ملف | «70 سنة أخبار».. «عدسة» الأخبار الأقرب إلى الناس.. والمسئولين أيضا

مصور الأخبار مع أنيس منصور فى رحلة حول العالم --  مكرم جاد الكريم
مصور الأخبار مع أنيس منصور فى رحلة حول العالم -- مكرم جاد الكريم

إذا كان العمل الصحفى يقوم بجناحى التحرير والتصوير، فإن تاريخ «الأخبار» يشهد أن هذين الجناحين تميزا بالقوة والمتانة مما جعل الأخبار تغرد وحدها فى فضاء الصحافة العربية، ومنذ البدايات الأولى لإنشاء المؤسسة كان قسم التصوير يحتل مكانه الأبرز بين باقى الأقسام، حيث كان مصطفى أمين مؤمنًا بأن الصورة الصحفية لا تقل أهمية عن العمل التحريرى، كما كان يضع أسماء المصورين على صورهم مما جعلهم نجوماً بعدما كانوا جنوداً مجهولين، وهذا جعلهم يتفننون فى الصور التى يلتقطونها. 

تمصير الصورة  

وحرصت «الأخبار» على اجتذاب المصورين الأفذاذ أمثال محمد يوسف، الذى تعرف عليه مصطفى أمين وعمل معه فى مجلة «الإثنين» عندما كان رئيساً لتحريرها، وكان هو مؤسس قسم التصوير الصحفى، ووقتها حدثت نقلة كبيرة فى الصورة الصحفية، وقد تخرجت أجيال تالية من مدرسة محمد يوسف صاحب المدرسة التصويرية الأولى، والذى استطاع أن يقوم بتمصير فن التصوير الصحفى فى الأربعينيات بعد أن كان مقصوراً على مجموعة من المصورين الأجانب، فقام بتطوير الصورة الصحفية من صورة تذكارية إلى صورة حية مليئة بالحركة، لا تغنى عن ألف كلمة فحسب، بل تغنى عن ألف مقال، فكانت الصورة الصحفية أحد الأنماط التى ميزت مدرسة مصطفى وعلى أمين منذ نشأتها حتى الآن، حيث تم استخدامها بشكل جيد فى دعم الإثارة الصحفية، ثم تتابع المصورون الكبار مع محمد يوسف وشاركه العمل مجموعة من رواد التصوير الصحفى، ومنهم رشاد القوصى، وحسن دياب، وأحمد يوسف، وفاروق إبراهيم، ومكرم جاد الكريم، وغيرهم، ولكل منهم إنجازاته وانفراداته.

صورة الاغتيال

كما أسهمت الصورة الصحفية فى تميز «الأخبار» بمجموعة من الانفرادات، ومنها: انفراد المصور «مكرم جاد الكريم» بتسجيل أحداث اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات فى العرض العسكرى يوم ٦ أكتوبر ١٩٨١، ذلك الحدث الجلل الذى هز العالم، وكان حديث كل وكالات الأنباء العالمية، بهذا الانفراد العالمى، كما كان «جاد الكريم» المصور الذى التقط أول صورة فى العالم لجندى مصرى يرفع علم مصر على أرض سيناء، وفى اليوم التالى انفردت «الأخبار» بنشر صورة الجندى والعلم ومنحه مجلس التحرير خمسين جنيها مكافأة تميز، ‏وكذلك شارك «جاد الكريم» فى حرب اليمن كمراسل حربى، وهو أول من سجل بعدسته إغلاق باب المندب، وأول من تسلل إلى عدن فى ظل الاحتلال داخل برميل بنزين فارغ وأمضى هناك ثلاثة أيام لعمل تحقيق مصور عن القواعد العسكرية البريطانية فى عدن، ولهذا فقد حصل على الكثير من الجوائز مما جعل مصطفى أمين يلقبه بصائد الجوائز.

حول العالم!

وتتابعت الأجيال على قسم التصوير فبرز عدد من المصورين المحترفين، ومنهم أحمد يوسف، الذى عمل محرراً عسكرياً وصور الكثير من وقائع الثورات فى الجزائر واليمن وطاف مع أنيس منصور حول العالم لتصوير رحلته التى ضمنها فى كتابه 200 يوم حول العالم، ومنهم حسن دياب، المصور الخاص للرئيس جمال عبد الناصر، الذى لم يكن مصور الرئاسة فقط، بل كانت تربطه صداقة بالزعيم جمال عبد الناصر ورافقه فى كل جولاته فى الداخل والخارج، ومنهم فاروق إبراهيم، مصور الرؤساء والمشاهير، الذى عاصر الرئيس محمد أنور السادات والرئيس محمد حسنى مبارك، كما كان المصور الخاص لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وكثير من الفنانين والفنانات.

اقرأ أيضاً | ملف | «70 سنة أخبار».. اللواء محمود شعراوى: «الأخبار» .. حملت هموم الوطن والمواطن