الانقلاب الصيفي اليوم .. شمس الظهيرة تتعامد على 6 معابد في مصر

الانقلاب الصيفي على 6 معابد في مصر
الانقلاب الصيفي على 6 معابد في مصر

يصادف اليوم  الانقلاب الصيفي الشمالي 21 يونيو سنوياً، وهو حدث فلكي يقع عندما يكون القطب الجغرافي أو الحركة الدورانية لنصف كوكب ما (نصف شمالي أو جنوبي) موجهاً نحو النجم الذي يستقبله.

وتعني كلمة الانقلاب أنه في نصف الكرة الأرضية الشمالي يكون فصل الصيف، أما على عكسه في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، يكون الشتاء، وهو ما يُسمى بالانقراض الشتوي، وهكذا، من هنا جاءت تسميته بالانقلاب.

وبالنسبة للأرض، وفي الانقلاب الصيفي يكون ميلان محورها نحو الشمس بدرجة أقصاها 23.44° ، لذلك فإن ميل الشمس عن خط الاستواء السماوي يبلغ °23.44+ في سماء النصف الشمالي و°23.44– في سماء النصف الجنوبي، ويحدث ذلك بنحو مرتين في السنة "مرة لكل نصف أرضي" عندما تبلغ الشمس أقصى ارتفاع لها كما ترى من القطب الشمالي أو الجنوبي.

ويقع الانقلاب الصيفي في غضون فصل الصيف في نصف الأرض الذي يقع فيه، وهذا هو انقلاب يونيو في النصف الشمالي أو انقلاب ديسمبر في النصف الجنوبي، ويقع هذا الانقلاب في النصف الشمالي للأرض بين 20 و22 يونيو من كل عام؛ وذلك حسب التذبذب في التقويم، وبين 20 و23 ديسمبر كل سنة في نصف الأرض الجنوبي.

اقرأ أيضا: 21 يونيو.. الانقلاب الصيفي 

ويشار إلى نفس التواريخ لكن بنصفي الأرض المعكوسين بالانقلاب الشتوي.

وتبلغ الشمس ارتفاعها الأقصى من السنة أثناء الانقلاب الصيفي، وفي خط العرض ذاك لا يحل الليل بقدر ما يبقى الوقت زوالاً، ويرمز منتصف الصيف إلى اليوم الذي فيه يجري الانقلاب، ويشهد يوم الانقلاب أطول فترة من ضوء الشمس خلال النهار، باستثناء المناطق القطبية؛ حيث تبقى الشمس 24 ساعة متواصلة كل يوم لمدة تراوح ما بين عدة أيام إلى 6 أشهر حول الانقلاب الصيفي.

وساعدت الانقلابات الصيفية والشتوية على تغيير الفصول - جنباً إلى جنب مع نظيراتها الاعتدال الربيعي والخريفي، ومع ذلك، يستخدم علماء الأرصاد الجوية اليوم سجلات درجات الحرارة رسمياً بدلاً من ذلك لرسم خطوط بين الفصول.

وقد أعلن أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، أن عدداً من المعابد المصرية القديمة، سوف تشهد اليوم الثلاثاء، بعض الظواهر الفلكية التي تتزامن مع حلول يوم الانقلاب الصيفي.

وقال أبوزيد ، إن الظواهر الفلكية التي يجري رصدها بواسطة جمعيته، ستشهدها المعابد المصرية القديمة في خمس محافظات مصرية، مشيرا إلى تعامد شمس الظهيرة لتنير ظلمة الغرف المقدسة داخل معابد دندرة في قنا، وإدفو في أسوان، وأبيدوس في سوهاج، وهيبس في الوادي الجديد، وذلك بجانب معبدي بتاح ورمسيس الثالث بمجموعة معابد الكرنك الفرعونية في محافظة الأقصر، وهما سيشهدان أيضا غروب الشمس في يوم الانقلاب الصيفي من بين بوابات وأعمدة معابد الكرنك، نقلا وكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ) .

بدوره قال الدكتور أحمد عوض، الخبير في مجال الفلك والعمارة القديمة، إن الظواهر التي ستشهدها ستة معابد مصرية قديمة في يوم الانقلاب الصيفي، تأتي ضمن 22 ظاهرة فلكية تمكن فريق علمي برئاسته من رصدها وتوثيقها داخل المعابد والمقاصير المصرية القديمة، وذلك ضمن مشروع علمي جرى بموافقة اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار المصرية، واستمر على مدار ثلاث سنوات.


وفي سياق متصل، طالب  محمد عبد الحميد، الباحث في علوم المصريات، بتنفيذ مشروع  مقترح من العاملين بقطاع السياحة الثقافية بشأن نشر ما بات يُعرفُ بالسياحة الفلكية في مصر.

ودعا إلى وضع تلك الظواهر الفلكية على الأجندة السياحية المصرية، والسماح بفتح المعابد الأثرية التي تشهد تلك الظواهر الفلكية في مواعيد تتناسب وحدوثها في أيام محددة في كل عام، ليتاح للسياح والمهتمين برؤيتها، وتوظيفها في الترويج لنمط جديد من السياحة في البلاد.

يُذكر أن قدماء المصريين عُرفوا ببراعتهم في علوم الفلك والهندسة، فقد لعب الضوء دورا مهما في تحديد التشكيل المعماري لمعابدهم القديمة، وتحديد وجهتها نحو الشرق أو الغرب، وأن معظم المعابد المصرية، تشهد ظواهر فلكية متعددة، مثل تعامد الشمس، وتعامد القمر أيضا.

وكان لملاحظة السماء دور جوهري ،  بحسب علماء الفلك والمصريات ،  في بناء تلك المباني من معابد ومقاصير وأهرامات، وربطوا بين العمارة وعلوم الفلك، فأقاموا المعابد وفقا للنجوم والاتجاهات الأرضية الأصلية، واستخدمت المعابد كمراصد للنجوم وتسجيل الوقت.