في عيد الأب|المصري القديم ساعد زوجته في الأعمال المنزلية |صور

صورة من جدران معبد فرعوني
صورة من جدران معبد فرعوني

تحتفل العديد من دول العالم بيوم عيد الأب في 21 يونيو من كل عام و يأتي هذا الاحتفال لتكريم دور الآباء  وفي هذا السياق ترصد  بوابة أخبار اليوم دور الأب  في الحضارة الفرعونية .

يقول الدكتورمجدي شلبي كبير الأثرين بوزارة السياحة والآثار أن الحضارة المصرية القديمة كانت واحدة من الحضارات العظيمة الرائدة، التي امتلكت قيما ذات جذور ممتدة وتقاليد متأصلة، تحترم الأب بصفته رب الأسرة، فكان يختار الزوجة الجيدة ويعمل بجد ليوفر حياة سعيدة لأسرته ويختار أفضل الأسماء لأولاده ويصطحب أسرته في رحلات الصيد بالأحراش وخلال الأعياد.ولم يفرق في المعاملة بين الولد والبنت.

 في عيد الأب|المصري القديم ساعد زوجته في الأعمال المنزلية 

 

وأضاف د.مجدي شلبي أن كان الآباء في مصر القديمة يحظون بالطاعة والاحترام الكامل من جانب أبنائهم، وكان الأب هو رأس الأسرة وربها وحاميا لأطفاله ولزوجته، وكان يساعد زوجته في بعض أعمال المنزل مثلما تساعده هي في أعمال الزراعة والحصاد أحيانا.

وأكد كبير الأثرين أن لم تعرف حضارتنا ابنا خالف رأي أبيه، أي أنّها لم تعرف عقوق الأبناء للآباء، حيث كانت الروابط العائلية متأصلة في أذهان وعقول الناس الذين أعطوا لحياة الأسرة قدر عالٍ من التقدير والاحترام، حيث كان قدماء المصريين ينظرون للزواج باعتباره رباطا مقدسا، وكان للأب هيبته ومكانته التي كانت تصل إلى درجة التقديس، حيث كان الأبناء يصورون الولد يمسك عصا أبيه أو يقف ورائه والبنات راكعات خلفه، أو ممسكة لإحدى قدميه، أو تقدم له الزهور خاصة اللوتس.


وفى مناظر الملك أخناتون وزوجته نقرتيتى وبناتهم تلهو معهم ويداعبهم


وكان الأب في مصر القديمة حريصا على أن يقدم النصح لأولاده حيث عُثر على كثير من هذه النصائح، وبينها كلمات بتاح حتب: «ما أجمل أن يصغي الابن عندما يتكلم أبوه فسيطول عمره من جراء ذلك، إن من يسمع يظل محبوبًا من الرب، ولكن الذي لا يسمع يظل مكروهًا من الأرباب، فما أجمل أن يسمع الابن لأبيه».

الملك أخناتون وزوجته نقرتيتى


وكان الحكيم بتاح حتب يحذّر من عاقبة عقوق الوالدين، ووصف العاق بأنّه غبي، قائلا: «أمّا الغبي الذي لا يسمع لوالديه نصحًا ولا كلامًا فلن يلقى نجاحًا، وسيعرف الحُكام خلقه وسيموت وهو حي في كل يوم، وسيتجنبه الناس لكثرة مساوئه التي تتكدس فوقه من يوم إلى يوم».


 الحكيم «آني» نصح ابنه ببر والدته، مذكّرًا إياه بما فعلته من أجله منذ أن كان في أحشائها، فيقول: «أعد لأمك كل ما فعلته من أجلك، أعطها المزيد من الخبز واحملها كما حملتك، إنها حملتك ثقيلًا، وحين ولدتك بعد تمام شهورك حملتك على عنقها، وظل ثديها في فمك ثلاث سنوات، ولم تكن تشمئز من قاذوراتك، وأرسلتك إلى المدرسة كي تتعلم الكتابة، وفي كل يوم كانت تنتظرك بالخبز والجعة من بيتها، فإذا شببت وتزوجت واستقر بك الحال في دارك؛ فضع نصب عينيك كيف ولدتك أمك وكيف عملت على أن تربيك بكل سبيل، ولا تدعها تلومك وترفع كفيها ضارعة إلى الرب فيستجيب لدعائها».

 

الملك أخناتون وزوجته نقرتيتى


وكذلك بتاح حتب، نصح ابنه أيضا قائلا: «أوصيك بأمك التي حملتك، هي أرسلتك إلى المدرسة كي تتعلم الكتب، وهي تشغل نفسها بك طول النهار، وهي التي تعطيك الطعام والشراب من البيت، والآن وقد كبرت وتزوجت وأصبحت سيد بيتك، التفت إلى تلك التي ولدتك وزودتك بكل شيء، إنّها أمك، لا تدع لها فرصة للغضب عليك، لا تدعها ترفع يدها غاضبة بسببك لأن الرب سيسمع لها بلا شك».


وفي متون الأهرام نرى والدًا من عصر الدولة القديمة يحث ابنه على طاعة أمه، موضحًا أنّ طاعتها ستجعله ينال المناصب العليا، فيقول: (طوبى له من كان جادًا تجاه أمه، فهو جدير بأن يصبح جميع الناس له تبعًا)».


لا تُضحك ولدك وتبكيه على أمه


 وأوضح د.مجدي شلبي أن  هناك تعاليم الحكيم «عنخ شاشنقي»، قائلا: «لا تُضحك ولدك وتبكيه على أمه، تريد أن يعرف أهمية أبيه، فما ولد فحل من فحل (أي ما ولد رجل من غير أم)».

تعاليم الحكيم «عنخ شاشنقي

 


ويضيف شلبي إنّ بر الوالدين خُلق يفتخر به المصري القديم فها هو أحد الأبناء يتحدث مزهوًا بحسن معاملة والده وضعفه أمامه، قائلًا: «كنتُ عكاز الشيخوخة في يد أبي ما بقي على وجه الأرض، وكنت أروح وأغدو وفق أمره، ولم أخالف أبدًا ما قرره فمه، ولم أتعود أن أتطلع إليه بنظرات كثيرة، وكنت أطأطئ بوجهي حين يحدثني».


واختتم شلبي  أنّ المصري القديم لم يوص بطاعة الوالدين في حياتهما فقط، بل دعا أيضا إلى برهما حتى بعد مماتهما، وكان الحكيم «آني» يُحث على ذلك قائلا: «قدّم الماء لأبيك وأمك اللذين انتقلا إلى قبرهما في الصحراء، وإياك أن تغفل عن هذا الواجب، حتى يعمل لك ابنك بالمثل».

 

اقرأ ايضا :- الاحتفال بـ «يوم الأب العالمي» بطرق مختلفة حول العالم