فسيخ وشربات

محمد سعيد
محمد سعيد

التراث المصرى يزخر بالعديد من الأقوال المأثورة والأمثال الشعبية التى طالما عكست سخرية من موقف ما.. أو لخصت حكمة حياتية فى جملة بسيطة.. ومن ذلك التراث الحكيم خرج المثل القائل «يعمل من الفسيخ شربات».. ومع اختلاف طرق استخدام المثل بين الإشارة للنصب والفهلوة.. أو للموهبة والنجاح.. نعيش بين نموذجين من البشر.

فالقدرة على تحويل الفسيخ لشربات يعد دربا من الخيال.. لذا يستدل بهذا المثل مع كل من أنجز عملا - سواء كان مهنة أو حرفة - وسط ظروف غاية فى التعقيد.. لكن بما لديه من ملكات مختلفة، وضمير، ورؤية حقيقية، وموهبة فطرية استطاع أن ينجح فيما ظنه البعض مستحيلا.

على النقيض تماما يأتى النموذج الثانى ممن يروج لنفسه ويستفيض فى شرح رؤاه «العميقة» واللامسبوقة ويعدد أفكاره لإنجاز عمل ما، وبعد إسناد ذلك الأمر له يحدث التخبط وتتوالى الإخفاقات ويكتشف الجميع أن هذا النموذج «الفهلوى» لا يمتلك أى موهبة، ومحدود القدرات، بجانب افتقاره للضمير.. فتصبح المحصلة النهائية «فسيخ».

ولتلافى أن يكون «الفسيخ» هو المنتج النهائى.. يجب أن تكون سابقة الأعمال ومؤشرات الموهبة هى الفيصل فى إسناد العمل لأى شخص، ومحاولة تجنب من ينطبق عليهم المثل القائل «يعمل من البحر طحينة».