عاجل

كنوز| ذكرى ميلاد مخزن أسرار نجوم الزمن الجميل

الرائد الإذاعى وجدى الحكيم
الرائد الإذاعى وجدى الحكيم

نشعل غدًا الشمعة 88 للرائد الإذاعى الكبير وجدى الحكيم فى ذكرى ميلاده، وهو أحد ألمع نجوم «صوت العرب»، وله إبداعات موقعة بصوته من خلال الميكرفون الذى لم ينقطع عنه حتى بعد تقاعده، فقد أسس شركة «استديو الحكيم» ليواصل إنتاج المسلسلات الإذاعية وبرامج المنوعات، والبرامج الحوارية للإذاعات العربية، واستديو مجهز بأحدث أجهزة التسجيلات الصوتية الذى استفادت منه شركات الانتاج وما يحتويه من مكتبة صوتية نادرة . 

ولد محمد وجدى حسن الحكيم فى 23 يونيو 1934 فى حى بسيط من أحياء «ملوى» التى كانت تابعة لمحافظة أسيوط قبل أن تنضم لمحافظة المنيا، عمل والده مدرساً للرياضيات، وأراد لابنه ان يسير على دربه ويرث منه المهنة، لكن وجدى رفض ان يرتدى جلباب والده، ولبى رغبة والدته التى أرادت ان تراه ضابطا، فالتحق بالكلية الحربية التى تركها بعد ٤٠ يوما، وتم قبوله بكلية الشرطة التى تركها سريعا ليلتحق بكلية الحقوق التى تعرف فيها على بليغ حمدى، وانتقل منها إلى كلية الآداب التى تعرف فيها على فؤاد المهندس ويوسف عوف وآخر من هواة الكتابة والتمثيل، حتى تخرج فى قسم الاجتماع عام 1953.

بدأ وجدى الحكيم رحلته مع الإذاعة من قلعة «صوت العرب» المؤثرة فى الفضاء الإذاعى العربى، لمع وتألق بصوته المميز فى رحلة حافلة مع الميكرفون لأكثر من 60 عاما تبوأ خلالها الكثير من المناصب، وقدم بصوته العديد من البرامج التى اشتهر بها، ومنها «أغنية اليوم - افتح قلبك - ليالى الشرق - إنى اعترف - ماوراء النجوم - أسماء وذكريات»، واتاح فى برنامج «منتهى الصراحة» حرية الرأى والرأى الآخر دون تجريح حفاظا على القواعد المهنية المعمول بها فى الإذاعة، وأبدع وجدى الحكيم فى الإخراج الإذاعى من خلال مسلسلات: «شنطة حمزة - وخطير جدا - وقول ياصبح - وأصل الحكاية - ورحلة حول العالم - وماما نور»، ولم تتوقف ابداعاته فى مجال المنوعات الغنائية التى تولى رئاستها فى «صوت العرب»، بل امتدت إبداعاته فى البرامج السياسية ومنها «أسماء فى الأخبار»، و «إنسان جديد».

وأُسند له تنظيم الحفلات الغنائية، لارتباطه بعلاقات وطيدة مع كبار المطربين بمصر والوطن العربي، فحققت حفلات «ليالى الشرق» التى نظمها بالقاهرة، والجزائر، والكويت، والعراق، والمغرب لمدة 18عاما نجاحا كبيرا، وأبدع فى تنظيم حفلات «أضواء المدينة»، وأشرف على «الليلة المحمدية»، و«ليالى الصهبجية»، وشارك فى لجان مهرجان تليفزيون الخليج فى الدورتين الخامسة والسادسة بالبحرين، ومهرجان جائزة الغناء العربى فى أبو ظبى، وانتج برامج منوعات لحساب الإذاعات العربية بالكويت وقطر وأبو ظبى وتونس والمغرب.

وعرف وجدى الحكيم بأنه صاحب الانفرادات الحوارية الحصرية مع كبار المشاهير، ويرجع له الفضل فى تميز «صوت العرب» على مستوى الوطن العربى ببرامج المنوعات الغنائية، وهو أول من أنشأ لجنة الاستماع الموحد على مستوى الإذاعة والتليفزيون، واكتشف الكثير من الأصوات الجديدة التى تبناها وساندها لتثبت وجودها .

حصل وجدى الحكيم على الجائزة الذهبية من اتحاد الإذاعة والتليفزيون عامى 1997و 2005، وجائزة العلوم والفنون من وزارة الإعلام، ودرع اليوبيل الذهبى لإذاعة «صوت العرب»، وجائزة المهرجان الرابع عشر للموسيقى العربية، وجائزة مسرح الخليج العربى، واهم جائزة حصل عليها هى جائزة احترام المستمع لصوته وحضوره الإعلامى المتميز، الذى أفرز مكتبة صوتية ثرية بالذكريات والحكايات مع قمم الغناء والموسيقى والفكر والفن والسياسة، ويحسب له أنه الإذاعى الرائد الأول والأخير الذى صبر 8 سنوات حتى فاز بتوثيق محطات من حياة أم كلثوم التى كانت ترفض الحديث أمام الميكرفون، لكن صبر وإلحاح الحكيم جعله ينفرد حصريا بهذا الكنز الإذاعى مثلما انفرد بحواراته مع «حليم»، وعبد الوهاب، ونجاة، ونزار قبانى، وسعاد حسنى، وعمر الشريف، وبقية نجوم الزمن الجميل، وهو من أقنع الشيخ النقشبندى بالتواشيح التى لحنها بليغ حمدى فقدم للمستمع روائع الإنشاد الدينى تلبية لرغبة الرئيس السادات، رحم الله نجم «صوت العرب» الذى رحل فى نفس شهر ميلاده، واسلم الروح فى لندن يوم 16 يونيو من عام 2014 . 

من صفحة «استديو الحكيم » 

إقرأ أيضاً|كنوز | 47 عاماً على غياب صاحبة الصوت الذى لا يغيب