غدا فى الثامنة مساء على ملعب السلام.. يلتقى الأهلى والزمالك فى القمة ١٢٤ للدورى الممتاز المصري.. تأتى المباراة فى ظل أجواء صعبة تعيشها الكرة المصرية وحالة من الفتور تجاه الإقبال على قمة دائما ما كان يصاحبها صخب وإثارة فى الظروف الطبيعية بما يمكن وصفه بـ''عام الرمادة'' للكرة المصرية التى أخفقت هذا العام على كافة الأصعدة.
المنتخب أخفق فى نهائى كأس الأمم ثم كرر الإخفاق فى نهائى تصفيات كأس العالم.. وانتهى به الأمر إلى ما يشبه الانهيار فى تصفيات كأس الأمم ''الجديدة'' بفوز باهت على غينيا وهزيمة مهينة من إثيوبيا ثم ختام بهزيمة رباعية فى ودية كوريا.. وفى نفس العام خسر الأهلى لقب دورى الأبطال وخرج بيراميدز والمصرى من الكونفدرالية..
ورغم هذه الأجواء المحبطة إلا أن الناديين منحا المباراة أهمية خاصة واستثنائية لأنها على الأقل مقياس السيادة المحلية بخصوصية ظاهرة القطبين التاريخية..
علاوة على أنها تحدد مسار المنافسة فى الدورى لأن فوز الأهلى يقربه من الاستحواذ على الصدارة لفترة طويلة وربما الاقتراب من اللقب مبكرا..
وفوز الزمالك يعيده إلى ساحة المنافسة بقوة ويشعل الصراع على الدرع. يملك الفريقان من الأوراق ما يتيح لهما الرغبة والقدرة على الفوز بصرف النظر عن مستواها فى المباريات السابقة..
حيث اعتادت القمم على طبيعة خاصة مهما كانت ظروف الفريقين ولا يحدد شكلها ومضمونها سوى الملعب..
وكل طرف يراهن على مصادر قوته وفى نفس الوقت يخشى من مصادر قوة خصمه وهنا تبدو مباريات القمة معقدة فى متطلباتها الفنية والخططية.
وفنيا الفريقان مدرستان مختلفتان على المستطيل الأخضر..
فى الأهلى كرة جماعية وسرعة فى تنفيذ الهجمة وضغط على الخصم أينما توجد الكرة ورهان على أخطاء الدفاع..
وفى الزمالك اهتمام زائد بالمهارة الفردية حتى كادت تصبح رهانه الأساسي..
إلا أن الزمالك ربما يختلف فى هذه المباراة بالتحديد فيتخلى عن قاعدته المعتادة ويذهب إلى شكل مغاير ببعض الجماعية وبعض الضغط..
ووسط كل ذلك تلعب التفاصيل الصغيرة دورا بارزا فى النتيجة..
والأهم ان صلابة الدفاع هى الأساس المتين وعلامة الجودة التى تؤهل للفوز..
عملا بمبدأ أنه إذا كان الهجوم خير وسيلة للدفاع فإن الدفاع خير وسيلة للفوز.
دفعة معنوية .. وهجوم من الدقيقة الأولى .. ودعم إدارى
الأهلى متحفز بمفاجآت قمصان
يدخل الاهلى مواجهة القمة فى ظروف طارئة او بشكل ادق اجواء ليست مثالية بعد رحيل مفاجئ للمدير الفنى الجنوب إفريقى بيتسو موسيمانى والذى فسره البعض على انه هروب من نار القمة بعد خسارته نهائى دورى الابطال امام الوداد المغربى وضياع بطولة تاريخية على القلعة الحمراء بالاضافة الى تبعات الخسارة الافريقية والاشتباكات على جبهات مختلفة مع الاتحاد الافريقى واتحاد الكرة.
وحتى لا تشغلنا التفاصيل الكثيرة والمختلفة عاد المارد الاحمر الى الساحة المحلية بقيادةً سامى قمصان بعد تصعيده للقيادة الفنية مؤقتا مكان موسيمانى ونجح فى تحقيق الفوز فى مباراتين جعل منهما بروفة للقمة الاولى فاز على مصرى السلوم فى كأس مصر والثانية فاز فيها على ايسترن كومبانى فى الدورى ورغم هذه الاجواء هناك حالة كبيرة من التفاؤل لدى الاهلاوية.
وليست مبالغة لو اكدنا ان معظمهم يراها معطيات ايجابية ورحيل موسيمانى بطرق لعبه الروتينية وسلبياته التى غرق فيها الفريق مؤخرا ويحظى سامى قمصان بدعم هائل قبل مواجهة الزمالك وبدا مدرب الاهلى الاستعداد منذ انطلاق صافرة ايسترن فى الدورى وانتظم الفريق فى معسكر مغلق منذ الجمعة الماضية.
وحرص مدرب الاهلى على شكر الكابتن الخطيب ومجلس الإدارة على هذه الثقة الكبيرة وتحفيزهم ودعمهم له و للفريق كما شكر جماهير الأهلى على دعمها الكبير ومؤازرتهم فى هذه المهمة ..
وأكد قمصان أن تدريب الأهلى ليوم واحد أو مباراة واحدة هو شرف كبير ومسؤولية تقع على عاتقه لكن تركيزه واللاعبين منصب بقوة على تجاوز هذه المرحلة المهمة بالنسبة للفريق وأشار قمصان إلى أن لديه رؤية لكل مباراة هو مسؤول عنها أملًا فى الاستفادة من كل عنصر بالفريق وتجهيزه على النحو الأمثل وتحقيق الفوز فى كل مباراة، وهو ما سيسعى إليه فى المباراة المقبلة أمام الزمالك.
وعكف قمصان على دراسة الابيض جيدا بكل تفاصيله وخطط قمصان الى حصار الابيض بعد الاطمئنان على ترسانة الاسلحة الحمراء الجاهزة للانطلاق ويسعى الجهاز الفنى الى تحقيق مكاسب معنوية كبيرة من المباراة ومصالحة الجمهور ..
لذلك الاحمر جاهز بخطة هجومية وسيلعب للفوز كعادته فى كل مبارياته للتأكيد على شخصية الاهلى التى تسعى لفرض نفسها فى اى ملعب ، وهناك حالة من التحفز لدى الجهاز واللاعبين لتحقيق نتيجة ترضى الجمهور المتحفز ايضا لمواجهة الكلاسيكو المصرى ، والميزة التى يسعى الاهلاوية لاستغلالها مفاجآت قمصان غير المعروفة للمنافس كمدير فنى بفكر مختلف عن موسيماني.
صرف المستحقات.. جلسات تحفيزية.. واللاعبون فى حالة تركيز
الأسلحة البيضاء جاهزة للكلاسيكو
سخّر الزمالك كل إمكاناته وحشد أسلحته البيضاء ورفع استعداداته للدرجة القصوى من أجل شىء واحد فقط وهو الخروج من قمة اليوم بالفوز والنقاط الثلاث للحفاظ على فرصه الكبيرة فى بقاء درع الدورى الكروى فى قلعة ميت عقبة.. مرتضى منصور، رئيس الزمالك، وفيريرا، المدير الفنى، عقدا جلسات تحفيزية للاعبين ومنح مرتضى اللاعبين مستحقاتهم المتأخرة ووعدهم بمكافآت ضخمة حالة الفوز..
وجاء ذلك فى جلسة خاصة عقدها رئيس نادى الزمالك مع اللاعبين والجهاز الفنى فى حضور المشرف العام على الكرة من أجل مؤازرتهم قبل مباراة اليوم..
وحرص مرتضى منصور على تحفيز اللاعبين وطالبهم بالتركيز خلال اللقاء وبذل أقصى جهد لديهم من أجل تحقيق الفوز وحصد الثلاث نقاط والابتعاد بصدارة الدورى، كما تم صرف ٢٥ مليونًا، وهى قيمة الدفعة الأخيرة من المستحقات المتأخرة لهم حتى يستطيع اللاعبون التركيز فى الملعب فقط.
وعن لقاء القمة، أكد مرتضى منصور أنها مباراة كرة قدم ومن الوارد المكسب أو التعادل أو الخسارة، وفى أى حال من الأحوال يجب على الجماهير مساندة الفريق، خاصة أن الزمالك مر بفترة صعبة بسبب إيقاف القيد.
ومن جانبه حفّز فيريرا اللاعبين فى جلسات مستمرة ومكثفة خلال معسكر الأبيض، وطالبهم بالدفاع عن أحلام جماهيرهم وإسعادهم فى لقاء القمة، مشددًا على أنهم يمتلكون الإمكانات والقدرات وكل الدوافع الإيجابية التى تؤهلهم لذلك، وقد عاهد اللاعبون الإدارة والمدير الفنى ببذل قصارى جهدهم من أجل تحقيق الهدف فى لقاء القمة واستمرارهم فى الصدارة والزحف نحو الاحتفاظ بدرع المسابقة، وأكدوا أنهم فى حالة تركيز شديد من أجل إسعاد جمهورهم.
لا تراجع ولا استسلام فى أزمة كهربا.
أعلن الزمالك تمسّكه بحقوقه فى أزمة لاعبه السابق محمود كهربا، وأكد مسئولوه أنه لا تراجع ولا استسلام ولا تفريط فى حق النادى، وأرسل الزمالك استفسارًا للاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» بعد عدم تلقيه مبلغ العقوبة لمدة 45 يومًا..
وتم تحويل الأمر للجنة الانضباط، وسيتم إخطار اللاعب بضرورة السداد الفورى وإلا سيتم توقيع عقوبة الإيقاف عليه.. ويصر الزمالك على التمسّك بكامل حقوقه فى هذه المسألة، إذ تبلغ قيمة الغرامة 2 مليون دولار، بالإضافة إلى 5% من الفوائد على المبلغ اعتبارًا من عام 2019 لصالح نادى الزمالك..
وتعرض كهربا لهذا الحكم إثر مغادرته للزمالك صوب الدورى البرتغالى رغم عقده مع الأبيض قبل أن ينتقل إلى الأهلى.
وشهدت الأيام الماضية مساعى من اللاعب ومحاميه لدفع جزء من الغرامة وجدولة الباقى على أقساط وعمل مصالحة حتى لا ينفذ اللاعب عقوبة الإيقاف، وهو ما رفضه مسئولو الزمالك شكلاً ومضمونًا.
