إبراهيم مدكور يكتب: أين العشري؟!!..

إبراهيم مدكور
إبراهيم مدكور

من الظلم والإجحاف ألا يتم تقدير ما يحققه المرء من نجاحات وإعطاءه ما يستحق من مكانة وتقدير، نظير ما يقدمه من تفاني في عمله، وسعيه الدائم نحو النجاح والتطوير.


بل والأدهى والأغرب من ذلك، أن يتم مجاملة غيره ممن هم دونه كمستوى ونجاح على حسابه، وتعمد إبعاده هو عن المشهد بالكامل، من أجل أهواء شخصية أو منفعة دنيوية، كأنه مثلاً؛  على غير الهوى أو لأنه لا يمشي وفق المراد ولا ينصاع لما يقال أيا كانت العاقبة وأيا كان المَآل، أو لأنه ليس صديق مقرب، ولا من ضمن الحاشية التي يجب تلميعها، أو لأنه لا يأتي من وراءه منفعة. 


لكن؛ أهذا هو العدل؟!، أهذا هو ما يستحق؟! 


كلا والله؛ وقتها حتمًا ميزان النجاح سيختل، وسينزل بهم الفشل، ومسارهم يَضْمَحِل، بينما هو إما سَيُكمل في طريقه ثابت الخطى، على أمل أن يجد يوما ما يستحق،  وإما أن يتطرق اليأس لقلبه من هذا الظلم ويمل، ومن ثم يقف في النهاية عند هذا الحد. 


وبالتالي ستكون العواقب وخيمة والخسارة حتمًا حينها أكيدة، لأنه تم تمكين الفاشل وإحباط المجتهد المكافح.

وبالعودة والنظر لحال الكرة المصرية في الآونة الحالية، سنجد أنها أبلغ مثال يمكن أن يضرب به على ذلك، وبالتالي بات الفشل فيها أمر واقع.


فوجدنا مدربين بلا هوية واضحة أو مسيرة  تدريبية ناجحة، فجأة تصدروا المشهد وتقلدوا المناصب، فهذا يدرب منتخب الناشئين وآخر  مع منتخب الشباب، أما المنتخب الأوليمبي فهو حكر ومقتصر بعينه على أشخاص، ناهيك عن المنتخب الأول وما رأينه فيه مؤخرا، وحدث ولا حرج عن الأجهزة المعاونة وما يتم فيها من مجاملة، واختلاق مسميات حتى يتم استقطاب وتعيين أشخاص وفق المنى وعلى حسب الهوي، فهذا والله قمة الفساد والظلم والإجحاف. 


دعوني أقول وبملء فِي؛ والله ثم والله لن ينصلح لمنظومة الكرة المصرية بهذا الشكل حال، ولم تبلغ ما نتمناه.


 واطرح عليكم سؤال الآن: أين طارق العشري من تدريب المنتخبات الوطنية؟!


ألم تعلموا أنه مصري، أو لم يتطرق ما حققه من نجاح إلى أذهانكم!، والله إنّ هذا لعجب العجاب!!، غض الطرف عنه بهذا الشكل.


لكني أقول لكم وأخبركم، علكم تعقلون وإلى رشدكم تعودون، طارق العشري مصري، والله العظيم مصري، أخبروا القاصي والداني بذلك.

أتعجب كثيرًا من عدم ترشيح الكابتن المخضرم طارق العشري أو حتى ذكر اسمه، لتولي القيادة الفنية لأيِ من المنتخبات المصرية، في كل مرة يتم فيها الاختيارات، أيعقل هذا، أن يتم التغافل عن واحد من المدربين المصريين القلائل، الذين استطاعوا إيقاف الأهلي والزمالك، بل وتمكنوا من التتويج بالألقاب على حساب الثنائي كذلك.

فالعشري واحد من المدربين المخضرمين في مجال التدريب، وله في الدوري المصري باع طويل.


فمنذ قرابة ربع قرن مَضت وتحديداً مع أوائل الألفية، بدأ العشري يتحسس خطاه التدريبية، حتى تمكن من تولي القيادة الفنية للفريق العسكري حرس الحدود، والذي كان حديث العهد بالدوري الممتاز، وبلاعبين مغمورين آنذاك، استطاع معهم إثبات الذات وأن يصبح الفريق السكندري عملة صعبة وقتها في الدوري،  ومن ثم التتويج معهم بالبطولات. 


فتُوّج معهم بلقبي كأس مصر موسمي 2009 , 2010 على الترتيب، كما استطاع حصد لقب كأس السوبر موسم 2009 على حساب الأهلي.

ليصنع طارق العشري الحدث، ويكتب التاريخ مع الحرس، والذي لم يتمكن من إداركه حتى الآن أحد. 

ليس هذا فحسب، بل في كل محطات  العشري التدريبية، كان دائمًا عقبة في طريق الفرق الكبرى، ولن يكن يومًا لقمة سائغة. 


وها هو العشري الآن مع فريق طلائع الجيش هذا الموسم في الممتاز، يواصل هوايته المفضلة في كتابة وتحطيم الأرقام القياسية.


فمنذ تولي العشري تدريب الجيش، والفريق لم يخسر معه في 14 مباراة منتالية، آخرها التعادل بالأمس مع سموحه، ليحقق أطول سلسلة له من المباريات بدون هزيمة، حيث تمكن من الفوز في سبعة منها، والتعادل في سبعة مِثِلَهم، ليعادل بذلك رقمه الذي حققه ف السابق مع حرس الحدود موسم 2009/2010. 


 فبعدما كان فريق طلائع الجيش ف بداية الموسم يقبع في قاع جدول الترتيب، صار حالياً في المركز السادس وبفارق ثلاث نقاط فقط عن صاحب المركز الخامس.


والسؤال الآن: أين العشري من منتخبتنا الوطنية؟!  لماذا لا يتم الاستعانة بخبرات واحد من أنجح المدربين المصريين القلائل في تاريخ الكرة المصرية؟! 


أليس هذا من الظلم والإجحاف؟!!، خاصة وأن أرقامه وبطولاته تتحدث عنه طوال مشواره.


هل لأنه يعمل في صمت وبأقل الإمكانيات المتاحة، دون إثارة أي ضجيج، أو لأنه ليس له أي سند يتحدث عنه أو ظهير، فقط يعمل بضمير ويسعى دائم للنجاح والتطوير.

هل يكون هذا جزاءه؟!، إقصاءه من المشهد وإبعاده!!

كلا والله هذا لا يصح، وليس هذا من العدل.

حتى وإن كان توجه اتحاد الكرة حالياً التعاقد مع مدربين أجانب لتولي تدريب المنتخب الأول والأولمبي، لماذا لا يتم معهم ضمالعشري؟!، كمدرب عام مثلاً ضمن الجهاز . 


وبذلك نستفيد بخبراته ودرايته التامة بالكرة المصرية وبطباع وقدرات اللاعبين المصريين، ومن ثم نُعد كادر جديد قوي فنياً، قادر على قيادة المنتخب في  مرحلة ما بعد الأجنبي.

أوجه رسالة إلي مسئولي اتحاد الكرة، أتمني أن تستجيبوا لكلامي وتنظروا للعشري وتعطوه قدره الذي يستحقه، ويكون له دور ضمن الجهاز الفني للمنتخب الأول في المرحلة المقبلة، خاصة وأن أقل منه خبرات وانجازات وكفاءة وبعيدين تماماً عنه وبمسافة، قد تواجدوا في تلك المناصب، والنماذج على ذلك حاضرة ولا داعي لذكرها.


وختامًا: أقول لكم؛ اعطوا طارق العشري حقه من التواجد في الجهاز الفني للمنتخب الأول، وأَعِدُكم سَتَرون النجاحات التي سيحققها بأعينكم أنتم.