لست فى حاجة للقول أن نجيب محفوظ أسعد الأدباء حظاً فى قراءة أعمالهم. والاستمتاع بها.. حيث تتحول القراءة لمتعة نادرة
ما أبعد المسافة بينهما.. ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسى ألقى كلمتين فى الجلسة الافتتاحية لمنتدى سان بطرسبرج الاقتصادى عبر الفيديو كونفرانس. وألقى أيضاً كلمة فى قمة منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ. المؤتمر الأول كان تحت رعاية الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.. والمؤتمر الثانى كان تحت رعاية الرئيس جو بايدن رئيس أمريكا.
الكلمتان من القاهرة فى المؤتمرين الدوليين المهمين تؤكدان مجدداً المكانة الدولية المهمة التى تتمتع بها مصر السيسى عالمياً لدى دولتين.. أهم دول العالم الآن. فى الكلمة الأولى بعد أن تحدث الرئيس عن اعتزازنا بعلاقات الصداقة التاريخية الوطيدة مع روسيا. وبالتطور الواضح الذى شهدته العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة فى العديد من القطاعات الحيوية لاقتصاد البلدين.. ولرفاهية الشعبين المصرى والروسى.
جاء ذلك خلال افتتاح الدورة الخامسة والعشرين لمنتدى سان بطرسبرج الاقتصادى الدولى. وأكد الرئيس السيسى أن مصر شهدت خلال العقد الماضى أحداثاً استثنائية كان لها تأثير بالغ على مجمل الوضع الاقتصادى فى البلاد. مؤكداً أن الشعب المصرى نهض للعبور من هذه الأزمة من خلال دعم رؤية واضحة عمادها الأساىسى هو الاستثمار في الإنسان المصرى وتنمية قدراته.
وقد جاء هذا تمشياً مع رؤية مصر 2030 لتعكس خطة استراتيجية طويلة المدى للدولة لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. كما هنأ الرئيس الروسى بمناسبة حلول اليوبيل الفضى لتدشين منتدى سان بطرسبرج الاقتصادى الدولى. والذى أصبح منذ عقده لأول مرة عام 1997 منصة رائدة لمجتمع الأعمال وحدثاً اقتصادياً متميزاً يسعى لمناقشة الأزمات الرئيسية التى تواجه الأسواق فى العالم كله.
أكد الرئيس أن مصر تحل كدولة ضيف فى دورة المنتدى لهذا العام. بما يؤكد المستوى المتميز الذى وصلت إليه العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية مؤخراً.
أما فى المؤتمر الثانى فقد شارك فيه الرئيس أيضاً عبر الفيديو كونفرانس. وكان عبارة عن قمة منتدى الاقتصاديات الكبرى حول الطاقة وتغير المناخ. وكان تحت رعاية الرئيس الأمريكى جو بايدن ولفيف من رؤساء الدول والحكومات. وسكرتير عام الأمم المتحدة.
وفى إطار هذه الكلمة المهمة تم توجيه الدعوى للرئيس الأمريكى للمشاركة فى قمة المناخ استناداً إلى الدور الذى تقوم به مصر فى هذا المجال.. وتولى مصر رئاسة الدورة القادمة للقمة العالمية للمناخ فى شرم الشيخ.. وأكد الرئيس أن مصر تبذل قُصارى جهدها لحث كافة الأطراف على رفع طموح عملها المناخى من خلال مراجعة وتحديث مساهمتها المحددة وطنياً تنفيذاً لاتفاق باريس ودعم وتعزيز خططها واستراتيجياتها طويلة المدى لخفض الانبعاثات والتعامل مع الآثار السلبية لتغير المناخ.
وقال الرئيس السيسى أنه يتطلع لاستقبال الرئيس الأمريكى بشرم الشيخ.. «لنواصل العمل سوياً على وضع تعهداتنا موضع التنفيذ.. ولنستجيب معاً لآمال وتطلعات شعوبنا التى تنتظر منا المزيد من العمل والجهد لضمان مستقبل أفضل لها وللأجيال القادمة.
نجيب محفوظ وماركيز
أهدانى صديقى المهندس إبراهيم المعلم صاحب دار الشروق العريقة نسخة من مؤلفات نجيب محفوظ الكاملة التى كانت قد أصدرتها الدار فى مجلدات أنيقة تفتح النفس على القراءة.. وتجعل منها متعة نادرة.. تحاصرها ظروف الحياة.. والمجلد الثامن يحتوى على أعماله: الحب فوق هضبة الهرم، الشيطان يعظ، عصر الحب، أفراح القُبة، ليالى ألف ليلة.
لست فى حاجة للقول أن نجيب محفوظ أسعد الأدباء حظاً فى قراءة أعمالهم. والاستمتاع بها.. حيث تتحول القراءة لمتعة نادرة.. فالرجل قضى حياته مخلصاً للكتابة فقط.. لم تشغله الوظيفة، ولا العمل العام، ولا الكتابة فى الصحف. ولكنه اعتبر أن الكتابة الأدبية واجبٌ مقدس عليه.. ولم يتوقف عند الرواية.. ولكنه كتب القصة القصيرة الطويلة، والنص المسرحى، والثلاثية.
وكانت الكتابة تجربة عمره الأساسية التى لا تجربة غيرها. ولكى نُدرك حجم الجهد الرهيب الذى بذله الرجل فى الكتابة، لابد أن أقول للقارئ أنه بسبب مرض حساسية فى العين كان لا يكتُب إلا فى فصلى الشتاء والربيع من كل عام. ويقضى الباقى من السنة فى التأمل ولقاء الأصدقاء. لكن الكتابة كانت تتوقف تماماً.
رواية عصر الحب يبدأها نجيب محفوظ هكذا:
- يقول الراوى:
- ولكن من الراوى؟ ألا يحسن أن نقدمه بكلمة؟ إنه ليس شخصاً مُعيناً يمكن أن يشار إليه إشارة تاريخية. فلا هو رجلٌ ولا امرأة، ولا هوية ولا اسم له، لعله خلاصة أصوات مهموسة أو مرتفعة تحركها رغبة جامحة فى تخليد بعض الذكريات، يحدوها ولع بالحكمة والموعظة. تستأثرها العواطف والأفراح والأحزان. ووجدان مأساوى دفين، وعذوبة أحلام يُعتقد أنها تحققت ذات يوم.
إنه فى الواقع تراث منسوب من تاريخ ملائكى ينبع صدقه من درجة حرارته وعُمق أشواقه.. يتجسد ويتجسد بفضل خيال أمين يهفو إلى غزو الفضاء.. رغم تعثر قدميه فوق الأرض الأليفة المتشققة التربة وثغراتها المفعمة بالماء الآسن.. وإنى إذ أُسجله كما تنامى إلىَّ إذ أسجله باسم الراوى وبنص كلماته. فإنما أصدع بما يأمر به الولاء. وأنفذ ما يقضى به الحب. مذعناً فى الوقت نفسه لقوة لا يجوز المجازفة بتجاهلها.
يقول الراوى:
- إنه كانت تعيش فى حارتنا أرملة تدعى: ست عين. إمرأة قوية عجيبة الأطوار، مثيرة الأوصاف.
ثم يكمل حكايته. وهنا أتوقف عن القراءة وأتساءل:
- أليست هذه الواقعية السحرية التى كتبوا عنها كثيراً جداً بعد حصول الروائى الكولومبى: جبرييل جارثيا ماركيز على جائزة نوبل قبل نجيب محفوظ بعامين. حصل عليها سنة 1986، فى حين أنها جاءت نجيب محفوظ سنة 1988، واعتبرها نُقادنا وسيلة جديدة للكتابة لم تعرفُها البشرية قبل ماركيز.
من المؤكد أن رواية محفوظ إما مكتوبة قبل ماركيز أو معاصرة له. ولكنها عقدة الخواجة. بحثت فى المجلد طويلاً عن سنة نشرها فلم أجدها. وتُثبت موسوعات الأدب المعروفة عن هذه الرواية القصيرة ما يلى:
- عصر الحب هى رواية للكاتب المعروف نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل فى الأدب، وهى من أفضل الروايات الرومانسية العربية والأكثر جذباً للقراء، قام نجيب محفوظ بنشرها فى عام 1980، أى قبل معرفتنا بماركيز بست سنوات. واهتمامنا بترجمة أعماله الأدبية واللهاث وراءه والقول أنه مؤسس الواقعية السحرية فى الأدب العالمى، وبالتالى فى الأدب العربى.
وعصر الحب هى إحدى الروايات القليلة عند الكاتب التى تصير فيها المرأة الشخصية المحورية فى الرواية. تحولت الرواية إلى فيلم سينمائى من إنتاج سنة 1986، وكان عرضه الأول يوم 15 سبتمبر من نفس السنة. الفيلم من إخراج حسن الإمام. ومن بطولة: محمود ياسين، وسهير رمزى، وشهيرة، ومجدى وهبة، وتحية كاروكا، وعدد من الفنانين.
بطاقات التموين
كنت من أصحاب بطاقات التموين، إلى أن أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى قراراً بتعيينى عضواً بمجلس النواب وكان ذلك سنة 2014، فأخذت بطاقتى التموينية وذهبت إلى مكتب تموين مدينة نصر وسلمتها لمدير المكتب. ثم توجهت إلى البقال التموينى الذى كنت أتعامل معه ويقع محله فى رابعة العدوية. وشكرته وأبلغته بأننى تنازلت عن البطاقة فى مكتب التموين.
لكن هذا لا يمنع أن أهتم بموضوع بطاقة التموين. لأن الأمر يخص عدداً كبيراً يُحسب بالملايين من العائلات التى تعتمد عليها فى حياتها. ولذلك شعرتُ بالإمتنان للدكتور على مصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية عندما أصدر قراراً بإعادة فتح باب تظلمات العدالة الاجتماعية فيما يخص امتلاك سيارة وتقاضى راتب حكومى كبير. وذلك من باب التيسير على المواطنين من أصحاب البطاقات التموينية الذين تسلموا رسالة على «بون الصرف». وتضمن قرار الوزير قبول التظلمات بالمكاتب والإدارات التموينية ومراكز الخدمة وإرسالها إلى ديوان عام الوزارة عن طريق مدير مديرية التموين. وذلك لدراستها حالة حالة.
وما نرجوه من وزير التموين فقد عرفته عندما كان زميلى فى مجلس النواب مسئولاً دقيقاً فى عمله، يقوم به على الوجه الأمثل. ويوشك أن يكون من المسئولين النادرين فى مصر من خلال تحرى الدقة فى هذا العمل. لا أُدافع عن غير المستحقين، ولكن كل مستحق يجب أن يصله التموين. وألا يُظلم فى عملية إعادة النظر فى من يمتلكون هذه البطاقات وأحقيتهم لها.
التعدى على الأراضى الزراعية
وما دام الشيء بالشيء يُذكر، فقد أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء على ضرورة المتابعة المستمرة لمنظومة المتغيرات المكانية. التى تستهدف رصد أى مخالفات بناء على الأراضى الزراعية. والتأكد من التعامل الفورى معها. قال:
- لن نسمح بهذه الظاهرة مرة أخرى. ولابد من اتخاذ الإجراءات بالتعامل مع مخالفات البناء وإزالتها. وكذا حذف المخالف من الدعم التموينى. موضحاً أنه تم حذف 1471 مخالفاً من منظومة الدعم التموينى حتى الآن. مُشدداً على استكمال تنفيذ الإيقاف والحذف لأى مخالف إلى جانب تنفيذ إزالة مخالفات البناء الخاصة بهم على نفقتهم.
حدث هذا كله خلال الاجتماع الذى عقده مدبولى الأسبوع الماضى بمقر الحكومة فى العاصمة الإدارية الجديدة عبر تقنية الفيديو كونفرانس، لمتابعة سير العمل بآليات تنفيذ مخرجات المنظومة. بحضور وزير التنمية المحلية ووزير الزراعة واستصلاح الأراضى ومحافظى جنوب سيناء وبور سعيد والسويس وأسيوط ودمياط والفيوم والغربية والمنوفية وبنى سويف.
وجه مدبولى بالاستمرار فى إزالة باقى المخالفات التى تم حصرها. وما يتبع ذلك من إيقاف حصول المخالفين على الدعم التموينى على الفور. مؤكداً المتابعة الدورية لهذا الملف ومن جانب كل الجهات المعنية. سعياً للقضاء على هذه الظاهرة تماماً. والتى تُمثل ضرراً بالغاً على مصر والمصريين. وتهديد مستقبل الأجيال القادمة.
أيضاً هناك لجان تم تشكيلها من المحافظات بوزارة الزراعة تتابع أى متغير مكانى. حيث تم التعامل بكل حسم بالإزالة الفورية لأى مخالفات بناء. مستعرضاً الموقف المرصود على أرض الواقع لتلك المخالفات. المهم عندى هو حذف المخالفين بقوانين البناء والمتعدين على الأراضى الزراعية من الدعم التموينى. وشطبهم فوراً من المستحقين لهذا الدعم. فلدينا ملايين تستحق الدعم. ولا يجب مزاحمتهم من أي كان. لأن وصول الدعم لمستحقيه مسألة مبدأ أساسى لابد من الحفاظ عليه.
