

أتذكر من سنوات عندما تعاقد أحمد فتحى مع الأهلى مقابل 4 ملايين جنيه تقريبا سنويا.. خرج سمير زاهر رحمه الله وكان رئيسا للاتحاد فى هذا التوقيت وقال بالحرف الواحد لابد من تحديد تسعيرة للاعبين!!

لم ينجح زاهر لضغوط الاحتراف وسباق الأندية على دفع المبالغ الخرافية التى تصيب المواطن العادى بالإحباط.. ولأن الأمر أصبح عرضا وطلبا.. وقد وصل الأمر إلى دفع الأهلى فى صلاح محسن الذى لم يلعب تقريبا مع موسيمانى وغيره 42 مليون جنيه.. القصة أصبحت وهما فى وهم!!

اتحاد جمال علام يستطيع أن يحدد سقفا فى ظل أن اللاعبين الذين حضروا من أندية كبيرة أو صغيرة إلى أندية أكبر لم «تلعلع» بينما زيزو لاعب الزمالك من احتراف خارجى عادى، أصبح أفضل لاعب فى مصر!!

النهاية أنه لا يوجد فروق كبيرة بين لاعبى الدورى أو فى مصر بصفة عامة.. الطفرات اختفت ولا يوجد محمد صلاح آخر.. ولذلك تخسر الأندية الكثير من المال أو تصبح فى النهاية عليها مديونيات بالملايين لخزينة «الجبلاية».

من يصدق أن الزمالك مديون بـ 78 مليون جنيه نتيجة لنسبة العقود وغيرها.. ومن يصدق أن الأهلى مديون بـ 25 مليون جنيه للجبلاية أيضا!!

فى بلدنا لا يوجد احتراف حقيقى لأن اللاعب غير متفرغ للكرة.. ربما يكون متفرغا للتدريب والخروج والحكاوى والبيزنس.. والنتيجة حالة الانهيار التى وصل لها المنتخب والمستوى المتواضع جدا الذى ظهر به الفريق أمام اثيوبيا وبعدها كوريا.. وهذا الأداء كان بمثابة الظلم للجميع ما عدا اللاعبين أنفسهم.. لأن الجيوب تظل عمرانة.. والعقود تصرف أولا بأول!!

شاهدت مداخلة تليفون لأحمد الشناوى حكم الكرة السابق مع الصديق العزيز الإعلامى البارز سيف زاهر..كان سؤال سيف عن ضربة جزاء مباراة الزمالك والبنك الأهلى التى احتسبت للأخير.. أجاب الشناوى بأن ضربة الجزاء صحيحة..

وعند جماهير الزمالك أن الشناوى ضد الأبيض على طول الخط!!
بعد أن أغلق الشناوى الاتصال.. تم الحديث مع جهاد جريشة الحكم الدولى السابق أيضا..

وكان السؤال بخصوص نفس القرار..أجاب جريشة وقال إنه اشتغل على اللعبة ما يقرب من ربع ساعة وتأكد أن ضربة الجزاء غير صحيحة على الاطلاق!!

ما يحدث يعتبر فعلا مهزلة وتزيد من التعصب خاصة أن هناك آراء لمحللين كبار ونجوم سابقين يتدخل فيها الحب والكراهية والانتماءات!!

نعم الحكام فى «ورطة» شديدة ويحتاجون المساندة.. وما يحدث فى الفضائيات من حروب وضرب فى رئيس اللجنة من أهل الكار الراغبين فى العودة للجنة أو رئاستها يؤكد أن هناك أشياء كثيرة «غلط».. لعل وعسى يأتى «الخواجة» ويصلح الأحوال!!