إبراهيم مدكور يكتب: مغارة الناشئين

إبراهيم مدكور
إبراهيم مدكور

بعصا سحرية فتح المخضرم فيريرا «مغارة الناشئين» في الزمالك، فأخرج منها «ذهبا أبيض» منح فريقه قوة غير عادية في المباريات القليلة الماضية، حتى أصبح واضحًا أن شيكابالا يسلم جيلا جديدا «الراية البيضاء».. نيمار وروقة الصغير ويوسف نبيه والبقية تأتي.

بعد تعادلهما، في القمة أربعة وعشرين بعد المئة، في مباراة كانت نسبياً متكافئة، فالأهلي امتلك زمام المباراة في الشوط الأول، والزمالك بفضل الداهية فيريرا وتغيراته في الشوط الثاني عاد للمباراة وسيطر عليها بمجموعة صغيرة من الناشئين «الذين قلبوا المباراة». 

لكن بعيدًا عن النتيجة وأيًا كان الانتماء، هناك أمر وجب الإشادة به والثناء عليه، وهو قطاع الناشئين بالقلعة البيضاء، بينما على الجانب الآخر هناك قطاع الناشئين في القلعة الحمراء الذي أثار العديد من التساؤلات.. «أين ولادك يا أهلي؟»

رأينا في الآونة الأخيرة، وتحديداً في آخر عامين أو ثلاثة، اعتماد الزمالك على أكثر من لاعب من أبنائه في التشكيل الأساسي، وأثبتوا قدرات عالية حتى أنّ بعضهم انضم للمنتخب الأول ليزدادوا خبرة من اللعب إلى جوار محمد صلاح ومجموعة المحترفين.

ولعل أبرز هؤلاء أحمد أبو الفتوح ومصطفى محمد المحترف حالياً في جالاتا سراي، وآخرون غيرهم معارون لمختلف الأندية حالياً مثل أحمد عيد وأسامة فيصل وحسام أشرف العائد مؤخراً.

وبخلاف هؤلاء، رأينا قبل أيام في لقاء القمة، وجوها أخرى غيرهم مبشرة، وهم: سيد عبدالله الشهير (نيمار)، ويوسف أسامه نبيه، وسيف فاروق جعفر، والذين أحدثوا الفارق، فور نزولهم الملعب.

هؤلاء اللاعبون الذين تم ذكرهم، قادرون على تمثيل الزمالك على أقل تقدير لعشر سنوات قادمة، ليس مجرد تمثيل، بل جعله على منصات التتويج.

ولا ننسى إمام عاشور الذي وإن جاز التعبير يعد أيضا من أبناء الفريق، لأنه تم التعاقد معه في سن صغيرة.. فكل التحية والتقدير حقيقةً لقطاع الناشئين بالزمالك، على كل هذه المواهب.

على الجبهة الأخرى، أفرج قطاع الناشئين بالأهلي عن عشرات الصور لاختبارات المتقدمين للنادي.. «كانت صور تفرح» لكن هذه الكتائب الصغيرة تكبر مع الوقت وتظل حبيسة ملاعب التدريب لا تجد لها فرصة بين الكبار، وفي النهاية يكون المصير إما توزيعها بـ«إعارات» لأندية الدوري المختلفة أو الرحيل إلى دوريات الصفين الثالث والرابع في أوروبا.. ببساطة «ما يحتاجه الأهلي يحرم على الإعارات والاحتراف».

صحيح أن الأهلي منح الفرصة على استحياء لكوكا ومصطفى شوبير وزياد طارق، لكن على أرض الواقع فإن مشاركتهم باستمرار تكاد تكون معدومة في وقت نجد كل لاعبي الفريق الأول، تم التعاقد معهم من أنديتهم بمبلغ طائلة، وبعضهم للأسف دون المستوى، والبعض الآخر تراجع مستواه بشكل مخيف، حتى أنه أصبح مرشحًا بقوة لمغادرة النادي قريبا.

قبل الختام.. ما أعنيه أن الزمالك فتح مغارة الناشئين وأخرج منها جواهر من اللاعبين الشباب، قادرة على تمثيل القلعة البيضاء لسنوات، والأهلي أيضًا قادر على ذلك لكنه يحتاج لمن «يغشش» الكابتن شطة وخالد بيبو «كلمة السر» لمغارة ناشئي الأهلي.

الفارق واضح.. فقط العين التي «تفرز وتستكشف وتجلب»، فالزمالك فارق مؤخراً عن الأهلي وبمسافة في الناشئين.. وهي تجربة تستحق الاحترام.. وعلى الأهلي أن يعيد حساباته.