كانت الحياة سهلة

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

بقلم: صفية مصطفى أمين

يبدو أننا كنا أسعد حالا من أولادنا، وأولادنا أسعد حالا من أحفادنا، وقدماء المصريين كانوا أسعد حالا منا جميعا. لم يكن لديهم مشكلة سكان، ولم يضطروا لبناء عمارات ليسكنوا فيها. كان يكفيهم بضعة حجارة ليصنعوا حجرة فى أى مكان بلا رخصة ولا تصريح ولا تسجيل! لم يكن هناك إزعاج فضائيات، ولا أغانى مهرجانات، ولا دق مسامير فى جدران الجيران!

كان النور لا ينقطع لأنهم لم يكونوا قد اخترعوا الكهرباء، وبالتالى لم يعانوا من ارتفاع تكاليف فاتورة الكهرباء.لم يكن المسؤولون يعكننون عليهم بأخبار مزعجة لانهم لم يكن لديهم وسائل إعلام ولا وسائل تواصل اجتماعي!

من يدرس بدقة تاريخ قدماء المصريين يلاحظ أن المرأة المصرية لم تكن تسرف فى تبديل ملابسها، حتى قيل أن الملكة كليوباترا احتفظت بفستان واحد على مدى عشرات السنين. لم تكن المرأة تصرف مبالغ على تصفيف شعرها، ولا تركيب رموش صناعية، ولا زيارة دكتور الريجيم.
لم يكن هناك شوارع، ولا زحام مرور كالذى يخنقنا اليوم.

كانت العمليات الجراحية لا تُكلف كثيرا. لم تكن أجور الأطباء ومصروفات المستشفيات غالية كما أصبحت هذه الأيام. لم يكن البنج او أجهزة التخدير قد عُرفت، كانوا يضربون المريض بالشومة على رأسه، فيفقد الوعي، ويجرى له الطبيب الجراحة!
 كلما زادت المدنية والحضارة، تضاعفت النفقات وارتفعت الأسعار.
كانت الحياة سهلة.. وأصبحت تزداد صعوبة كل يوم.